أعلنت القوات المسلحة الأوكرانية، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، عن إصابة جنديين ومدني بجروح، جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا، أمس الجمعة، في منطقة "دونباس" شرقي البلاد، في وقت تتهم فيه كييف روسيا بحشد قواتها عند الحدود.
القوات الأوكرانية قالت في بيان إن الانفصاليين خرقوا وقف إطلاق النار شرقي البلاد 21 مرة، أمس الجمعة، مشيرةً إلى أن الانفصاليين استهدفوا بالنيران مناطق "زولوتي" و"نوفوليكساندريفكا" و"سفيتلودارسك" و"بيشوفيك" و"كراسنوهوريفكا" التابعة لـ"دونباس".
كذلك أشارت القوات الأوكرانية إلى أنها أبلغت ممثلي منظمة الأمن والتعاون في أوروبا بالحادث.
يأتي ذلك بعدما أعلنت أوكرانيا يوم الخميس الماضي، عن إصابة اثنين من جنودها بجروح، جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا في "دونباس"، وجاء ذلك بعدما تصاعد التوتر مجدداً في "دونباس" يوم 26 مارس/آذار الماضي، عقب مقتل 4 جنود أوكرانيين وإصابة اثنين آخرين جرّاء إطلاق نار من قبل انفصاليين موالين لروسيا.
حشد قوات على الحدود
تسود توترات عند الحدود الأوكرانية الروسية منذ نهاية مارس/آذار الماضي، وصرح رئيس هيئة الأركان الأوكراني رسلان خومتشاك، أن روسيا أرسلت قوات إلى مناطق قريبة من حدود أوكرانيا بذريعة إجراء مناورات عسكرية.
وأظهرت لقطات لم يتم التحقق منها على مواقع التواصل الاجتماعي أن روسيا تنقل أعداداً كبيرة من الدبابات وناقلات الجند المدرعة، ومعدات أخرى إلى المناطق المتاخمة لأوكرانيا وشبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو من أوكرانيا في عام 2014.
أثارت الحشود العسكرية الروسية عند الحدود قلقاً لدى بريطانيا وأمريكا، وقال وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، أمس الجمعة، إن بلاده قلقة بشدة إزاء نشاط عسكري روسي يهدد أوكرانيا، مضيفاً في تغريدة على تويتر: "لقد أكدت تأييد بريطانيا لسيادة أوكرانيا ووحدة أراضيها في اتصالي الهاتفي مع وزير خارجية أوكرانيا ديمترو كوليبا".
من جانبه، قال البيت الأبيض إن الرئيس جو بايدن عبّر عن دعم بلاده القوي لأوكرانيا في مكالمة هاتفية مع رئيسها فولوديمير زيلينسكي.
بدوره، عبّر حلف شمال الأطلسي أيضاً عن قلقه إزاء التعزيزات العسكرية الروسية بالقرب من الحدود الأوكرانية، في الوقت الذي اجتمع فيه سفراء الحلف لمناقشة العنف المتصاعد مؤخراً في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا.
في المقابل، ردَّت روسيا على لسان ديمتري بيسكوف، متحدث الرئاسة الروسية "الكرملين"، الذي قال إن بلاده تُحرك قواتها داخل حدودها وفقاً لتقديرها.
علاوة على ذلك، حذّر الكرملين من أن أي تحرك من حلف شمال الأطلسي لنشر قوات في أوكرانيا سيؤدي لتأجيج التوترات قرب الحدود الروسية، وسيُجبر موسكو على اتخاذ إجراءات إضافية لضمان أمنها.
وبين الفينة والأخرى، تتواصل الاشتباكات في "دونباس" بين القوات الأوكرانية والانفصاليين الذين أعلنوا "استقلالهم" عام 2014، ما أدى إلى مقتل أكثر من 13 ألف شخص منذ ذلك الحين وحتى اليوم.
يذكر أن العلاقات بين كييف وموسكو تشهد توتراً متصاعداً منذ نحو 7 سنوات، بسبب ضم روسيا شبه جزيرة القرم الأوكرانية إلى أراضيها بطريقة غير قانونية، ودعمها الانفصاليين في "دونباس".