كشف تقرير الفجوة بين الجنسين السنوي لعام 2021، أن تحقيق المساواة بين الجنسين قد يستغرق 135.6 عام على صعيد العالم، بينما أشار إلى أن أكبر فجوة بين الجنسين موجودة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وفق ما ذكره التقرير الذي نشر الأربعاء، 31 مارس/آذار.
التقرير أوضح أن جائحة فيروس كورونا أرجعت الجهود المبذولة على صعيد تحقيق المساواة بين الرجال والنساء سنوات إلى الوراء، وفق تقرير لـ"منتدى الاقتصاد العالمي".
يرصد التقرير السنوي للمنظمة ومقرها جنيف، التفاوت بين الجنسين في 156 بلداً في أربعة ميادين هي: التعليم، والصحة، والفرص الاقتصادية، والتمكين السياسي.
الدول العربية في أسفل مؤشر المساواة العالمي
بحسب التقرير فإنّ الفجوة الأكبر بين الجنسين، بحوالي 40%، موجودة في دول الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، التي تشهد تقدماً بطيئاً على صعيد المساواة. وسيستغرق سدّ هذه الفجوة نحو 142 عاماً.
بينما تصدرت أيسلندا وفنلندا مؤشر المساواة العالمي، بحسب التقرير، تبعتهما النرويج ونيوزيلندا. في حين جاءت عدّة دول عربية في المراتب الأخيرة، بجانب تركيا وإيران، وعدد من الدول الإفريقية.
جاء في بيان للمنتدى أنه "سيتعين على جيل آخر من النساء الانتظار لتحقيق المساواة بين الجنسين"، بسبب تداعيات الوباء.
كما أظهرت مجموعة من الدراسات أن جائحة فيروس كورونا أثّرت بشكل أكبر على النساء اللواتي خسرن وظائف بمعدّل أعلى مقارنة بالرجال، وتحمّلن عبئاً أكبر على صعيد رعاية الأطفال عندما أغلقت المدارس، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء الفرنسية.
تداعيات جائحة كورونا زادت الوضع سوءاً
ستكون التداعيات طويلة الأمد وفق توقّعات المنتدى الاقتصادي العالمي، الذي حذر في تقريره حول الفجوة بين الجنسين في العالم من أن يتأخر بلوغ الأهداف المحددة على صعيد المساواة بين الجنسين.
كانت المنظمة التي تجمع عادة النخب العالمية في منتجع التزلّج الشهير في دافوس في سويسرا سنوياً، خلصت في تقريرها السابق الذي نشر في ديسمبر/كانون الأول 2019، قبيل بدء الجائحة، إلى أن تحقيق المساواة بين الجنسين في ميادين عدة سيستغرق 99.5 عام.
كما قالت مديرة المنتدى، سعدية زهيدي، في مؤتمر صحفي عبر الإنترنت: "شهدنا نوعاً من التراجع نحو السلوكيات التقليدية داخل المنازل، وهذا ما ينعكس بشكل مزدوج على النساء العاملات".
فيما يشير التقرير إلى أنّ النساء ينجحن في سدّ الفجوة داخل قطاعات التربية والصحّة، إلا أنّ ذلك لا ينطبق على قطاع العمل.
أكثر من 267 عاماً لتحقيق المساواة بين الجنسين
بحسب التقرير، سيحتاج العالم 267.6 عام لمحو التمييز بالكامل في قطاع العمل، خصوصاً مع التراجع الذي سبّبه تفشي وباء كورونا.
أشار التقرير إلى دراسات أجرتها الأمم المتحدة، بيّنت أن النساء خسرن وظائف أكثر خلال الوباء، وذلك تأثر جزئياً بكونهن غير ممثلات بشكل كاف في القطاعات التي تأثرت بشكل قاسٍ بالإقفال التام حول العالم.
فيما تشير دراسة لمؤسسة إيبسوس تضمّنها التقرير، أنّ الأعمال المنزلية ومسؤولية العناية بالأطفال زادت على النساء بشكل ملحوظ خلال الإقفال.
بحسب المؤسسة فإنّ النساء بتن يعملن ما يوازي دوام عمل كامل للعناية بالأطفال في المنزل، ما جعل الضغط عليهنّ خلال الجائحة أكبر من الضغط على الرجال.
بينما أشارت بيانات موقع لينكد إن المستخدمة في تقرير المنتدى أيضاً، إلى أن إعادة توظيف النساء في قطاعات العمل كافة، تعود بوتيرة أبطأ، مع تراجع في تعيينهنّ في مناصب قيادية.