كشفت ديبورا بيركس، المستشارة الطبية السابقة للحكومة الأمريكية، عن تلقيها اتصالاً هاتفياً "غاضباً" من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وذلك عقب قيامها بالإدلاء بتصريحات عن خطورة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد، مؤكدة أن بلادها كان يمكنها تجنب العديد من الوفيات الناجمة عن الجائحة، "إذا تعلمت المدن والولايات في جميع أنحاء البلاد الدروس المستفادة في الربيع الماضي".
تجنب حالات الوفاة بكورونا
حيث قالت، خلال مشاركتها في فيلم وثائقي بعنوان "حرب كوفيد-19″، وبثته شبكة CNN الأمريكية، الأحد 28 مارس/آذار 2021: "كان هناك حوالي 100 ألف حالة وفاة نتجت عن تلك الزيادة الأصلية. كل البقية، في رأيي، كان من الممكن تخفيفها أو تقليلها بشكل كبير".
بيركس أضافت أن ترامب اتصل بها شخصياً في شهر أغسطس/آب 2020، واصفة كلمات ترامب بأنها "كانت غير مريحة للغاية، ومباشرة للغاية، وكان من الصعب جداً الاستماع إليها"، لافتة إلى أن هذه المكالمة أعقبت لقاء مع شبكة CNN حذرت خلالها من أخطار الجائحة، وأكدت أن الفيروس ينتشر بسرعة أكبر مما كان عليه في الموجة الأولى.
تهديد ترامب
بسؤالها عما إذا كانت قد تعرضت لتهديد من الرئيس السابق، أجابت بيركس بشكل مراوغ، قائلة بعد تردد قصير: "أود القول إنها كانت محادثة غير مريحة بالمرة"، مضيفة: "كانت هذه فترة صعبة جداً، لأن الجميع في البيت الأبيض كانوا غاضبين من هذه المقابلة في ظل الوضوح الذي تحدثت به عن الجائحة".
جدير بالذكر أن ترامب كان قد أنكر في بداية جائحة كورونا الأخطار الناجمة عنها، مروجاً في وقت لاحق لأدوية أو منتجات معينة كعلاجات "معجزة" مزعومة دون أدلة علمية، وكان يصرح بأنه يرى ارتداء الكمامات أمراً مزعجاً بالنسبة له، فضلاً عن بعض تصريحاته كانت تتناقض مع تصريحات المسؤولين الصحيين والخبراء حول خطورة الجائحة.
كانت وسائل إعلام أمريكية قد كشفت عن محتوى مكالمة هاتفية أجراها ترامب، في أعقاب الانتخابات الرئاسية الأخيرة مع محققة في ولاية جورجيا، وجاء نشرها كاملة على مواقع الإنترنت، في أعقاب نشر مكالمة أخرى مشابهة بالسكرتير العام للولاية دفعت السلطات إلى فتح تحقيق جنائي.
يشار إلى أن الطبيبة بيركس كانت ضمن مجموعة عمل برئاسة ترامب في البيت الأبيض لمتابعة جائحة كورونا، وكانت الخلافات في الرأي بين ترامب والخبراء في هذه المجموعة قد تم الإعلان عنها أكثر من مرة.
وبيركس من مواليد 4 أبريل/نيسان 1956، وهي طبيبة ودبلوماسية أمريكية عملت كمنسقة استجابة لقوة عمل البيت الأبيض لفيروس كورونا اعتباراً من مارس/آذار 2020.
سبق أن شغلت بيركس منصب السفير المتجول ومنسق الولايات المتحدة العالمي للإيدز منذ العام 2014، وكانت مسؤولة عن الخطة الطارئة للإغاثة من الإيدز برنامج (بيبفار) في 65 دولة.
في سياق متصل، قالت المراكز الأمريكية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، السبت 27 مارس/آذار الجاري، إن إجمالي عدد الوفيات بسبب فيروس كورونا في الولايات المتحدة بلغ 545273، فيما بلغت حصيلة الإصابات 29 مليوناً و976179.