أعلنت السلطات المصرية، الإثنين 29 مارس/آذار 2021، استئناف حركة الإبحار في كلا الاتجاهين عبر قناة السويس مساء اليوم، وذلك بعد نجاح جهود إعادة تعويم السفينة الجانحة منذ نحو أسبوع، وتحركها نحو منطقة البحيرات المُرة، حيث ستتوقف؛ لفحصها والتأكد من مدى صلاحيتها، حسبما أفاد رئيس الشركة المشغلة.
وكيلا شحن أكدا لـ"رويترز"، أن السلطات المصرية أبلغت وكالات الشحن أن قوافل السفن ستستأنف الإبحار في كلا الاتجاهين عبر قناة السويس اعتباراً من الساعة السابعة مساء بالتوقيت المحلي.
قناة النيل التلفزيونية المصرية أكدت من جانبها، أن أكثر من 400 سفينة تنتظر عبور قناة السويس مع انتهاء جهود إعادة تعويم سفينة الحاويات الجانحة التي كانت تسد الممر المائي.
فيما أظهرت بيانات من شركة كبلر لتتبُّع السفن، أن 16 ناقلة محمَّلة بالغاز الطبيعي المسال تستعد لدخول قناة السويس، وهو ضعف العدد منذ الجمعة.
وقالت "كبلر"، إن 11 ناقلة تنتظر عند المدخل الشمالي للقناة، فيما تنتظر خمس ناقلات عند المدخل الجنوبي. وأضافت أنه في المجمل ستتأخر 18 ناقلة للغاز الطبيعي المسال عن الوصول إلى وجهاتها، ومعظمها في آسيا، بسبب الازدحام.
من جانبه، قال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس، إن الجهات المختص،ة بمقدورها تسريع مرور قوافل السفن عبر القناة، مضيفاً: "مش هنضيع ثانية".
وأشار ربيع إلى أن مرور السفن المنتظرة قد يستغرق ما يتراوح بين يومين ونصف وثلاثة أيام، وقال مصدر بالقناة، إن أكثر من مئة سفينة ستتمكن من دخول القناة يومياً. لكن شركة ميرسك للشحن ذكرت أن الاضطرابات في نشاط الشحن العالمي "قد يستغرق زوالها أسابيع وربما عدة أشهر".
وكنت لقطات مصورة بُثت على الهواء مباشرة بمحطة تلفزيون محلية، أظهرت السفينة تسير ببطء في وسط القناة محاطة بزوارق القَطر بعد ظهر اليوم الإثنين، فيما ذكرت قناة إكسترا نيوز التلفزيونية أن السفينة كانت تسير بسرعة 1.5 عقدة.
توقُّف السفينة للفحص
وفي الوقت الذي تتحرك فيه السفينة نحو منطقة البحيرات المُرة، قالت شركة إيفرغرين المشغلة لها، إنه سيتم إيقاف السفينة بعض الوقت؛ للتأكد من مدى صلاحيتها للإبحار.
وأضافت الشركة المسجلة في تايوان، والتي تستأجر السفينة، أن القرارات المتعلقة بشحنة السفينة ستُتخذ بعد فحصها، وأنها ستنسق مع مالك السفينة بعد انتهاء التحقيقات.
من جانبه، صرح رئيس هيئة قناة السويس بأن سفينة الحاويات التي كانت جانحة في القناة وأعيد تعويمها سليمة وليست بها أي مشاكل.
كان التلفزيون المصري قال في وقت سابق من اليوم، نقلاً عن مصدر في هيئة قناة السويس، إن السفينة "إيفرغيفن" في الغالب أصابها عطل من الأمام ومحاطة بطبقة صخرية.
كما أفادت وسائل إعلام مصرية نقلاً عن مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري لهيئة قناة السويس، بأن السفينة "إيفرغيفن" قد تكون تعرضت لبعض التلف في الجزء الأمامي نتيجة الاصطدام بحافة القناة.
وأشار مميش في تصريح لموقع صحيفة "اليوم السابع"، إلى أن السفينة "إيفرغيفن" قد تُجرى لها بعض عمليات الإصلاح والصيانة في الجزء الأمامي، نتيجة ما تعرضت له خلال الاصطدام بحافة القناة.
كانت جهود إعادة تعويم السفينة الجانحة قد نجحت مرة أخرى في تعويم السفينة، بعد عودتها مرة أخرى إلى وضعها السابق بإغلاق عرض القناة، من جرّاء الرياح الشديدة التي عصفت بعد تعويم أول للسفينة صباح اليوم.
تعويم السفينة
وأعلنت هيئة قناة السويس، صباح الإثنين، نجاح عمليات إعادة تعويم السفينة العملاقة "إيفرغيفن"، العالقة في قناة السويس، لأول مرة، وذلك بعد جنوحها منذ أسبوع في القناة، متسببة بأزمة في حركة الملاحة بواحدٍ من أهم الممرات المائية في العالم.
فيما قال بيتر بيردوفسكي الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس، وهي الشركة الأم لشركة سميت سالفدج التي ساعدت في جهود تعويم السفينة الجانحة بعد إعادة تعويمها: "ضغط الوقت لإتمام هذه العملية كان واضحاً وغير مسبوق".
وقالت الشركة، إنه تم تكريك نحو 30 ألف متر مكعب من الرمال لإعادة تعويم سفينة الحاويات التي تزن 224 ألف طن، وإن 11 قاطرة وقاطرتين بحريتين قويتين استُخدمتا لسحب السفينة.
وكانت وكالة رويترز قد نقلت عن هيئة قناة السويس قولها إن العملية "الأولى" لإعادة تعويم السفينة بدأت بنجاح، وإن عمليات القَطر ستُستأنف مع ارتفاع المد في وقت لاحق من اليوم الإثنين، وأضافت أنه تم تعديل مسار السفينة "إيفرغيفن" بشكل ملحوظ بنسبة 80%.
كذلك أشارت الهيئة إلى أن حركة الملاحة ستُستأنف بمجرد توجيه السفينة إلى منطقة الانتظار بالبحيرات، فيما نقلت رويترز أيضاً عن مصدر في الشحن -لم تذكر اسمه- قوله إن "إعادة تعويم السفينة الجانحة بقناة السويس تمت بشكل شبه كامل، وستخضع لفحص أوليّ قبل إبحارها".
من جانبه، قال مصدر بقناة السويس للوكالة، إنه تم تشغيل محركات السفينة، وإنها تستعد للإبحار إلى منطقة البحيرات.
وأظهر مقطع فيديو، نُشر صباح اليوم الإثنين، ما بدا أنه مقدمة السفينة الجانحة بقناة السويس، وقد تحركت باتجاه ضفة القناة، مُفسحةً مجالاً بالممر المائي، كما أظهر المقطع قاطرات تتحرك حول السفينة وكان يُسمع أصوات أناس يحتفلون.
سفينة إيفرغيفن
وكانت السفينة، البالغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها الإجمالية 224 ألف طن، تقوم برحلة من الصين إلى روتردام في هولندا، وأدّى تعطل الملاحة إلى ازدحام مروري في القناة وتشكل طابور انتظار طويل.
وبحسب ما قاله رئيس هيئة قناة السويس، أمس الأحد، فإن 369 سفينة تنتظر الآن عبور القناة في الاتجاهين، وتسبّب تعطّل السفن بتأخير بالغ في عمليات تسليم النفط ومنتجات أخرى.
وعلى أثر أزمة القناة، زادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة، كما أثر غلق القناة على سلاسل الإمدادات العالمية، مهدداً بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود كوفيد-19.