في ظل استمرار أزمة السفينة الجانحة بقناة السويس، دعا السفير الإيراني لدى موسكو، كاظم جلالي، مساء السبت 27 مارس/آذار 2021، إلى ضرورة تفعيل خط ملاحي يمر من بلاده، ليكون بديلاً عن قناة السويس المعطلة حالياً.
حيث قال جلالي، في تغريدة له عبر "تويتر"، نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية (إرنا)، إن الإسراع في إكمال البنى التحتية وتفعيل ممر "شمال – جنوب" كبديل عن قناة السويس يحظى بالأهمية أكثر مما مضى، مؤكداً أن هذا الممر الذي يشير إليه يختصر الزمن حتى 20 يوماً، والتكاليف حتى 30%، فضلاً عن أنه يعد خياراً أفضل كبديل عن قناة السويس في مجال الترانزيت.
يشار إلى أنه منذ سنوات، تروج إيران للممر التجاري (شمال – جنوب) الذي يربط بين الهند وروسيا مروراً بأراضيها، وتقول إنه بديل جيد لقناة السويس المصرية.
بديل أقل خطورة من قناة السويس
الدبلوماسي الإيراني رأى أن "الحادث الأخير مؤشر إلى ضرورة البحث عن بديل أقل خطورة من ممر قناة السويس الذي يعبر منه أكثر من مليار طن من السلع سنوياً".
حسب وسائل إعلام إيرانية وروسية، فإن مشروع "شمال – جنوب" أو "مومباي – سانت بطرسبرغ"، للنقل الدولي، يبدأ من الهند وصولاً إلى ميناء "جابهار" الواقع جنوب إيران على المحيط الهندي، ثم شحن البضائع براً وصولاً إلى ميناء "بندر إنزلي" شمال إيران على ساحل بحر قزوين.
يتبع ذلك، نقل السلع بحراً إلى أستراخان جنوب غرب روسيا، ومنها إلى شمال روسيا أو إلى دول أوروبا عبر خطوط السكك الحديدية.
جدير بالذكر أن إيران والهند وروسيا كانت قد وقعت على اتفاقية لهذا المشروع، في 16 مايو/أيار عام 2002، الذي يضم شبكة متنوعة من الطرق ووسائل النقل، وذلك بطول 7200 كيلومتر.
إلا أن تنفيذ المشروع المقترح تأخر لعدة أسباب، كان أهمها العقوبات الدولية على طهران، وفقدان الحلقة الواصلة بين إيران وروسيا، والمتمثلة بتركمانستان أو أذربيجان، حيث أبدت الأولى رفضاً للمشاركة، بينما شهدت علاقات كل من طهران وموسكو توتراً مع باكو، بالرغم من مباركة الأخيرة للمشروع مبكراً.
فيما يضم المشروع دولاً أخرى، هي: كازاخستان، سلطنة عُمان، سوريا، أوكرانيا، أرمينيا، طاجيكستان، قرغيزستان، بيلاروسيا، بلغاريا.
دبلوماسي روسي يدخل على خط الأزمة
في سياق متصل، قال الدبلوماسي بوزارة الخارجية الروسية نيكولاي كورتشونوف، والمسؤول في مجلس القطب الشمالي نيكولاي كورتشونوف، لوكالة إنترفاكس للأنباء، إنه "من الضروري التفكير في كيفية إدارة مخاطر النقل بكفاءة وتطوير طرق بديلة لقناة السويس، أولاً وقبل كل شيء الممر البحري الشمالي".
الدبلوماسي الروسي رفيع المستوى شدّد، يوم الجمعة 26 مارس/آذار 2021، على أن "تعطل الملاحة في قناة السويس يبرز أهمية تطوير الممر البحري عبر القطب الشمالي، الذي بات يمكن استخدامه في شكل متزايد بسبب التغير المناخي".
انضمام قاطرة لجهود تعويم السفينة الجانحة
إلى ذلك، ذكرت شركة (بي.إس.إم)، التي تتولى الإدارة الفنية لسفينة الحاويات العملاقة الجانحة في قناة السويس (إيفر غيفن)، في بيان الأحد 28 مارس/آذار 2021، أن قاطرة متخصصة وصلت حديثاً ستنضم ليل الأحد لجهود تعويم السفينة، مؤكدة أن "محاولات أخرى لتعويم السفينة ستستمر هذا المساء متى تكون القاطرة في وضع آمن إلى جانب 11 قاطرة أخرى موجودة بالفعل في الموقع".
كما أن كراكة أخرى ستصل من قبرص بحلول 30 مارس/آذار، حسب بيان الشركة ذاتها.
في غضون ذلك، تواصل فرق الإنقاذ في قناة السويس جهود التكريك والقَطر لتعويم إيفر غيفن التي تسد الممر المائي المزدحم، لكن مصدرين قالا إن الجهود تعقدت بسبب كتلة صخرية أسفل مقدمة السفينة.
بدورها، أعلنت هيئة قناة السويس، في بيان، أن الكراكات رفعت حتى الآن حوالي 27 ألف متر مكعب من الرمال حتى عمق 18 متراً، وأن أعمال التكريك والشد بالقاطرات ستستمر على مدار الساعة وفقاً لظروف المد والجزر واتجاه الرياح.
كانت سفينة الحاويات (إيفر غيفن) واجهت يوم الثلاثاء الماضي طقساً عاصفاً أثناء سفرها شمالاً في قناة السويس من الصين إلى مدينة روتردام الهولندية؛ ما أدى إلى جنوحها، وسد الممر المائي العالمي.
لكن رئيس هيئة قناة السويس، أسامة ربيع، نوّه إلى وجود فرضية "خطأ فني أو شخصي تسبب في جنوح السفينة، وستظهر هذه الأمور مع الانتهاء من التحقيقات الجارية بشأن الحادثة".