قال موقع Axios الأمريكي، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، إن الولايات المتحدة تبذل جهوداً كبيرةً من أجل التعامل مع إيران في الاتفاق النووي، لكن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن تواجه 3 عوائق رئيسية في ذلك.
عقبات في الملف النووي
الموقع نقل عن مسؤولين أمريكيين منخرطين في المحادثات – لم يذكر أسماءهم – قولهم إن هذه العوائق هي: الافتقار إلى قنوات الاتصال المباشرة، والانقسامات بين دوائر القيادة في طهران، واقتراب الانتخابات الرئاسية الإيرانية.
تحمل العودة إلى التفاوض حول البرنامج النووي الإيراني أهمية كبرى لإدارة بادين، التي تضعها على رأس أولويات السياسة الخارجية لديها، لكن كلا الجانبين لم يعقد محادثات مباشرة بعد.
يكمن جوهر الخلاف بين واشنطن وطهران، في أن بايدن كان قد أعلن عزمه رفع العقوبات عن طهران، والعودة إلى الاتفاق النووي لعام 2015، إذا عادت إيران إلى الالتزام الكامل بالاتفاق النووي، عن طريق التراجع عن خطوات التعجيل بالأنشطة النووية، في حين تُصر طهران على رفع العقوبات أولاً.
وما يقال خلف الكواليس، هو أن الإيرانيين رفضوا مقترحات أمريكية عديدة للاجتماع رسمياً، أو حتى بصورة غير رسمية، وقال مسؤولون أمريكيون إن اتصالاتهم مع طهران تأتي بصورة غير مباشرة عبر فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي.
كذلك أوضح المسؤولون الأمريكيون أن هذا الأمر يستغرق وقتاً طويلاً، وأدى في عديد من المرات إلى حالات سوء تفاهم.
أضاف المسؤولون أن الولايات المتحدة أرسلت في الأسابيع الأخيرة رسائل إلى طهران تبدي فيها استعدادها لبدء أولى الخطوات المشتركة واتباع عملية تدريجية لاحقة، أو أن يعود كلا الطرفين على الفور إلى الامتثال الكامل لبنود الاتفاقية.
إيران تتمسك بمواقفها
يشير الموقع الأمريكي إلى أن الولايات المتحدة تحاول عبر القنوات غير الرسمية أن تقيّم ما سيتطلبه استمرار المحادثات، فمن ناحية، ظنت واشنطن أن الإيرانيين مستعدون لقبول نهج تدريجي، ثم أوضح الإيرانيون أنهم ليسوا كذلك.
في هذا الصدد، اقترحت الولايات المتحدة بدء العملية عن طريق إلغائها تجميد التمويلات الإيرانية المودعة في كوريا الجنوبية، واتخاذ الإيرانيين خطوات لإنهاء بعض انتهاكات الاتفاقية، غير أن الإيرانيين رفضوا هذا المقترح.
كذلك وبحسب المسؤولين الأمريكيين الذين تحدثوا لـ Axios، فإن إدارة بايدن تواجه صعوبات من أجل استيعاب الطريقة المحددة التي يريد الإيرانيون المضيّ قدماً من خلالها، وتعتقد الإدارة أن غياب الوضوح يُعزى جزئياً إلى الانقسامات بين دوائر القيادة الإيرانية.
تدور إحدى نقاط الجدال الرئيسية على ما يبدو، حول ما إذا كان من الواجب التعامل مع الولايات المتحدة قبل الانتخابات المزمع عقدها في يونيو/حزيران المقبل أم بعدها.
رفع العقوبات أولاً
من جانبه، نشر موقع Politico الأمريكي تقريراً يوم الإثنين 29 مارس/آذار 2021، قال فيه إن الولايات المتحدة تُجهز مقترحاً جديداً من أجل إيران، في محاولة منها لبدء المحادثات.
لكن مسؤولاً إيرانياً أخبر قناة تلفزيونية بأن بلاده لن تُحجِّم أنشطتها النووية قبل إلغاء كامل العقوبات الأمريكي المفروضة على طهران عن طريق إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
المسؤول اعتبر أن "إدارة بايدن تخسر الوقت. لقد فشلت في رفع العقوبات بسرعة، وسوف تتخذ إيران الخطوات التالية، التي ستكون مزيداً من تقليل التزاماتها بخطة العمل الشاملة المشتركة".
يُعد الزعيم الإيراني آية الله علي خامنئي أبرز من يحدد سياسة إيران النووية في نهاية المطاف، وقد قال بشكل قاطع في 21 مارس/آذار 2021، إن "على الأمريكيين رفع جميع العقوبات" قبل أن تستأنف طهران الامتثال، مضيفاً: "إذا ألغيت العقوبات حقاً، فسنعود إلى التزاماتنا دون أي مشاكل.. لدينا الكثير من الصبر ولسنا في عجلة من أمرنا"، وفقاً لوكالة رويترز.
ولا يزال من غير الواضح ما إذا كانت إيران تريد بالفعل الحديث، وإن كان بشكل غير مباشر، مع الولايات المتحدة الآن أو ما إذا كان الزعيم الأعلى يفضل الانتظار إلى ما بعد الانتخابات.