أعلنت وزارة الخارجية التركية أن وزيري خارجية تركيا ومصر تحدثا هاتفياً، السبت 10 أبريل/نيسان 2021، وذلك في أول اتصال مباشر بينهما منذ أن تواترت الأحاديث عن التقارب المحتمل بين البلدين.
حيث قالت الخارجية التركية: "تحدث وزيرنا السيد مولود تشاووش أوغلو، مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، بهدف تبادل التهاني بحلول شهر رمضان"، لكنها لم تذكر مزيداً من التفاصيل.
رئيس البرلمان التركي يعزي نظيره المصري في ضحايا حادث القطارين
في السياق ذاته، قدّم رئيس البرلمان التركي، مصطفى شنطوب، تعازيه لنظيره المصري حنفي الجبالي، في ضحايا تصادم قطاري ركاب بمحافظة سوهاج جنوبي البلاد، والذي وقع نهاية مارس/آذار الماضي.
إذ ذكر البرلمان التركي، في بيان، السبت، أن شنطوب أرسل برقية تعزية إلى رئيس مجلس النواب المصري، حنفي الجبالي.
في البرقية، قال شنطوب إنه تلقى ببالغ الأسى نبأ مصرع وإصابة عشرات الأشخاص في الحادث، متمنياً الرحمة من الله للمتوفين والصبر والسلوان لأسرهم والشفاء العاجل للمصابين، وقال: "وبهذه المناسبة، أقدم لكم تمنياتي بالصحة والعافية".
كان حادث التصادم بين القطارين، في 26 مارس/آذار 2020، قد أسفر عن مصرع 18 شخصاً، وإصابة 200 آخرين، وفق آخر حصيلة أعلنتها وزارة الصحة المصرية.
تأتي تلك التطورات الجديدة بعد أنباء عن قرار مصري بوقف اتصالات "تطبيع العلاقات" مع أنقرة مؤقتاً، إذ قالت قناة "العربية" السعودية، إن القاهرة أوقفت اتصالات تطبيع العلاقات، وعلقت الاتصالات الأمنية مع أنقرة حتى إشعار آخر، مرجعةً هذا الأمر إلى الشروط التي وضعها النظام المصري لإعادة تطبيع العلاقات، وبعضها متعلق بالملف الليبي، وملف المعارضة المصرية.
بينما قال الإعلامي المصري، المُقرب من النظام، عمرو أديب، إن تلك الاتصالات لم تتوقف، لأنه من الطبيعي أن تستغرق وقتاً حتى تنتهي.
تقارب وشيك بين أنقرة والقاهرة
كما يأتي هذا التوجه التركي، في ظل تلميحات إلى تقارب وشيك بين أنقرة والقاهرة، بعد سنوات من الأزمة السياسية بين البلدين.
في هذا الصدد، سبق أن تقدَّم رئيس الحكومة المصرية، مصطفى مدبولي، بالشكر للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، على الجهود التي بذلها خلال رئاسة تركيا الدورية لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية "D-8″، في واقعة لم تحدث منذ الإطاحة بالرئيس المصري الراحل محمد مرسي.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، الخميس 8 أبريل/نيسان 2021، نيابة عن الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، عبر اتصال مرئي خلال القمة العاشرة لمجموعة الدول الثماني الإسلامية النامية، وفق بيان مجلس الوزراء المصري.
ففي مستهل كلمته قال مدبولي: "أود أن أشكر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على الجهود التي بذلتها بلاده خلال رئاستها لمنظمتنا، وأيضاً أود أن أهنئ رئيسة وزراء جمهورية بنغلادش، شيخة حسينة واجد، على تولي بلادها رئاسة المنظمة، وأتمنى لبنغلادش التوفيق والسداد خلال رئاستها للمنظمة".
نفي تركي
كان ياسين أقطاي، مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قد نفى، الخميس 18 مارس/آذار 2021، كل الشائعات التي روَّجتها وسائل إعلام مصرية وعربية، بخصوص وضع الإعلاميين والقنوات التلفزيونية المصرية التي تبث من تركيا، وعزم أنقرة على طرد أو تسليم عدد منهم للقاهرة، وذلك في تصريح صوتي له على منصة "كلوب هاوس".
تصريح أقطاي جاء على خلفية ترويج وسائل إعلامية مقربة من الإمارات شائعات تدَّعي أن أنقرة تعتزم توقيف صحفيين ومعارضين مصريين مقيمين بالبلاد وتسليمهم للقاهرة، بعد أن طالبت عدداً من القنوات بتخفيف حدة لهجتها تجاه النظام المصري.
في السياق ذاته، نفى المتحدث نفسه الشائعات التي روَّجتها قنوات تلفزيونية إماراتية، والتي تفيد بأن تركيا تتجه إلى إغلاق نهائي للقنوات التلفزيونية المصرية التي تُبث من تركيا، مشدداً على أن المسؤولين الأتراك طلبوا فقط من هذه الأخيرة ضبط خطها التحريري بما ينسجم مع الضوابط الصحفية المهنية العالمية.
مستشار الرئيس التركي بحزب العدالة والتنمية الحاكم قال، في المناسبة نفسها، إن "كل من هو مضطهد، مرحَّب به في تركيا"، مشدداً على أن تركيا تبذل كل ما في وسعها من أجل استضافتهم وضمان حقوقهم.
كما طمأن أقطاي كل من "أقلقته هذه الشائعات"، ودعاهم إلى "ألا يقلقوا من هذا الأمر"، كما طالب الذين يتمنون ذلك بـ"ألا يتمنوه، لأن تركيا لم ولن تسلم أي أحد ولن تعتقله".
المتحدث ذاته أكد أن هناك بالفعل "تواصلاً بين السلطات المصرية والتركية، بطلب من القاهرة، لكننا نسمع بعض الإعلاميين المصريين يقولون إن تركيا في مأزق وهي في أزمة اقتصادية ومعزولة، هذا ليس صحيحاً، لأن تركيا ليست محتاجة لمصر أكثر من حاجة مصر لنا".
جدير بالذكر أنه خلال شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، أعلن وزير الخارجية التركي أن بلاده ومصر "تسعيان لتحديد خارطة طريق بشأن علاقاتهما الثنائية".
وانطلاقاً من الموقف التركي الرافض للانقلابات باعتبارها خياراً غير ديمقراطي، عارضت أنقرة الإطاحة بالرئيس الراحل محمد مرسي، أول رئيس مصري مدني منتخب عام 2013، ما أدى إلى تدهور العلاقات بين البلدين، لكن العلاقات التجارية والاقتصادية بينهما استمرت بشكل طبيعي، إلا أن خلافات استجدت بينهما خلال الفترة الأخيرة بسبب الحدود والموارد البحرية، فضلاً عن خلافات في ليبيا، حيث يدعم كل منهما طرفاً مختلفاً في الصراع الدائر هناك.