أعلن وزير الصحة النمساوي، الثلاثاء 13 أبريل/نيسان 2021، استقالته، قائلاً إنه لا يستطيع الاستمرار في المهمة الشاقة الواقعة عليه بقيادة جهود البلاد في التعامل مع جائحة كورونا، وذلك بسبب المشكلات الصحية المستمرة التي ما انفك يُعانيها جرّاء الإنهاك وفرط العمل خلال الوباء.
صحيفة The Guardian البريطانية قالت إن رودولف أنشوبر، البالغ من العمر 60 عاماً، تولى وزارة الصحة منذ يناير/كانون الثاني 2020، بعدما أصبح حزبه، "حزب الخضر"، الشريكَ الأصغر في الائتلاف الحاكم تحت رئاسة المستشار ذي التوجه المحافظ سيباستيان كورتز.
إنهاك وزير الصحة النمساوي
كان وزير الصحة النمساوي المميز بنغمة صوته الهادئة قد تحول إلى أحد الوجوه الرئيسية في التعامل الحكومي لدولة النمسا مع الجائحة، وهو تعامل لطالما تباينت الآراء حوله. وقد وقع الاختيار على وولفغانغ موكستين، وهو طبيب مقيم في فيينا، ليحل خلفاً للوزير المستقيل أنشوبر في المنصب.
من جانبه، قال أنشوبر، الذي سبق أن عانى الأعراض الحادة للإرهاق قبل تسع سنوات، في بيانه يوم الثلاثاء، إنه عانى نوبتين من الإنهاك المفاجئ خلال الشهر الماضي وحده، بالإضافة إلى ارتفاع ضغط الدم وطنين الأذن.
كما قال وزير الصحة النمساوي عن الفترة التي قضاها في المنصب: "ما أشعر به هو أن الفترة الماضية لم تكن 15 شهراً، بل شعور أشبه بأنها كانت أكثر من 15 عاماً".
أشار أنشوبر إلى أنه ما انفك يعاني "الآثار الواضحة لإنهاك فرط العمل"، ولم يعد يشعر أنه في لياقته المناسبة منذ عدة أسابيع. وأضاف أن حالته حتى الآن لم تصل حتى الاستنفاد التام، لكن الأطباء نصحوه بأخذ قسط من الراحة.
أخطر أزمة صحية منذ عقود
لفت وزير الصحة النمساوي إلى أن بلاده "تخوض أخطر أزمة صحية منذ عقود، ومن ثم تحتاج الجمهورية في هذا الوقت إلى وزير في كامل لياقته بنسبة 100%"، في حين أنه هو "ليس كذلك في الوقت الحالي، ولن يكون في الأسابيع المقبلة إذا لم يسحب فرامل الطوارئ"، ويخفف من وتيرة العمل الزائد قليلاً.
فيما أوضح أنشوبر أنه "لما كان الوباء لا يأخذ فترات راحة، فإن وزير الصحة لا يمكن له أن يأخذ قسطاً من الراحة أيضاً"، ومن ثم فقد اختار الاستقالة من منصبه.
إذ كانت النمسا إحدى أوائل دول أوروبا الغربية التي فرضت ارتداء الأقنعة الطبية، العام الماضي، وتمكنت الحكومة من تخفيف إجراءات الإغلاق العام لأول مرة بسرعة.
"الجميع يرتكب أخطاء"
مثل عديدٍ من البلدان الأوروبية الأخرى، جاهدت النمسا منذ الخريف لإيجاد توازن بين السماح باستمرار الأنشطة وتقييدها. وعوّلت النمسا بشدة على فتح بعض القطاعات للأشخاص غير المصابين بالفيروس، لكنها عجزت عن كسر سلسلة متوالية من عمليات الإغلاق التي اضطرت إليها. وحتى الآن البلاد لديها معدل إصابات أعلى بكثير من ألمانيا المجاورة لها.
ختم وزير الصحة النمساوي كلامه بالقول: "بوجه عام، أعتقد أننا قمنا بعملٍ جيد، وفي وباء كهذا ليس هناك أحد بلا أخطاء، الجميع يرتكب أخطاء… فقد كنا في منطقة مجهولة لنا".
بدوره، شكر رئيس الوزراء كورتز وزيرَ الصحة المستقيل، وتمنى له الشفاء العاجل. وكتب كورتز على تويتر: "استقالة أشنوبر تبيّن أن التعامل مع الوباء يشكّل إنهاكاً ليس فقط لكل فرد من سكان البلاد، لكن أيضاً لكل شخص يتحمل مسؤولية سياسية، ويعمل ليل نهار ويتعين عليه اتخاذ قرارات صعبة".