كشفت صحيفة The Independent البريطانية، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، أن وزارة الداخلية البريطانية عرضت حياة اللاجئين للخطر، لعدم التزامها بتحذيرات السلطات المحلية من أن بعض المناطق التي نقل إليها لاجئون للسكن، تضم كثيراً من أنصار اليمين المتطرف.
بحسب الصحيفة فإنَّ المجالس البريطانية التي تأوي طالبي اللجوء قد انسحبت من فعل ذلك بسبب فشل وزارة الداخلية في "التعامل الهادف" مع اللاجئين.
يأتي ذلك بعد أن أطلقت وزارة الداخلية تنفيذ "عملية البلوط" في فبراير/شباط الماضي، "لتسريع" نقل 9000 طالب لجوء سُكِّنوا في الفنادق بلندن أثناء الوباء إلى أماكن إقامة طويلة الأجل في عموم بريطانيا.
بحسب الصحيفة فإن طالبي اللجوء ينقلون إلى المناطق بحسب نسبة موصى بها لا تتجاوز واحداً لكل 200 من السكان المحليين، ولكن النسب ارتفعت كثيراً في الآونة الأخيرة وهو ما أثار غضب السلطات المحلية.
غضب السلطات المحلية
وزيرة الداخلية البريطانية، بريتي باتيل، قالت من جانبها، إنَّ الوزارة "تعمل عن كثب" مع المجالس في مناطق التوزيع و"تأخذ في الاعتبار" وجهات نظرهم.
لكن أعضاء المجالس في مقاطعتي يوركشاير وويست ميدلاندز قالوا للصحيفة إنَّ المتعاقدين مع وزارة الداخلية المسؤولين عن إيجاد أماكن إقامة اللجوء في مناطقهم وإدارتها لا يتواصلون معهم و"يتجاهلون" المخاوف التي أثاروها بشأن قابلية العيش في مناطق معينة.
وقال جون غرايسون، من مجموعة عمل يوركشاير للهجرة واللجوء، إنَّ "الحركة الجماعية" للأشخاص من الفنادق إلى السلطات التي تأوي بالفعل أعداداً كبيرة من طالبي اللجوء هي "وصفة لكارثة" لأنها ستُعرّض الأفراد الأضعف للخطر.
وفي منطقة يوركشاير وهامبر، أوكلت وزارة الداخلية عمليات تسكين طالبي اللجوء إلى شركة الإسكان الخاصة Mears.
عائلات وأطفال تعرضوا للخطر
في هذا الصدد، علَّق غرايسون: "أجد أنه من المروع أنَّ وزارة الداخلية سمحت لشركة Mears بتجاوز توجيهات السلطة المحلية بشأن هذا الأمر. فهذه الإرشادات لا تتعلق فقط بالمناطق المزدحمة، بل تتعلق أيضاً بأشياء مثل ما إذا كان طالبو اللجوء سيتعرضون للخطر هناك؛ بسبب مستويات النشاط اليميني المتطرف والنشاط الإجرامي".
ونوه غرايسون: "أخشى على سلامة بعض المستأجرين اللاجئين. لقد دعمت عائلة في مدينة بارنسلي قبل بضعة أسابيع وُضِعَت في منطقة تشتهر بنشاطها اليميني المتطرف. وكانت الأم تتعرض للمضايقة في الشوارع والأطفال يتعرضون للمضايقات في المدرسة".
بدوره، قال ستيفن هوتون، رئيس مجلس مدينة بارنسلي، "لقد طرحنا مسائل تتعلق بخطط الشراء في مناطق معينة بسبب البيئة السيئة والإجرام وأشياء أخرى، وقد عرضنا العمل مع وزارة الداخلية وشركة Mears لإيجاد بدائل، لكنهم لا يستجيبون إلينا في هذا الشأن".
وأضاف هوتون: "هم يتجاهلون ما نقوله. ويذهبون إلى مناطق كان لدينا اتفاق سابق على عدم اللجوء إليها. لقد رأينا طالبي اللجوء في أوضاع غير مناسبة تماماً".
وتنامى إلى علم صحيفة The Independent أنه من المقرر نقل ما بين 2100 و2500 طالب لجوء من الفنادق في لندن ومدن أخرى إلى عقارات في يوركشاير وهامبر، وهي منطقة بها عدد كبير من اللاجئين بالفعل.
قانون جديد للجوء
كانت بريطانيا قد أعلنت عن مخطط جديد يخص اللاجئين، يدعم توفير الملاذ القانوني لكل من يدخل البلاد بشكل قانوني وذلك من أجل تضييق الخناق على الهجرة غير الشرعية، وذلك وفقا لصحيفة The Times البريطانية في 22 مارس/آذار 2021.
وتستهدف الترتيبات الجديدة منح اللاجئين الاستقرار من أجل إعادة بناء حياتهم في المملكة المتحدة، وسوف تخصص لهذه الخطة 19.36 مليون دولار للمساعدة في دمجهم.
إذ تُصمم مخططات "مسلك إعادة التوطين الأمن القانوني" لتشجيع طالبي اللجوء على التقدم للحصول على حق اللجوء عبر الطرق الشرعية بدلاً من خوض الرحلات المحفوفة بالمخاطر على متن القوارب أو في الشاحنات.
سوف تُمنح الأولوية إلى اللاجئين القادمين من مناطق الصراع أو التي تشهد انعدام استقرار، بدلاً من الآخرين الذين نجحوا بالفعل في الوصول إلى بلاد أوروبية "آمنة". سوف تُقدَّم الطلبات وتراجع خارج بريطانيا لتجنب وصول طالبي اللجوء إلى بريطانيا ليجدوا أنهم يُرحَّلون منها فور وصولهم.