وصلت الديون المستحقة على السعودية لشركات غربية نفّذت مشروع مترو الرياض إلى مليارات الدولارات، وتعجز الحكومة عن سدادها بسبب زيادة التكاليف المرتبطة بجائحة كورونا، والأزمة الاقتصادية التي تسبب فيها الفيروس، ما دفع بعض الشركات للجوء إلى سفاراتها في المملكة للضغط على الرياض لتسديد ما عليها من مستحقات.
وكالة Bloomberg الأمريكية أوضحت في تقرير لها، الثلاثاء 6 أبريل/نيسان 2021، أن خمسة أشخاص مطلعين قالوا إن شركة بكتل كورب الأمريكية وشركات دولية أخرى تسعى إلى تحصيل فواتير غير مدفوعة بمليارات الدولارات من حكومة المملكة العربية السعودية، جراء العمل المنجز في مشروع مترو الرياض.
من المقرر افتتاح مترو الرياض الذي تبلغ تكلفته 23 مليار دولار، ويتألف من ستة خطوط رئيسية بطول 176 كيلومتراً، في منتصف عام 2021، بعد أن بدأ بناء مشروع مترو الرياض، في أبريل/نيسان 2014، مع بدء التشغيل التجريبي في أغسطس/آب 2018.
ديون مترو الرياض بالمليارات
بحسب أربعة أشخاص، فإن شركة بكتل الأمريكية تسعى لتحصيل حوالي مليار دولار مقابل قيامها بتنفيذ نظام النقل في مترو الرياض، وهو حجر الزاوية في جهود الحكومة السعودية لتحديث العاصمة السعودية، التي تعاني من انسداد الحركة المرورية.
فيما قال اثنان من الأشخاص إن الشركات العاملة في المشروع -هناك أيضاً شركات فرنسية وإسبانية وإيطالية- تسعى للحصول على عدة مليارات من الدولارات في شكل فواتير غير مدفوعة، وتحظى شركة بكتل بالقدر الأكبر من المستحقات غير المدفوعة.
بينما قال ثلاثة أشخاص إن المدفوعات المتأخرة ترتبط جزئياً بتأخيرات التنفيذ وتجاوز وزيادة التكاليف بسبب جائحة فيروس كورونا، الذي تسبب في حصار بعض العمال خارج المملكة، وجعل من الصعب مواصلة وتيرة العمل في المشروع.
كما قال مصدران إن الخلاف على المدفوعات أخذ طابعاً دبلوماسياً، العام الماضي، عندما أثارت السفارات الأمريكية والفرنسية والإسبانية في الرياض الأمر في رسالة إلى الحكومة السعودية.
تجدر الإشارة إلى أن المقاولين الحكوميين قد اشتكوا لسنوات من تأخر المدفوعات منذ انخفاض أسعار النفط في 2015، الذي دفع السلطات إلى حجب عشرات المليارات من الدولارات للمساعدة في كبح عجز الميزانية المتضخم. في حين أن هذا القرار ساعد في كبح جماح الإنفاق الحكومي، إلا أنه أضعف ثقة القطاع الخاص الذي يعتمد بشكل كبير على العقود الحكومية.
المملكة تقول إنها "ملتزمة بالدفع"
يقول المسؤولون إنهم ملتزمون بالدفع في الوقت المحدد، واتخذوا خطوات مهمة لحل المشكلة، لكن يبدو أن انهيار أسعار النفط الخام العام الماضي أدى إلى تأخيرات مماثلة لبعض الشركات، رغم أن المشكلة أقل منهجية من ذي قبل.
فيما لم ترد "بكتل" على طلب للتعليق لوكالة Bloomberg الأمريكية. وقالت الهيئة الملكية لمدينة الرياض، التي تشرف على المشروع، في بيان، إن المدفوعات للمقاولين "سُددت في الوقت المناسب"، و"يجري تقييم المطالبات المذكورة أعلاه وفقاً لعملية تسوية المنازعات المنصوص عليها في العقد".
من بين الشركات الأخرى المشاركة في المشروع شركة Fomento de Construcciones & Contratas SA الإسبانية، وشركة WS Atkins Ltd في المملكة المتحدة، وشركة Salini Impregilo SpA الإيطالية، والتي غيرت علامتها التجارية إلى Webuild.
يذكر أن مترو الرياض يمثل الركيزة الأساسية في خطط ولي العهد الأمير محمد بن سلمان لمضاعفة حجم المدينة وتحويلها إلى مركز أعمال دولي. وقال شخصان مطلعان إنه من بين أكبر المشاريع من نوعها في العالم، حيث يجري بناء 6 خطوط بواسطة 3 اتحادات للشركات العالمية، وقد اكتمل حوالي 90% من المشروع بالكامل.