يجافي النوم رئيس المجلس الأوروبي، شارل ميشال، بسبب ما تعرض له من حرج في تركيا الأسبوع الماضي، عندما جلس إلى مقعد وحيد بجوار الرئيس رجب طيب أردوغان بينما وقفت رئيسة المفوضية الأوروبية مندهشةً لوهلة حين لم تجد مقعداً مخصصاً لها، وفق ما ذكرته وكالة رويترز، السبت 10 أبريل/نيسان 2021.
في مقطع مصور للواقعة وقفت رئيسة المفوضية، وهي أول امرأة تشغل هذا المنصب والمرأة الوحيدة في اللقاء، مندهشةً لبرهة وأتت بحركة بكفّ يدها تنمُّ عن عدم التصديق عندما جلس ميشال على المقعد الوحيد المتاح إلى جوار أردوغان قبل بدء المحادثات.
انتهى بها الأمر بأن جلست على أريكة بعيدة شيئاً ما عن المقعدين الرئيسيين. وقال ميشال، إنه يتمنى لو أن عجلة الزمن ترجع للوراء لإصلاح الأمر.
رئيس المجلس الأوروبي نادم
إذ قال رئيس المجلس الأوروبي لصحيفة هاندلسبلات الألمانية: "لا أخفي سراً أنني لا أنام جيداً ليلاً من وقتها، لأن المشهد لا يفارق رأسي".
كما نقلت صحيفة "تانيا" اليونانية عن ميشال، قوله: "لو كنت قد تصرفت (بشكل مختلف) أمام جميع الكاميرات، لربما أدى هذا إلى خلق حادثةٍ أكثر خطورة، ليست مجرد حادثة تتعلق بالبروتوكول بل بالسياسة أيضاً".
أضاف رئيس المجلس الأوروبي: "أنا آسف بشدة لما حدث. لو كان ذلك ممكناً، لكنت عُدت وأصلحت هذه الواقعة". وكانت فون دير لاين قد أعربت عن موقفها إثر الحادث، معتبرةً أن الرسالة المقصودة من خلفه مرفوضة.
وعن عدم تدخله في أثناء الواقعة، قال رئيس المجلس الأوروبي: "كان الأمر سيبدو أبوياً، إذا كنت قد تدخلت أكثر".
الخطأ من رئيسة المفوضية الأوروبية
صحيفة "ليبراسيون" الفرنسية قالت إنه بدلاً من إلقاء اللوم على الرئيس التركي يجب انتقاد دير لاين، فقد رأى شارل ميشال، وهو سياسي محنك، عند دخوله القاعة، أن هناك مشكلة، خاصة عندما رأى أن أورسولا فون دير لاين كانت تُظهر غضبها بشدة، لكنه وقف مُكتَّفاً، مشيراً إلى أنَّ رد فعلها جعل الأتراك في موقف محرج وقد يُفهم أنهم ارتكبوا خطأً، مع أن كل شيء تم القيام به، وفقاً للبروتوكولات.
مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي علق على رد فعل رئيسة المفوضية الأوروبية قائلاً: "إنها حقاً متغطرسة بتصرفها هذا من أجل مقعد. بينما، في الوقت نفسه، كانت مستعدة لعدم عقد مؤتمر صحفي، كما طلب أردوغان. مشكلتها هي أنها لا تتحمل عدم وجودها في المركز".
تعليق تركيا على الحادثة
من جهتهم، نفى مسؤولون أتراك لموقع Middle East Eye مسؤوليتهم عما أطلقوا عليه اسم "خطأ الكرسي"، قائلين إن كل ذلك كان خطأ وفد الاتحاد الأوروبي.
كما ألقى المسؤولون باللوم على الاتحاد الأوروبي، مؤكدين أن التنافس بين رئيس المجلس الأوروبي ميشال وفون دير لاين هو الذي تسبب في المشكلة، إذ قال مسؤول تركي كبير، إن ترتيبات اللقاء كافة تمت بالتعاون مع مسؤولي الاتحاد الأوروبي الذين زاروا البلاد قبل عقد القمة.
رغم ذلك، سارع المسؤولون الأتراك لمحاولة تعويض رئيس المفوضية الأوروبية عن الموقف؛ إذ عرضت الحكومة على الوفد الأوروبي ترتيباً مختلفاً للجلوس في أثناء الغداء، مقترحين جلوس أردوغان مباشرة مقابل كل من ميشال وفون دير لاين، لكن فريق ميشال رفض العرض، وجلس ميشال وحده مقابل أردوغان.
أما مسؤول تركي آخر فقال معلقاً على الحادثة: "هذه المشكلة من صنعهم"، وأضاف: "لقد جلبوا معركتهم الداخلية إلى أنقرة، كان ينبغي لهم تنظيم هذه الرحلة بشكل أفضل من هذا".