رحّب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، بالتقارب التركي المصري، مؤكداً أنه يصب "في مصلحة" فلسطين، مشيراً إلى أن حركته ملتزمة بتشكيل حكومة "توافق وطني"، حتى وإن سجّلت فوزاً في الانتخابات التشريعية المقبلة، التي رفض تأجيلها، واعتبرها مدخلاً مهما لإنهاء الانقسام الممتد منذ أكثر من 14 عاماً.
تصريحات رئيس المكتب السياسي جاءت في حوار مطول أجرته معه وكالة الأناضول الخميس، 1 أبريل/نيسان 2021.
التقارب التركي المصري
رئيس المكتب السياسي لحركة حماس علّق على سؤال حول التصريحات المرتبطة بجهود مبذولة نحو تقارب بين أنقرة والقاهرة، بالترحيب، قائلاً: "نُرحّب بالتقارب التركي المصري، ونعتقد أن مزيداً من التفاهمات بينهما، وبين الدول العربية والإسلامية، ستنعكس إيجابياً علينا في فلسطين، وعلى الدول العربية".
كما أضاف: "هناك دول مركزية بالمنطقة معروفة تاريخياً، وتلعب دوراً استراتيجياً، دول بحجم مصر وبحجم تركيا وإيران والسعودية؛ كلما كان هناك تفاهم وتقارب بينها يكون في مصلحة شعوب المنطقة، والقضية الفلسطينية".
رئيس المكتب السياسي للحركة أشار في حديثه إلى أن "أي صراع بين الدول العربية والإسلامية ينعكس سلباً على مقدرات الأمة، ومستقبل الشعوب، والقضية الفلسطينية، ويعتبر وضعاً إقليمياً ذهبياً للكيان الصهيوني، لتنفيذ مشاريعه ومخططاته في الاستيطان والتهويد والضم".
يشار إلى أنه في منتصف شهر مارس/آذار الماضي، أعلن وزير الخارجية التركي مولود تشاويش أوغلو، بدء اتصالات دبلوماسية بين بلاده والقاهرة من أجل إعادة العلاقات إلى طبيعتها، فيما كانت القاهرة أكثر حذراً في ذلك.
تطورات إيجابية بعد رحيل ترامب
وينظر رئيس المكتب السياسي للحركة بإيجابية إلى التطورات الحاصلة في المنطقة، خاصة بعد رحيل إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
ورغم عدم "تعويل" حماس على إدارة الرئيس الحالي جو بايدن، فإنه يقول "التوحش السياسي الذي ميز سياسة ترامب قد لا يستمر مع سياسة بايدن".
وحول أسباب تفاؤله بالتطورات في الإقليم، يقول "هناك الكثير من المعطيات ومن التسويات في المنطقة؛ المصالحة الخليجية، التقارب التركي المصري، وحل مشكلة ليبيا، والحديث عن حل مشكلة اليمن، أعتقد أن كل ذلك يفتح صفحات من الأمل والشعور بأن القادم أفضل لشعبنا وللمنطقة".
لكن هنية جدد تحذيره من خطورة "التطبيع" بين الدول العربية وإسرائيل، التي قال إنها تندرج تحت "محاولة لتطويع سياسات هذه الدول، ومن ثم الضغط على الفلسطينيين للقبول بالحلول التي تضرب بالحقوق الثابتة".
تأجيل الانتخابات
وعن الخشية من تأجيل محتمل للانتخابات المفترض عقدها في مايو/ أيار المقبل، أعرب إسماعيل هنية عن ثقته "العالية" في أن الانتخابات "ستمضي وفق ما تم الاتفاق عليه"، مؤكداً تمسك حركته بالانتخابات وعدم تأجيلها.
لكنه قال أيضاً إنه يدرك " أن هناك تحديات وضغوطات من أطراف، ومحاولات للعبث بالانتخابات، وخاصة من إسرائيل".
وحول رد فعل حماس، في حال تأجيل الانتخابات أو إلغائها، قال إسماعيل هنية "إذا حدثت تطورات على اتجاهات معاكسة أو سلبية، سندرسها في حينه، وسنتخذ القرار اللازم" بخصوصها.
مدخل لإنهاء التقسيم
ورأى هنية أن الانتخابات المقبلة "مهمة"، وقد تُشكّل رافعة للأوضاع الفلسطينية الحالية، مؤكداً أن "هذه الانتخابات مدخل لإنهاء الانقسام الذي مضى عليه نحو 15 عاماً".
كما قال إن الانتخابات تهدف إلى "إعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني على قاعدة الشراكة بين الجميع".
حيث أكد هنية أن حركته "ملتزمة" بتشكيل حكومة "توافق وطني"، حتى وإن سجّلت فوزاً في الانتخابات التشريعية المقبلة.
وقال هنية: "حركة حماس تشارك في الانتخابات على قاعدة الشراكة وليس على قاعدة المغالبة، لا تريد أن تسيطر على النظام السياسي الفلسطيني".
وأضاف: "حماس، حتى وإن سجلت فوزاً في هذه الانتخابات فهي ملتزمة بتشكيل حكومة توافق وطني مع كل الفلسطينيين، لكي نتحمل جميعاً المسؤولية في مرحلة هي الأخطر من مراحل الصراع مع الاحتلال الصهيوني".
ومنتصف يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مرسوماً حدد بموجبه مواعيد الانتخابات خلال العام الجاري: التشريعية في 22 مايو/أيار، والرئاسية في 31 يوليو/تموز، والمجلس الوطني في 31 أغسطس/آب.