دعت إثيوبيا، السبت 10 أبريل/نيسان 2021 رسمياً مصر والسودان لتبادل البيانات، فيما كشف مصدر سوداني مسؤول أن أديس أبابا تعتزم تفريغ ما بين 600 مليون ومليار متر مكعب من الماء؛ لتختبر عمل بوابات سد النهضة، قبل بدء الملء الثاني، والتي قال إنها خطوة تهدد مشاريع البلاد الزراعية.
يأتي ذلك بعد أيام من فشل جولة مفاوضات في العاصمة الكونغولية كينشاسا بين الأطراف الثلاثة للتوصل إلى حل بشأن السد، ما دفع مصر والسودان إلى التأكيد أن جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع الأزمة.
دعوة لتبادل البيانات
وقالت وزارة الخارجية الإثيوبية، في بيان عبر "فيسبوك" إن "وزير المياه والري والطاقة الإثيوبي، سيلشي بيكيلي دعا رسميا السودان ومصر لتبادل البيانات قبل بدء الملء الثاني لسد النهضة في مواسم الأمطار القادمة في إثيوبيا".
وأضاف البيان أن وزير المياه الإثيوبي دعا البلدين إلى ترشيح الأشخاص المحوريين، مشغلي السدود، لتبادل البيانات بين البلدان الثلاثة فيما يتعلق بالملء الثاني الذي سيتم في يوليو/تموز وأغسطس/آب 2021.
من جانبه، قال مسؤول بوزارة الخارجية السودانية للأناضول، مفضلاً عدم نشر اسمه: إن "إثيوبيا عرضت قبل ساعات إطلاعنا على تفاصيل الملء الثاني للسد".
وأضاف المسؤول، الذي هو عضو بفريق التفاوض حول السد: "يأتي هذا العرض من إثيوبيا، مع أنها تبدأ اليوم السبت الاستعداد للملء الثاني، بتفريغ ما بين 600 مليون ومليار متر مكعب من الماء؛ لتختبر عمل بوابات السد".
وأردف: "من الواضح أن إثيوبيا قدمت هذا العرض لترفع عنها الضغط السوداني والإقليمي والدولي"، مشيراً إلى أن "أي مشاركة للمعلومات بدون اتفاق قانوني ملزم هو منحة أو صدقة من إثيوبيا يمكن أن توقفها في أي لحظة كما ترى هي أو تقرر".
واستطرد: "هذا أمر شديد الخطر على مشاريعنا الزراعية وخططنا الاستراتيجية"، مؤكداً على أهمية الوصول إلى "اتفاق قانوني ملزم بشأن معلومات الملء والتشغيل معاً وليس واحدة دون الأخرى".
أزمة سد النهضة
وتتفاقم أزمة السد، مع تعثر المفاوضات الفنية بين الدول الثلاث، التي بدأت منذ نحو 10 سنوات، ويديرها الاتحاد الإفريقي منذ أشهر.
فقد أعلنت إثيوبيا نهاية الشهر الماضي، بدء عملية لقطع الغابات في محيط سد النهضة، استعداداً للملء الثاني في يوليو/تموز المقبل، بعد أن أعلنت وزارة الخارجية الإثيوبية، الثلاثاء، أنها "أبلغت المبعوث الأمريكي للسودان، دونالد بوث، بـ"قرارها الحاسم"، بشأن الملء الثاني لسد النهضة".
التحرك الجديد لإثيوبيا بشأن سد النهضة يأتي بعد يوم واحد من تصريحات الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، والتي هدد فيها بشكل غير مباشر إثيوبيا، في حال إصرارها على اتّخاذ إجراءات منفردة بخصوص سد النهضة.
كما قال وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، إن جميع الخيارات مفتوحة للتعامل مع أزمة السد.
وتصر أديس أبابا على الملء الثاني للسد في يوليو المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق، فيما تتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل إلى اتفاق يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب بالترتيب.