حذَّر علماء ومستشارون علميون في حكومة المملكة المتحدة من كون شهادات حالة كورونا أو "جواز كورونا"، الذي يمكّن من تلقوا اللقاح أو تعافوا من الفيروس أو ثبت عدم إصابتهم بالفيروس، من حضور فعالية أو قضاء عطلة في الخارج، قد تحمل سلبيات عديدة بقدر ما لها من إيجابيات، إذ يقول العلماء إنها قد تشجع بعض الناس على تلقي اللقاح، إلا أن آخرين قد يتعمدون الإصابة بالمرض، حتى يثبت أن لديهم أجساماً مضادة ويحصلون على شهادة تُمكنهم من الاختلاط، بحرية أكبر.
حسب تقرير لصحيفة The Guardian البريطانية، الإثنين 12 أبريل/نيسان 2021، فإن هؤلاء العلماء يقولون إن هذه الشهادات، مثل شهادات اللقاحات، قد تشجع الأشخاص أيضاً على التصرف كما لو أنهم لم يعودوا عرضة للخطر، ويبدأون في نزع الكمامات وتجاهل التباعد الجسدي.
سلوكيات قد تضاعف المخاطر
فقد كتب هذه الورقة البحثية، التي لم تخضع لمراجعة الأقران بعد، مجموعة مكونة من ثمانية علماء نفس وسلوك، جميعهم باستثناء واحد منهم، أعضاء في الهيئة الاستشارية الحكومية المعنية بالجائحة والمعروفة بـScientific Pandemic Insights Group on Behavior أو SPI-B.
تستعرض ورقتهم الدراسات التي أجريت حتى الآن على مواقف الناس وسلوكياتهم المحتملة في حالة اعتماد شهادات المناعة.
من جانبهم، كتب جون دروري، أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة ساسكس، وزملاؤه: "السماح للناس بالعودة إلى العمل، والتفاعل اجتماعياً، والوفاء بالتزامات الرعاية تجلب العديد من الفوائد الاجتماعية والنفسية والاقتصادية".
كما أضافوا: "في الواقع، قد يُعتبر من غير الأخلاقي تقييد تحركات من يشكّلون الحد الأدنى من المخاطر على الآخرين. وقد تشجع الشهادات الصحية، اعتماداً على كيفية تطبيقها، الناس على تناول اللقاح. وقد تسبب أضراراً أيضاً".
قد يتعمد الناس الإصابة بالفيروس
العلماء البريطانيون ذهبوا أيضاً إلى أن أحد "المخاوف، من منظور سلوكي، هو أن الشهادة قد تعزز إحساساً خاطئاً بانتهاء الخطر- سواء عند من يملكون هذه الشهادات أو من لا يملكونها- مما يؤدي إلى سلوكيات تزيد من خطر الإصابة أو انتقالها".
كما تابعوا: "وفضلاً عن ذلك، قد تؤدي شهادة المناعة المستندة إلى نتيجة إيجابية لاختبار الأجسام المضادة، إلى تأثير عكسي على سلوكيات الوقاية الصحية، فيسعى الناس إلى الإصابة عمداً حتى يتمكنوا من الحصول على شهادة".
"الجواز الأخضر"
وفق العلماء أنفسهم، فإن شهادات الحالة الصحية ليست بالفكرة الجديدة، ففي القرن الخامس عشر، كانت تُستخدم تصاريح صحية مطبوعة للسماح بالتجارة والسفر في أثناء الطاعون بأوروبا. وكانت هذه الشهادات تشير فقط إلى أن حاملها جاء من مدينة خالية من الطاعون.
في الجائحة الحالية، بدأت إسرائيل بالفعل استخدام تطبيق لـ"جواز المرور الأخضر"، يسمح لمن تلقوا اللقاح بالذهاب إلى الحفلات الموسيقية والمسارح، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن خطة للسماح لمن أصيبوا بكوفيد-19 أو تناولوا اللقاح بالسفر بين الدول الأعضاء.
ويقول القائمون على الدراسة، إن الفوائد المحتملة للشهادات، مثل تمكين الأشخاص من حضور الفعاليات والسفر بدرجة أكبر من الحرية والأمان، يجب دراستها في سياق احتمال تعرُّضهم للضرر، "لكن طبيعة وحجم هذه الفوائد لا يزالان غير أكيدين. ومن غير الأكيد أيضاً الكيفية التي يمكن بها تخفيف أي أضرار بشكل أكثر فعالية".