أعلنت السعودية، السبت 3 أبريل/نيسان 2021، وقوفها التام إلى جانب المملكة الأردنية ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها، لكل قرارات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني.
يأتي ذلك بعد ساعات من إعلان الأردن عن اعتقال مسؤولين، من بينهم أحد أعضاء العائلة المالكة ورئيس الديوان الملكي الأسبق، إلى جانب التعليمات التي وُجهت إلى ولي العهد الأردني السابق، الأمير حمزة، بالكف عن نشاطات تهدد استقرار المملكة.
وقوف تام مع الأردن
قال البيان السعودي، إنه جاء انطلاقاً مما يربط السعودية مع المملكة الأردنية الهاشمية الشقيقة من روابط وثيقة راسخة، قوامها الأخوة والعقيدة والمصير الواحد، وامتداداً لتاريخهما المشترك وأن أمنهما كُلٌّ لا يتجزأ"، بحسب ما نشرته وكالة "واس".
كما شدد البيان على أن السعودية تؤكد وقوفها التام إلى جانب الأردن ومساندتها الكاملة بكل إمكاناتها لكل ما يتخذه الملك عبدالله الثاني بن الحسين والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد، من قرارات وإجراءات لحفظ الأمن والاستقرار ونزع فتيل كل محاولة للتأثير فيهما.
أتى ذلك، بعدما أعلن رئيس الأركان المشتركة في الجيش الأردني اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، السبت، اعتقال الشريف حسن بن زيد ورئيس الديوان الملكي الأسبق باسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة، وفق ما أعلنته وكالة الأنباء الأردنية.
كما قالت وزارة الخارجية الأمريكية، إن العاهل الأردني الملك عبدالله "شريك رئيسي" للولايات المتحدة وله "كامل دعمنا"، وذلك وسط تقارير تفيد بأن الأمير حمزة، الأخ غير الشقيق للملك، قد جرى استجوابه على الأرجح، فيما يتعلق بمؤامرة مزعومة لزعزعة استقرار البلاد.
فيما نقلت وكالة الأنباء البحرينية عن عاهل البلاد، قوله: "إنه يؤيد الإجراءات التي اتخذها ملك الأردن لحفظ الأمن والاستقرار".
كما قال المتحدث باسم الرئاسة المصرية: "إن مصر تعبر عن دعمها لعاهل الأردن في حفظ الأمن والاستقرار"
مؤامرة "معقدة" للإطاحة بملك الأردن
جاءت الاعتقالات، بحسب صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية، في أعقاب اكتشاف ما وصفه مسؤولو القصر بأنه "مؤامرة معقدة وبعيدة المدى تضم على الأقل أحد أفراد العائلة المالكة وكذلك زعماء القبائل وأعضاء المؤسسة الأمنية في البلاد".
كما قال مسؤول بالمخابرات، تحدَّث شريطة عدم الكشف عن هويته، إن من المتوقع حدوث اعتقالات إضافية، مشيراً إلى الحساسيات الأمنية المحيطة بعملية إنفاذ القانون الجارية. وأكد مستشار أردني للقصر أن الاعتقالات تمت على خلفية "تهديد استقرار البلاد".
فقد شغل الأمير حمزة منصب ولي عهد الأردن لمدة أربع سنوات، قبل أن يتم نقل اللقب إلى الابن الأكبر للعاهل الحالي، حسين.
فيما قال مسؤول المخابرات، إن ضباط الجيش في المملكة أبلغوا الأمير حمزة باحتجازه، ووصلوا إلى منزله برفقة حراس، في توقيت الاعتقالات الأخرى نفسه.
المتآمرون لديهم "علاقات خارجية"
فيما لم يتضح مدى قرب المتآمرين المزعومين من تنفيذ الخطة، أو ما الذي خططوا لفعله بالضبط. ووصف مسؤول المخابرات الخطة بأنها "منظمة تنظيماً جيداً"، وقال إن المتآمرين- على ما يبدو- لديهم "علاقات خارجية"، رغم أنه لم يخض في التفاصيل.
بينما نقلت وكالة الأنباء الرسمية عن مصدر أمني، قوله: "إنه وبعد متابعة أمنية حثيثة تمّ اعتقال المواطنَين الأردنيَّين الشريف حسن بن زيد وباسم إبراهيم عوض الله وآخرين لأسبابٍ أمنيّة"، وأضاف المصدر أنّ التحقيق في الموضوع جارٍ.
إذ يعتبر الشريف حسن بن زيد من أفراد العائلة الملكية، بينما كان باسم إبراهيم عوض الله قد شغل منصب رئيس الديوان الملكي الأردني، إضافة إلى منصب المبعوث الخاص للعاهل الأردني إلى السعودية قبل إقالته عام 2018.
كما يعتبر باسم عوض الله، الأكثر جدلاً في الأردن؛ لارتباطه ببرنامج التحول الاقتصادي حينما شغل منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي، وبعدها عمل رئيساً للديوان الملكي الأردني.
علاقة عوض الله كانت ممتدة نحو القصر الملكي السعودي، إذ يعتبر الصديق المقرب والمستشار لولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وهو ما ظهر جلياً إبان مرحلة الملك الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، وفقاً لمصادر أردنية رسمية رفضت الإفصاح عن هويتها.