قال متحدث باسم الخارجية الأمريكية، الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، إن أمريكا "مستعدة لرفع العقوبات المفروضة على إيران بما يشمل تلك التي لا تتسق مع الاتفاق النووي"، وذلك بعد أن اشترطت طهران رفع جميع العقوبات من أجل الدخول في مفاوضات مباشرة مع واشنطن بشأن برنامجها النووي.
وفي وقت سابق من اليوم الأربعاء، وصفت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، المحادثات الجارية مع إيران بشأن معاودة الانضمام إلى الاتفاق النووي لعام 2015، بأنها خطوة بنّاءة مبكرة لكنها لن تقدم جدولاً زمنياً لأي قرارات.
وفق تقرير لوكالة رويترز، فإن المتحدث نفسه أقر في المقابل بأن المحادثات النووية الإيرانية ستكون صعبة لعدة أسباب، منها الافتقار إلى الثقة بين طهران وواشنطن.
كما أكد أن "الفريق الأمريكي في فيينا أجرى مشاورات بشأن إيران مع حلفائنا الأوروبيين وأيضاً مع ممثلي الصين وروسيا".
لا مفاوضات دون رفع العقوبات
الأحد 4 أبريل/نيسان، قال مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية، عباس عراقجي، إنه لن تكون لدينا مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة مع الولايات المتحدة في فيينا، مشدّداً على ضرورة التزام أمريكا أولاً بجميع تعهداتها، ورفع جميع العقوبات التي فرضتها على بلاده، وذلك قبل محادثات مزمعة في النمسا، خلال أيام، لإحياء الاتفاق النووي المبرم بين طهران والقوى العالمية عام 2015.
عراقجي أضاف في تصريحات له، على هامش اجتماع للجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية البرلمانية، أن ما يسعون إليه في فيينا باللجنة المشتركة يستند بدقة إلى ما وصفه بمواقف إيران الحاسمة، التي أعلنها عنها مراراً المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، والمسؤولون في البلاد، متابعاً: "سنتفاوض مع اللجنة المشتركة، ودول 4 + 1، وسنعلن طلبنا وشرطنا لعودتهم إلى الاتفاق النووي".
كما طالب مساعد وزير الخارجية الإيراني الولايات المتحدة بـ"ضرورة رفع جميع العقوبات التي فُرضت على إيران، ومن ثم نقوم نحن بالتحقق من ذلك، ونعود إلى التزاماتنا"، مضيفاً: "لا يوجد، ولن نقبل بأي خطة لرفع العقوبات تدريجياً".
تصريح نتنياهو
في الجهة المقابلة، أعلن بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي المكلف، مساء الأربعاء 7 أبريل/نيسان 2021، رفضه أي اتفاق مع إيران، معتبراً أنه "لن يكون مُلزماً" لبلاده، وذلك في أول ردود فعل من تل أبيب تجاه المحادثات غير المباشرة التي تجريها الولايات المتحدة وإيران، في فيينا، هذا الأسبوع، بشأن العودة للاتفاق.
إذ قال نتنياهو: "أقول لأفضل أصدقائنا في العالم (الأمريكيين)، إن اتفاقاً مع إيران يمهد الطريق لأسلحة نووية لن يُلزمنا، بأي شكل من الأشكال".
كما أضاف: "هناك أمر واحد يلزمنا، وهو منع من يريد تدميرنا من تنفيذ مؤامرته".
وتعتبر كل من إسرائيل (تمتلك أسلحة نووية) وإيران الدولة الأخرى العدو الأول لها.
مفاوضات فيينا
انطلقت من أجل إحياء الاتفاق النووي بين إيران والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والصين وروسيا وألمانيا، بعد انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب منه، عام 2018، وفرضها عقوبات اقتصادية على طهران.
يفرض الاتفاق، الموقع عام 2015، قيوداً على البرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات الدولية المفروضة على طهران.
كما تهدف المفاوضات إلى إعادة واشنطن للاتفاق، وتمهيد الطريق لتراجع إيران عن تملُّصها من القيود التي فُرضت عليها بموجبه، حيث زادت عمليات تخصيب اليورانيوم إلى 20%، مُتجاوزةً نسبة 3.67% المسموح بها.
فيما تنفي إيران صحة اتهامات لها بالسعي إلى إنتاج أسلحة نووية، وتقول إن برنامجها مصمم للأغراض السلمية.