أعلنت شركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو"، الجمعة 9 أبريل/نيسان 2021، أنها أبرمت صفقة مع ائتلاف من المستثمرين، بقيادة "إي آي جي غلوبال إنرجي بارتنرز"، ستتلقى بموجبها 12,4 مليار دولار، لقاء استخدام شبكتها من خطوط الأنابيب.
صفقة ضخمة
الشركة ذكرت في بيان أن أرامكو "وإي آي جي" ستشكلان مشروعاً مشتركاً تحتفظ فيه الشركة السعودية بحصة نسبتها 51%، فيما يمتلك الائتلاف حصة 49%، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الفرنسية.
تُعد هذه أول صفقة كبيرة للشركة السعودية منذ إدراجها أواخر 2019، عندما باعت حكومة المملكة حصة أقلية فيها، مقابل 29.4 مليار دولار، وذلك في أضخم طرح عام أولي في العالم.
بموجب هذا المشروع ستستأجر "شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام" حقوق استخدام شبكة خطوط أنابيب الزيت الخام المركّز التابعة لأرامكو لمدة 25 عاماً، وفق ما ذكرت الشركة النفطية العملاقة، مشيرة إلى أنها ستبقى "محتفظةً بملكية شبكة خطوط الأنابيب بشكل كامل، وستظل لها السيطرة التشغيلية التامة عليها".
من جانبها، قالت مجموعة الاستثمار في بيان، إنها "نالت بموجب اتفاق استئجار وإعادة تأجير مع أرامكو، حصة في شركة أرامكو لإمداد الزيت الخام"، وهي كيان تأسس حديثاً يحوز حقوق رسوم نقل النفط الخام عبر شبكة خطوط أنابيب أرامكو لمدة 25 عاماً.
و"إي.آي.جي" شركة استثمارات مقرها واشنطن، لها أعمال بأكثر من 34 مليار دولار في مشروعات للطاقة والبنية التحتية المرتبطة بها بأنحاء شتى من العالم، واعتبرت أرامكو أن هذه الصفقة "ستعزز هيكل رأس المال القوي لأرامكو السعودية، وستساعد بدورها في تعظيم العوائد لمساهمينا".
لن تفرض الصفقة كذلك أي قيود على شركة أرامكو، من حيث كمية الإنتاج الفعلي للزيت الخام، والتي تخضع لقرارات الإنتاج التي تتخذها المملكة، وقال أمين الناصر الرئيس التنفيذي لأرامكو "سنواصل استكشاف واقتناص الفرص التي تدعم استراتيجيتنا الهادفة لخلق القيمة على المدى الطويل"، وفقاً لما أوردته وكالة رويترز.
تنويل مداخيل الاقتصاد السعودي
تأتي هذه الصفقة فيما تسعى أرامكو التي تشكل مصدر دخل مهماً للسعودية، إلى جني مداخيل لتنويع اقتصاد المملكة المعتمد على النفط، والذي يقوضه وباء فيروس كورونا.
كانت أرامكو قد أعلنت في مارس/آذار الماضي، أنها حققت في 2020 أرباحاً صافية بلغت 41 مليار يورو، بتراجع نسبته 44,4% عن أرباح العام السابق، بسبب انخفاض أسعار النفط الخام مع تراجع الطلب العالمي بسبب وباء كوفيد-19.
كانت هذه المرة الأولى التي تعلن فيها أرامكو عن انخفاض متتالٍ في الأرباح، منذ أن بدأت إعلان نتائج أدائها في 2019، وأدى هذا الوضع إلى الضغط على المالية العامة.
إلا أنه رغم ذلك، أكّدت الشركة أنها دفعت عوائد أرباح تبلغ 75 مليار دولار لحاملي الأسهم، عندما تم طرحها للاكتتاب العام، وسط ضجة كبيرة في العام 2019.
يُشار إلى أن أرامكو أُدرجت في البورصة السعودية، في ديسمبر/كانون الأول 2019، بعد أكبر عملية طرح عام أولي في العالم.
تنظر المملكة إلى الاكتتاب العام لجزء من أسهم أرامكو، على أنه حجر الزاوية في برنامج الإصلاح الاقتصادي لولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسمّى "رؤية 2030".
كما يسعى المسؤولون إلى استقطاب عشرات مليارات الدولارات لتمويل مشاريع ضخمة ضمن هذا البرنامج الطموح، الذي يهدف إلى تنويع الاقتصاد ووقف ارتهان المملكة التاريخي للنفط.
كان الأمير محمد بن سلمان قد أعلن في يناير/كانون الثاني 2021، عن خطة لدعم الاقتصاد في السعودية، وقال إن صندوق الاستثمارات العامة الذي يرأسه سيضخ 40 مليار دولار سنوياً في الاقتصاد المحلي خلال الأعوام الخمسة المقبلة.