قالت صحيفة Mirror البريطانية، الجمعة 9 أبريل/نيسان 2021، إن الملكة إليزابيث الثانية التي تعتلي عرش بريطانيا، ستبدأ ثمانية أيام من الحداد عقب وفاة زوجها "الحبيب" الأمير فيليب، الذي توفي عن عمر 99 عاماً.
خلال هذه الفترة لن تحصل القوانين على الموافقة الملكية، كما ستُعلق شؤون الدولة في بادرة تنم عن الاحترام.
فترة الحداد الملكي
كما ستستمر فترة الحداد الملكي بعد ذلك لمدة 30 يوماً آخر، وبعدها ستتمكن الملكة من العودة للحياة العامة وممارسة واجباتها.
الصحيفة البريطانية ذكرت أنه بالرغم من حق الأمير فيليب في أن تُقام له جنازة مهيبة على مستوى الدولة، فإنه أعرب قبل موته عن رغبته في تأبينٍ أبسط بكثير من ذلك، حيث إنه كان قد شارك بنفسه عن كثب في الترتيبات التي نسقها مكتب اللورد تشامبرلين في قصر باكينغهام.
فيما يُعتقد أن جثة دوق إدنبرة ستظهر في قصر سانت جيمس، حيث مكثت جثة الأميرة ديانا لأيام قبل جنازتها عام 1997، وذلك بدلاً من أن يُسجى في نعشٍ مكشوف داخل كاتدرائية وستمينستر آبي المهيبة بلندن.
جدير بالذكر أنه لن يُسمح للعامة برؤية جثة الدوق الذي تُوفي في قلعة ويندسور.
حيث قالت كلية الأسلحة البريطانية إن جنازة الأمير فيليب لن تكون رسمية، وإن جثمانه لن يُسجى ليتسنى للجمهور إلقاء النظرة الأخيرة عليه قبل الجنازة، مشيرة إلى أنه تم تعديل المراسم في ضوء القيود المفروضة لمكافحة وباء كورونا.
الجنازة لن تكون رسمية
الكلية لفتت إلى أن "الجنازة لن تكون رسمية، والجثمان لن يُسجى في نعش مكشوف. سيرقد جثمان صاحب السمو الملكي في قلعة وندسور قبل الجنازة في كنيسة القديس جورج. هذه الترتيبات تتسق مع التقاليد ومع رغبات سموه".
فضلاً عن ذلك، من المتوقع أن تقتصر قائمة الحضور في جنازة الأمير فيليب ماونتباتن تقريباً على أسماء من العائلة والأصدقاء ورؤساء دول الكومنولث فقط لحضور القداس في كنيسة القديس جورج بقلعة ويندسور، على غرار الجنازات العسكرية.
بينما دُفن الكثير من ملوك العائلة وأقرانهم في كنيسة ويستمنستر وكنيسة سانت جورج، سيكون دفن الأمير فيليب في مكان مختلف وأكثر خصوصية، إذ إنه تماشياً مع جنازته "المتواضعة"، ستُدفن الجثة في حدائق فروغمور بقلعة ويندسور.
كما جرى فتح كتاب لإرسال التعازي على الموقع الإلكتروني للأسرة الملكية على الإنترنت.
تحديث الملكية وقيادة الأسرة البريطانية
يشار إلى أن زواج الأمير فيليب بالملكة إليزابيث دام أكثر من 70 عاماً. وكان الزوجان قد عقدا قرانهما في 20 نوفمبر/تشرين الثاني 1947 في كنيسة وستمينستر.
حينها كان الملازم فيليب يبلغ 26 عاماً آنذاك، بينما كانت الأميرة إليزابيث تبلغ 12 عاماً. ولم يكن الأمير فيليب وريثاً للعرش المقرر أن ينتقل إلى نجله الأكبر، الأمير تشارلز، الوريث الحالي للعرش.
يذكر في هذا الصدد أن الأمير فيليب ساعد على تحديث الملكية وقيادة الأسرة الملكية البريطانية في العديد من أوقات الأزمات على مدى سبعة عقود.
وظل الأمير فيليب إلى جوار زوجته طوال فترة ولايتها للعرش، وهي الأطول في التاريخ البريطاني حيث تمتد منذ 69 عاماً. وخلال تلك السنوات الطوال اكتسب الأمير فيليب سُمعة بأنه من الشخصيات الصارمة بسبب سلوكه وتصريحاته التي توصف أحياناً بالغلظة.
بريطانيا تناشد المواطنين عدم التجمع
في السياق ذاته، تم تنكيس الأعلام على قصر باكنغهام والمباني الحكومية في أنحاء بريطانيا، وبعد ساعة فحسب من إعلان وفاته بدأ مواطنون في وضع باقات الزهور خارج قلعة ويندسور وقصر باكنغهام.
إلا أن الحكومة البريطانية طلبت من المواطنين، الجمعة، عدم التجمع أو وضع باقات الزهور أمام مقرات الإقامة الملكية بعد وفاة الأمير فيليب.
حيث قال متحدث باسم مكتب رئاسة الوزراء إنه "على الرغم من أن هذا وقت عصيب بشكل استثنائي للكثير من الناس، نحن نطلب من الجمهور عدم التجمع عند المقرات الملكية ومواصلة اتباع إرشادات الصحة العامة، خاصة فيما يتعلق بتجنب التجمع في مجموعات كبيرة والحد من التنقلات".
عدم وضع باقات الزهور
المتحدث ذاته أضاف: "ندعم القصر الملكي في طلبه الخاص بعدم وضع باقات الزهور تكريماً للمتوفى أمام مقرات الإقامة الملكية في هذه المرة".
كان آخر ظهور علني للأمير فيليب في يوليو/تموز الماضي خلال مناسبة عسكرية في قصر ويندسور الذي ظل يقيم به مع زوجته الملكة خلال فترة العزل العام لمكافحة جائحة كوفيد-19.
ستثير وفاة زوج الملكة، وأكثر من تثق به، تساؤلات بشأن ما إن كانت قد تفكر في التنازل عن العرش، لكن معلقين على الشؤون الملكية يقولون إن فرصة حدوث ذلك تكاد تكون معدومة.