وجهت روسيا، الجمعة 2 أبريل/نيسان 2021، تحذيراً مباشراً إلى الدول الغربية، من إرسال جنود إلى أوكرانيا، وذلك بعد أن وجَّهت كييف اتهامات إلى موسكو بحشد عسكري عند الحدود بين البلدين؛ ما دفع الولايات المتحدة الأمريكية إلى التعهد بالوقوف إلى جانبها في حالة إقدام روسيا على أي "اعتداء" عليها.
حسب تقرير لوكالة "فرانس برس"، فقد أثارت أسابيع من المواجهات التي تجددت على الخطوط الأمامية، المخاوف من احتمال تصاعد حدة النزاع في شرق أوكرانيا حيث تواجه قوات حكوميةٌ انفصاليين موالين لروسيا، فيما اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي روسيا بحشد قواتها عند الحدود.
روسيا تلوّح بالتصعيد
إذ قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحفيين، الجمعة: "لاشك في أنه من شأن سيناريو كهذا أن يزيد التوتر قرب الحدود الروسية، بالطبع، يستدعي ذلك إجراءات إضافية من قِبل روسيا؛ لضمان أمنها".
كما رفض تحديد الإجراءات التي قد يتم اتخاذها، لكنه شدد على أن روسيا لا تقوم بأي تحرُّكات لتهديد أوكرانيا. المتحدث نفسه صرح بأن "روسيا لا تهدد أحداً، ولم تهدد أحداً قط".
في وقت سابق من اليوم الجمعة، أعلنت روسيا أن قواتها المسلحة ستجري تدريبات عسكرية قرب الحدود مع أوكرانيا بجنوب البلاد؛ للتدرّب على الدفاع في وجه الطائرات الهجومية المسيّرة.
إذ ستشارك أكثر من 50 كتيبة مقاتلة تضم 15 ألف عنصر، في هذه التدريبات، وستتدرّب على "التفاعل مع الحرب الإلكترونية ووحدات الدفاع الجوي"، وفق ما أفادت به القيادة العسكرية الجنوبية.
موسكو تنفي
فقد قال بيسكوف، إن "روسيا ليست مشاركة في النزاع"، متهماً قوات أوكرانيا المسلحة بالقيام باستفزازات "عديدة" في المنطقة.
كما وصف مسؤول روسي رفيعٌ التقارير التي تحدَّثت عن أن روسيا تخطط لمهاجمة أوكرانيا، بـ"الزائفة".
وقال نائب وزير الخارجية الروسي أندريه رودينكو، لوكالة "ريا نوفوستي" الرسمية، إن "روسيا غير مهتمة بالانخراط في أي نزاع مع أوكرانيا، خصوصاً إذا كان عسكرياً".
تحذير أمريكي
في الجهة المقابلة، حذَّرت الولايات المتحدة، الخميس 1 أبريل/نيسان 2021، روسيا من "ترهيب" أوكرانيا، فيما اتصل وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن ووزير الخارجية أنتوني بلينكن، بنظيريهما الأوكرانيين؛ لتأكيد دعم واشنطن لكييف.
إذ ذكرت وزارة الدفاع الأمريكية، هذا الأسبوع، أن قوات الولايات المتحدة في أوروبا رفعت درجة تأهّبها؛ بعد "التصعيد الأخير في الأعمال العدائية الروسية بشرق أوكرانيا".
معارك ميدانية
يخوضها الجيش الأوكراني في مواجهة انفصاليين موالين لروسيا بمنطقتي دونيتسك ولوغانسك شرقاً منذ العام 2014، بعد ضمّ موسكو شبه جزيرة القرم في أعقاب انتفاضة أطاحت بالرئيس الأوكراني الذي كان مقرّباً من الكرملين، فيكتور يانوكوفيتش.
إذ تبادلت موسكو وكييف الاتهامات، هذا الأسبوع، بالوقوف وراء ارتفاع منسوب العنف عند الخطوط الأمامية، ما قوّض اتفاقاً لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه في يوليو/تموز الماضي.
وقال زيلينسكي، الخميس، إن 20 جندياً أوكرانيّاً قُتلوا منذ مطلع العام.
فيما اتهمت الاستخبارات العسكرية الأوكرانية روسيا بالتحضير "لتوسيع وجودها العسكري" في المناطق الخاضعة لسيطرة الانفصاليين.
من جهته، أفاد رئيس هيئة الأركان العامة الأوكراني، روسلان خومشاك، هذا الأسبوع، بأن أكثر من ألفي مدرِّب ومستشار روسي يتمركزون حالياً في شرق أوكرانيا.
بينما نفت روسيا، مراراً، أن تكون أرسلت قوات وأسلحة لدعم الانفصاليين، أشار الكرملين هذا الأسبوع، إلى أن لموسكو حرية تحريك قواتها ضمن أراضيها.