طالب أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، الإثنين 12 أبريل/نيسان 2021، الحكومات بدراسة فرض ضريبة على المليارديرات الذين جنوا أموالاً في أثناء جائحة فيروس كورونا، وذلك في مسعى لخفض التفاوت الصارخ في توزيع اللقاحات.
تصريح غوتيريش يأتي بعد أن أكد تقرير سابق لمنظمة أوكسفام غير الربحية لمحاربة الفقر، أن ثروات أغنى عشرة رجال في العالم ازدادت مجتمعةً بأكثر من 500 مليار دولار منذ بدء الأزمة، وهو ما يكفي لتطعيم الكوكب بأَسره وأكثر قليلاً، وفقاً للمنظمة، في المقابل خسر الملايين من البشر عبر العالم مناصبهم ودخلوا في أزمة مالية خانقة.
ضريبة التضامن
فقد صرح غوتيريش خلال اجتماع للأمم المتحدة حول تمويل التنمية: "يجب علينا أن نتأكد من أن الأموال تذهب إلى حيث تكون الحاجة ماسة إليها. أحدث التقارير تشير إلى قفزةٍ قدرها خمسة تريليونات دولار في ثروة أكثر الأغنياء بالعالم في العام الماضي".
وأضاف: "أحث الحكومات على دراسة ضريبة تضامن أو ثروة على أولئك الذين ربحوا في أثناء الجائحة، لتقليل التفاوتات الصارخة".
الأمين العام للأمم المتحدة ناشد مجدداً مجموعة العشرين للدول الغنية والاقتصادات الناشئة الكبرى تمديد تعليق مدفوعات خدمة الديون إلى عام 2022، وأن توسّعه لمساعدة كل من الاقتصادات النامية والمتوسطة الدخل على التعافي من الجائحة.
كما أوضح بهذا الخصوص مستدركاً: "لكننا نحتاج أن نذهب إلى أبعد من تخفيف عبء الديون… نحن في حاجة ماسة إلى تعزيز البنيان الدولي للديون لإنهاء الدورات المميتة لموجات الديون، وأزمات الدين العالمية وعقود مفقودة".
انعدام المساواة واتساع الهوة
بعد نحو عام من الجائحة، وجدت منظمة العمل الدولية أن أبرز الخلاصات التي تم استخلاصها من هذه الظرفية التي اتسمت بانتشار الجائحة، أن "خسائر الوظائف قد أثرت بصورة جائرة على الوظائف منخفضة الأجر، التي تتطلب مهارات محدودة"، ما "يُنذر بخطر انتعاش غير متكافئ يفضي إلى استمرار انعدام المساواة في السنوات المقبلة".
هذا التفاوت واضح بالفعل، فقد يستغرق الفقر العالمي وقتاً أطول للعودة إلى مستويات ما قبل الجائحة، مما يستغرقه تعافي أغنى أغنياء العالم بـ14 مرة، وفقاً لمنظمة أوكسفام.
العام الماضي، فُقدت 8.8% من ساعات العمل على مستوى العالم، وفقاً لتقرير صادر عن منظمة العمل الدولية، التابعة للأمم المتحدة.
التقرير نفسه خلص أيضاً إلى أن أسواق العمل العالمية تشهد "اضطراباً غير مسبوق"، وأن النساء والشباب هم الأكثر تأثراً.
1.3 تريليون دولار
كشف تقرير صادر عن معهد الدراسات السياسية الأمريكي Institute of Policy Studies، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، أنّ مليارديرات أمريكا قد زادت ثرواتهم جميعاً بمقدار 1.3 تريليون دولار إبان الجائحة، وذلك في الوقت الذي فقد ملايين الأمريكيين وظائفهم ومنازلهم وأحباءهم بسبب كورونا، وذلك وفق تقرير لصحيفة The Independent البريطانية.
تقرير المعهد الأمريكي وجد أن ثرواتهم جميعاً زادت بـ"نحو 45%، أي أكثر من 1.3 تريليون دولار، منذ أن ضربت جائحة كوفيد-19 البلاد في مارس/آذار الماضي".
تتبعت المؤسسة البحثية صافي ثروة أغنى الأمريكيين منذ 18 مارس/آذار عام 2020 وحتى 18 مارس/آذار عام 2021، لتجد أنّ 43 منهم على الأقل قد صاروا من المليارديرات خلال العام الماضي فقط.
وفقاً للتقرير، المستند إلى بيانات مجلة Forbes الأمريكية، فقد نمت ثروة مالك شركة Amazon جيف بيزوس، بنسبة 57.6%، من 113 مليار دولار في بداية الجائحة إلى 178.1 مليار دولار، الشهر الجاري.
خلال الفترة نفسها نمت ثروة مؤسس شركة Tesla إيلون ماسك، بنسبة مذهلة بلغت 558%.
الطريق ما يزال طويلاً
في سياق متصل، قال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، الإثنين، إن الارتباك والتراخي في مواجهة كوفيد-19 يعنيان أن الطريق ما زال طويلاً أمام نهاية الجائحة، لكن يمكن السيطرة عليها خلال شهور بإجراءات فعالة في مجال الصحة العامة.
إذ قال خلال مؤتمر صحفي في جنيف: "نحن أيضاً نريد أن نرى المجتمعات والاقتصادات وقد أعيد فتحها، وحركة السفر والتجارة وقد استؤنفت". واستدرك: "لكن في الوقت الحالي، تعاني وحدات الرعاية الفائقة من التكدس في كثير من الدول، والناس يموتون".
كما مضى قائلاً: "ما زال الطريق طويلاً أمام نهاية جائحة كوفيد-19. لكن لدينا كثير من أسباب التفاؤل. انخفاض حالات الإصابة والوفاة في الشهرين الأول والثاني من العام يبين أن من الممكن كبح هذا الفيروس وسلالاته".
وقال إن ما يقوّي العدوى "الارتباك والتراخي وعدم الاتساق في إجراءات الصحة العامة".