قالت وكالة ناسا الأمريكية للفضاء، الجمعة 26 مارس/آذار 2021، إن الجسم القريب من الأرض الذي كان يُعتقد أنه سيصطدم بكوكبنا في عام 2068، والذي أثار قلق ومخاوف علماء الفضاء لأكثر من 15 عاماً، لم يعد يمثل تهديداً على الأقل خلال المائة عام القادمة.
كانت الكتلة الصخرية الفضائية، البالغة 340 متراً، والتي تُسمى بكويكب أوفيس -سُمي نسبةً إلى "إله الفوضى المصري القديم"- تم التحدث عنها لأول مرة حينما تصدرت عناوين الصحف عام 2004، بعد أن أثار اكتشافها بعض التوقعات المقلقة بشأن المدار الذي تدور فيه، وأنها قد ترتطم بكوكب الأرض لاحقاً.
حيث كان من المفترض أن يقترب هذا الكويكب من الأرض بدرجة مخيفة عام 2029، ومرة أخرى عام 2036، لكن وكالة ناسا استبعدت منذ فترة أي فرصة للارتطام أثناء الاقتراب في هاتين المرتين، حيث إن عمليات الرصد الجديدة بالتلسكوب، الذي يبلغ طوله 230 قدماً، تشير إلى أن الارتطام استُبعد، وقد حُذف "أبوفيس" رسمياً من "قائمة مخاطر" الكويكبات التي أنشأتها وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا".
فيما أكد دافيد فارنوكيا، من مركز ناسا لدراسات الأجسام القريبة من الأرض (CNEOS)، والذي يديره مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في جنوب مدينة كاليفورنيا الأمريكية، أن "تأثير عام 2068 لم يعد في نطاق الاحتمالات بعد الآن، ولا تُظهر حساباتنا أي خطر تصادم على مدى المائة عام القادمة على الأقل".
احتمال الارتطام مع الأرض عام 2068
لكنّ ثمة احتمالاً للارتطام مع كوكب الأرض في عام 2068 لا يزال يلوح في الآفاق، حسب تقرير نشرته صحيفة The Guardian البريطانية، السبت 27 مارس/آذار 2021.
يشار إلى أن العلماء تمكنوا من تدقيق مدار أبوفيس حول الشمس بفضل عمليات الملاحظة في مطلع شهر مارس/آذار الجاري، عندما مر الكوكب داخل المدار على مسافة 17 كم.
أبوفيس سيقترب على بُعد 32 ألف كم من الأرض في 13 أبريل/نيسان 2029، مما منح علماء الفضاء فرصة رؤيته جيداً. ويُعدّ هذا عُشر المسافة إلى القمر وأقرب من أقمار الاتصالات التي تدور حول الأرض على مسافة 36 ألف كم.
تأثيره يعادل 880 مليون طن من مادة (TNT)
تجدر الإشارة إلى أن عرض أبوفيس يبلغ أكثر من 1000 قدم، وسيكون تأثيره يعادل 880 مليون طن من مادة ثلاثي نيتروتولوين (TNT) التي تنفجر دفعة واحدة.
هذا الكويكب ينتمي إلى مجموعة تسمى بعائلة أثينا. ولا تنتمي هذه المجموعة لحزام الكويكب ويقضون معظم أوقاتهم داخل مدار الأرض، مما يجعلهم يدورون بين كوكبنا والشمس. وعلى الرغم من العثور على معظم الكويكبات في حزام الفضاء بين المريخ والمشتري، لكنها لا تدور هناك.
في سياق آخر، توقعت "ناسا" القيام بأول رحلة جوية على كوكب المريخ من خلال طائرة مروحية بدون طيار سوف تحلق وتهبط من مطار صغير على سطح الكوكب الأحمر في أوائل أبريل/ نيسان المقبل، إذ نجحت في نقل المروحية الصغيرة إلى سطح المريخ بواسطة مركبة برسفيرنس، والتي هبطت بشكل دراماتيكي في منطقة جيزيرو كراتر، قبل ما يزيد عن شهر.