أعلنت الهيئة العامة للموانئ السعودية، الإثنين 29 مارس/آذار 2021، عن مبادرة قالت إنها تأتي لدعم الخطوط الملاحية العالمية، وذلك بعد ساعات من استئناف قناة السويس حركتها التي توقفت إثر جنوح سفينة حاويات ضخمة لأسبوع تقريباً.
الهيئة العامة للموانئ السعودية قالت على موقعها الإلكتروني، إن مبادرتها تخص السفن العالقة في المدخل الجنوبي لقناة السويس المصرية على ساحل البحر الأحمر، في حال قررت التحول إلى ميناء جدة الإسلامي وقامت بإنزال حاوياتها هناك.
وقدَّمت مبادرة الهيئة إعفاء لشركات الشحن من أجور التخزين لحاويات السفن، لتصبح 60 يوماً بدلاً من 30 يوماً، وذلك لمدة ثلاثة أشهر اعتباراً من تاريخ 27 مارس/آذار 2001.
الهيئة قالت إن هدفها من هذه المبادرة الإسهام في دعم القطاع اللوجستي العالمي وتسيير حركة التجارة البحرية.
قناة السويس تستأنف حركتها
يأتي ذلك في الوقت الذي استؤنفت فيه حركة الملاحة بقناة السويس بعد تعويم سفينة الحاويات الضخمة "إيفرغيفن" التي سدَّت الممر المائي قرابة أسبوع، فيما تنتظر أكثر من 400 سفينة عبور الممر الملاحي.
وقال أسامة ربيع رئيس هيئة قناة السويس للصحفيين، إنه بعد تعويم السفينة البالغ طولها 400 متر، "113 سفينة ستعبر القناة من الجانبين من 6 مساء الإثنين وحتى 8 صباحاً الثلاثاء".
كانت "إيفرغيفن" قد انحرفت وأغلقت القناة بالعرض في قطاع جنوبي منها صباح 23 مارس/آذار، إثر رياح قوية؛ مما أدى إلى توقف حركة الشحن في أقصر طريق للشحن البحري بين أوروبا وآسيا.
وقال ربيع لقناة النيل المصرية في وقت سابق: "المركب سليمة وليس بها أي مشاكل، وفتشنا قاع وتربة قناة السويس، والحمد لله سليمة وليس بها أي شيء، وستمر فيها السفن اليوم".
وقال مصدر في قناة السويس، إن فرق الإنقاذ التابعة لهيئة قناة السويس والعاملة مع فريق من شركة سميت سالفدج الهولندية، تمكنت من إعادة تعويم السفينة جزئياً في ساعة مبكرة من صباح اليوم الإثنين، وضبطت اتجاهها بطول بالقناة. وبعد عدة ساعات عادت لفترة وجيزة بعرض القناة، قبل أن تتمكن القاطرات من تعويمها بالكامل مع تغير المد.
وقال بيتر بيردوفسكي، الرئيس التنفيذي لشركة بوسكاليس، وهي الشركة الأم لشركة سميت سالفدج التي ساعدت في جهود تعويم السفينة الجانحة بعد إعادة تعويمها، "ضغط الوقت لإتمام هذه العملية كان واضحاً وغير مسبوق".
وقالت الشركة، إنه تم تكريك نحو 30 ألف متر مكعب من الرمال لإعادة تعويم سفينة الحاويات التي تزن 224 ألف طن، وإن 11 قاطرة وقاطرتين بحريتين قويتين استُخدمت لسحب السفينة.
وذكرت شركة إيفرغرين لاين، التي تستأجر السفينة إيفرغيفن، أن السفينة ستُنقل إلى البحيرات المُرة الكبرى التي تقع بين قسمين من القناة؛ لفحصها للتأكد من صلاحيتها للإبحار.
وقالت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم) التي تتولي الإدارة الفنية لسفينة الحاويات، إنه ليست هناك تقارير عن حدوث تلوث أو أضرار بالشحنة.
طابور طويل من السفن
من جانبها، قالت قناة النيل التلفزيونية، إن 400 سفينة على الأقل تنتظر عبور القناة، ومنها عشرات من سفن الحاويات وسفن البضائع الصب وناقلات النفط وناقلات الغاز الطبيعي المسال أو غاز البترول المسال.
وذكرت الهيئة في وقت سابق، أنه سيكون بمقدورها تسريع مرور قوافل السفن عبر القناة بمجرد تعويم إيفرغيفن. وقال ربيع للتلفزيون المصري: "مش هنضيع ثانية". وأضاف أن مرور السفن المنتظرة قد يستغرق ما يصل إلى ثلاثة أيام.
في غضون ذلك، ذكرت مصادر في صناعة الشحن، أن مُلاك السفن ومستأجريها الذين لم يتمكنوا من الإبحار عبر قناة السويس لنحو أسبوع، يواجهون خسائر مالية لا تقل عن 24 مليون دولار، لن يستطيعوا تعويضها، لأن بوالص التأمين الخاصة بهم لا تغطيها.
ويمر نحو 15% من حركة الشحن العالمية في قناة السويس وهي مصدر أساسي للعملة الصعبة لمصر. وتوقف حركة الملاحة يكبّد القناة خسائر تتراوح بين 14 و15 مليون دولار يومياً.
وزادت أسعار الشحن لناقلات المنتجات النفطية إلى المثلين تقريباً بعد جنوح السفينة، وأثر غلق القناة على سلاسل الإمداد العالمية، مما يهدد بحدوث تأخيرات باهظة التكلفة للشركات التي تعاني أصلاً بسبب قيود كوفيد-19.