كشفت صحيفة Haaretz الإسرائيلية، أن شركة إسرائيلية مشاركة في مشروع طيران مدني وقعت مذكرة تفاهم مع شركة صينية مملوكة للدولة، للعمل على مشروع حساس، دون علم وزارة الدفاع الإسرائيلية، بحسب مصادر في الوزارة.
التقرير الذي نشر الثلاثاء، 30 مارس/آذار 2021، قال إن وزارة الدفاع كانت قد تعاقدت مع شركة إيربارك الإسرائيلية عام 2019، لبناء منشأة لتصنيع الطائرات المدنية بالقرب من قاعدة عوفدا التابعة للقوات الجوية الإسرائيلية في جنوب إسرائيل.
لكن الوزارة تزعم أنها لا تعلم أن إيربارك وقّعت في وقت لاحق مذكرة تفاهم مع شركة كوماك الصينية، المدرجة في القائمة الأمريكية السوداء.
صفقة حساسة لإسرائيل
قالت مصادر في الوزارة، إن مكتب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي لا يعلمان أيضاً بأمر هذه الصفقة الحساسة مع شركة صينية. ورداً على استفسار من صحيفة Haaretz، قالت وزارة الدفاع إنها ستتحرى الأمر.
تسمح الاتفاقية الموقعة بين وزارة الدفاع وشركة إيربارك، في فبراير/شباط عام 2019، للشركة المملوكة لشركة AES Aviation، بالمرور إلى القاعدة الجوية، وكذلك المساعدة والخدمات اللازمة لتشييد المنشأة المدنية.
يهدف المشروع الجديد إلى تقديم مجموعة متنوعة من الخدمات في مجال الطيران المدني العالمي، مثل تحديث الطائرات والتخزين.
بعدها بسبعة أشهر، في سبتمبر/أيلول عام 2019، وقعت AES Aviation مذكرة تفاهم مع شركة كوماك. ووفقاً للاتفاقية، ستحظى الشركة الصينية بالتعاون في مجال الطيران فضلاً عن تبادل المعلومات وتطوير المشاريع التكنولوجية والمبتكرة التي بإمكان الشركات الإسرائيلية تقديمها، مقابل أجر كبير.
كما يشمل الاتفاق الموقّع التعاون مع سلاح الجو الإسرائيلي في العمليات والبنية التحتية، ومن ذلك العمليات المدنية والعمليات البرية والتدريب وإجراءات الطوارئ.
الشركة الإسرائيلية توضّح
وفقاً لبيان إيربارك لهيئة الأوراق المالية الإسرائيلية، فإن مذكرة التفاهم مع كوماك تهدف إلى "تعزيز الأهداف المشتركة في الطيران المحلي والدولي"، وهي صالحة لمدة خمس سنوات من تاريخ التوقيع.
في مارس/آذار عام 2020، أصبحت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية شريكاً في المشروع من خلال فرع الطيران التابع لها. بل ووقعت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية مذكرة تفاهم مع شركة AES، سيتعاون الطرفان بموجبها لتأسيس شركة مشتركة لتشغيل إيربارك.
قال مسؤولون بارزون في وزارة الدفاع لصحيفة Haaretz إنهم فوجئوا بخبر اشتراك كوماك في هذا المشروع الحساس. وذلك لأنه من الضروري إعلام وزارة الدفاع بأي صفقة ذات أهمية أمنية أو مرتبطة بالبنية التحتية الأساسية في إسرائيل، وكذلك بأي تغيير جوهري في العقد الذي توافق عليه الوزارة، مثل ضم شريك.
رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي لا يعلمان
بحسب مصادر تحدثت إلى صحيفة Haaretz، فمكتب رئيس الوزراء ومجلس الأمن القومي لا يعلمان بأمر التعاقد مع شركة صينية، وزعما أن هذا الأمر من اختصاص وزارة الدفاع.
فيما ردت شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية بأنها وإيربارك: "ستشيدان مركزاً للنشاط المشترك في مجال الطيران في عوفدا. ومذكرة التفاهم الموقعة مع إيربارك في مرحلة المفاوضات قبل العقد الذي سيُوقّع حال اكتمال الشروط. ولن يوجد ما يربط بين الأنشطة المشتركة بين شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وإيربارك في عوفدا، إذا حدثت، ومشروعات أخرى لشركة AES، الشركة الأم لشركة إيربارك".
هذا وأحال مكتب رئيس الوزراء ووحدة المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي استفساراً من صحيفة Haaretz حول هذا موضوع اتفاقية مع شركة صينية إلى وزارة الدفاع.