علق الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، على تصعيد إثيوبيا الأخير في ملف سد النهضة؛ حيث أعلنت وزارة خارجية أديس ابابا إصرارها على المضي قدماً في الملء الثاني لسد النهضة خلال شهر يوليو/تموز المقبل، وذلك انطلاقاً من إعلان المبادئ الذي وقَّعته مع مصر والسودان عام 2015.
السيسي يحذر إثيوبيا
الرئيس المصري السيسي قال في تصريحات له خلال افتتاحه المجمع المتكامل لإصدار الوثائق المؤمَّنة والذكية بالعاصمة الإدارية إن الخيارات مفتوحة إذا تم المساس بنقطة مياه لمصر فيما يتعلق بمسألة سد النهضة، كما أكد ضرورة التعاون لحل الأزمة قائلاً: "التعاون أفضل ونجري مع بعضنا للتنمية.. أنا لمست خلال السنوات الماضية في الأشقاء بإثيوبيا الشعور بعدم الراحة.. أنا بتكلم عن الرأي العام.. طب ليه؟.. إحنا كلنا مع بعض ولازم نتعاون مع بعض في مفاوضات سد النهضة والقضية عادلة".
السيسي أشار إلى أن المفاوضات مع السودان حول السد مستمرة، مؤكداً احترام بلاده لخطط التنمية في إثيوبيا، لكن دون إلحاق الضرر بالقاهرة؛ إذ تابع موضحاً: "أقول للأشقاء في إثيوبيا: لا داعي أن نصل لمرحلة المساس بنقطة مياه من مصر".
رسالة السيسي للمصريين
السيسي تحدَّث خلال تصريحات كذلك عن قلق المصريين بشأن سد النهضة قائلاً: "قلقكم مستحق ومشروع.. لكن يا ترى كل واحد قلقان على الميَّة حريص على الميَّة، أنا قلقت على المية من 2011، ما بقتش أرتاح ولا أقدر أطمّن من 2011 تحديداً من 25 يناير عرفت إنه هايبقى عندنا مشكلة كبيرة قوي".
وأكد أن موقف الدولة المصرية من مشروع سد النهضة كان موقفاً مشرفاً، وتم احترام رغبة الشعوب في أن يكون لها شكل من أشكال التنمية.
وأضاف الرئيس المصري: "نهر النيل ده موضوع ربنا سبحانه وتعالى.. هو اللي بيعمله ومجرى المياه من عند ربنا.. وأنها توصل إلى مصر من عند ربنا.. ومصر لو كانت على ارتفاع ما كانتش المياه هتدخلها.. واللي عمله ربنا مش هيغيره البشر".
أزمة سد النهضة
وفي وقت سابق حذر السيسي، خلال اجتماع دولي إفريقي حول تغير المناخ، عقد عبر اتصال مرئي، من تداعيات إصرار "بعض الأطراف" على إقامة مشروعات عملاقة لاستغلال الأنهار الدولية "بشكل غير مدروس".
بدوره، قال وزير الخارجية المصري سامح شكري، في تصريح متلفز خلال اليوم ذاته، إن "مصر والسودان أبديا قدراً ضخماً من المرونة وطورا مواقفهما بشكل يستقطب الجانب الإثيوبي، والأخير استمر في الرفض والعمل على إفشال المسار الإفريقي".
وأضاف أن "مصر والسودان سيتوجهان إلى المؤسسات الدولية، بعد انتهاء جولة مفاوضات العاصمة الكونغولة كينشاسا الثلاثاء من دون إحراز تقدم".
وجاءت جولة كينشاسا عقب 3 أشهر على تعثر المفاوضات التي يرعاها الاتحاد الإفريقي، وبعد تصريحات للسيسي في 30 مارس/آذار الماضي، حملت أقوى لهجة تهديد لأديس أبابا منذ نشوب الأزمة قبل 10 سنوات.
وقال السيسي آنذاك إن "مياه النيل خط أحمر، ولن نسمح بالمساس بحقوقنا المائية، وأي مساس بمياه مصر سيكون له رد فعل يهدد استقرار المنطقة بالكامل".
فيما جددت وزارة الخارجية الإثيوبية، مساء الثلاثاء، إصرارها على المضي قدماً في الملء الثاني لسد النهضة خلال شهر يوليو/تموز المقبل، وذلك انطلاقاً من إعلان المبادئ الذي وقعته مع مصر والسودان عام 2015.
حيث قالت الوزارة، في بيان لها، إنه سيتم تنفيذ ملء سد النهضة في السنة الثانية، كما هو مقرر وفقاً لإعلان المبادئ (DoP)، مُشدّدة على أن "المواقف المناهضة لملء السد قبل إبرام اتفاق ليس لها أساس في القانون، وتتعارض مع حق إثيوبيا الأصيل في استخدام مواردها الطبيعية، وهذا أمر غير مقبول".
فيما تصر أديس أبابا على ملء ثانٍ للسد بالمياه، في يوليو/تموز المقبل، حتى لو لم تتوصل إلى اتفاق.
وتتمسك القاهرة والخرطوم بالتوصل أولاً إلى اتفاق ثلاثي يحافظ على منشآتهما المائية ويضمن استمرار تدفق حصتيهما السنوية من مياه نهر النيل، البالغة 55.5 مليار متر مكعب، و18.5 مليار متر مكعب، على الترتيب.