طرح رجل يعمل في الملعب الذي احتضن المباراة المثيرة للجدل بين البرتغال وصربيا الأخيرة، شارة القيادة الشهيرة التي رماها كريستيانو رونالدو أرضاً في مزاد علني، وذلك من أجل جمع تبرعات لإجراء عملية جراحية لطفل لا يتعدى عمره 6 أشهر، لكونه يعاني من مرض نادر يهدد حياته.
وكانت هذه الشارة قد أثارت جدلاً واسعاً واهتماماً عالمياً بعد أن خرج رونالدو من الملعب غاضباً في آخر لحظات المباراة، احتجاجاً على احتساب هدف قاتل سجّله، بدعوى أن كرته لم تتجاوز خط المرمى، لتنتهي المباراة بتعادل مخيب للبرتغاليين بهدفين لمثلهما، ضمن تصفيات مونديال قطر 2022.
مزاد عالمي
وفق تقرير لوكالة "فرانس برس"، الثلاثاء 30 مارس/آذار 2021، فقد أكد الرجل الذي طلب عدم الإفصاح عن اسمه، في تصريح للوكالة، أنه اقترح جمع مبلغ من المال من أجل علاج الطفل غافريلو ديوردييفيتش، البالغ ستة أشهر، والذي يعاني من مرض نادر.
كما روى عبر اتصال هاتفي "رمى (رونالدو) الشارة على بعد ثلاثة أمتار مني، والفكرة التي خطرت سريعاً على ذهني هي أن هذا (المزاد) قد يُشكل فرصة جيدة".
وتابع "ارتأيت أن الأنظار شاخصة علينا الآن، وبإمكاننا أن نقوم بشيء جيد لغافريلو".
بعد أن تأكدت القناة الرياضية "سبورت كلوب" أن الشارة تعود فعلاً لرونالدو من خلال التحقق من الصور ومقاطع الفيديو بعد المباراة، تعاونت مع منظمة خيرية، ونشرت الشارة على موقع خاص للمزاد العلني "ليموندو.كوم".
في الجهة المقابلة، قال برانيسلاف يوتشيتش، المسؤول عن مواقع التواصل الاجتماعي في القناة لوكالة فرانس برس "آمل أن نتمكن من الوصول إلى رونالدو نفسه… كي نتمكن من مساعدة غافريلو قدر المستطاع".
حالة إنسانية وإقبال مهم
إذ يعاني الرضيع من ضمور العضلات الشوكي، الذي يصيب واحداً من حوالي 10 آلاف مولود، ويؤدي إلى الوفاة أو الحاجة الدائمة إلى التنفس الاصطناعي عند بلوغه العام الثاني في 90% من الحالات.
كما يبني آماله على العلاج الجيني "زولغنسما"، الذي يحتاجه مرة واحدة، والمعروف أيضاً باسم "أغلى عقار في العالم"، والذي يكلف أكثر من مليوني يورو (2,35 مليون دولار).
ولاقت حملات جمع التبرعات لمساعدة الأطفال الذين يعانون من ضمور العضلات الشوكي مؤخراً رواجاً كبيراً في صربيا، حيث جُمعت المبالغ المطلوبة لخمسة أطفال في العام الماضي وحده.
بعد ساعات من بدء المزاد في وقت باكر اليوم الثلاثاء، تم جمع 360 ألف دينار (3 آلاف يورو)، كما يمكن للمتبرعين أن يتبرعوا مباشرة للجمعية الخيرية.
غضب رونالدو
فقد شهدت المباراة التي انتهت السبت بالتعادل 2-2 نهاية جدلية، بعدما وصلت كرة طويلة خلف المدافعين من البديل نونو منديش إلى رونالدو داخل المنطقة، تابعها في الشباك قبل أن ينقذها المدافع ستيفان ميتروفيتش في اللحظات الأخيرة (90+3)، وسط احتجاج صاخب من رونالدو على حكم الخط، ما أدى إلى تلقيه بطاقة صفراء.
رونالدو طالب باحتساب الهدف، حيث بدا أن الكرة تجاوزت خط المرمى، إلا أن الحكم أبقى على قراره علماً أن تكنولوجيا خط المرمى وحكم الفيديو المساعد "في إيه آر" غير معتمدين في التصفيات.
انتابت رونالدو موجة غضب عارمة بعد صافرة النهاية، ورمى شارة القيادة على أرض الملعب في طريقه إلى غرفة تبديل الملابس.
التقطها لاحقاً أحد العاملين في الملعب وتواصل فوراً مع قناة رياضية محلية، وطرح على القائمين عليها فكرة عرضها في المزاد لقضية إنسانية.
جدير بالذكر أن الهولندي داني ماكيلي، حكم المباراة، قدم اعتذاره لعدم احتساب هدف رونالدو، حيث قال في تصريح لصحيفة "أبولا" البرتغالية الرياضية "كل ما يمكنني قوله إني طلبت السماح من المدرب فرناندو سانتوس ومن المنتخب البرتغالي عما حصل".
كما أضاف "كفريق من الحكام، نعمل دائماً لاتخاذ القرارات الأفضل، وعندما نتصدر العناوين بهذه الطريقة فإن ذلك لا يرضينا أبداً".