أعلن الرئيس الأمريكي جو بايدن، الجمعة 26 مارس/آذار 2021، أن بلاده تبحث كيفية المساعدة في حل الوضع بقناة السويس، في ظل استمرار أزمة جنوح سفينة الحاويات العملاقة التي تغلق الممر الملاحي العالمي، مشيراً إلى امتلاكهم معدات وإمكانات ليست متوافرة لدى معظم الدول.
فيما سبق أن أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، أنها عرضت المساعدة بشأن السفينة الجانحة في قناة السويس، لافتة إلى أنها تنتظر تقديم الدعم لأي طلب محدد تتلقاه.
إدارة بايدن تتوقع بعض التأثير للسفينة العالقة
كانت المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، قد صرّحت، الجمعة، بأن إدارة بايدن تتوقع بعض التأثيرات للسفينة الجانحة في قناة السويس على أسواق الطاقة، وأنها ستستجيب للأمر إذا اقتضت الحاجة، مشيرة إلى أنهم يراقبون الوضع في قناة السويس عن كثب، ويسعون لتقديم المساعدة للقاهرة، خاصةً أنهم على تواصل مباشر مع السلطات المصرية في هذا الصدد.
حيث عبّرت ساكي عن تفهُّمهم أن المسؤولين المصريين يعملون على إزالة الناقلة في أسرع وقت ممكن ومواصلة حركة المرور، مضيفة: "كجزء من حوارنا الدبلوماسي النشط مع مصر، عرضنا على السلطات المصرية المساعدة في إعادة فتح القناة".
مصر ترحب بعروض المساعدة الدولية
إلى ذلك، رحبت مصر بعروض المساعدة الدولية في جهود إعادة تعويم سفينة الحاويات الجانحة في قناة السويس منذ 5 أيام، وضمن ذلك عرض أمريكي وآخر من تركيا.
فقد قالت هيئة قناة السويس، في بيان، إنه "اتصالاً بالجهود المبذولة حالياً لتعويم سفينة الحاويات، تُثمن هيئة قناة السويس ما تقدّمت به الولايات المتحدة من عرض للمساهمة في تلك الجهود"، معربة عن "صادق الامتنان لكل ما تلقته من عروض للمساعدة في هذا الشأن"، ومؤكدةً حرصها على انتظام حركة الملاحة العالمية بالقناة في أقرب وقت.
يشار إلى أن وزير النقل التركي، قره إسماعيل أوغلو، كان قد أعلن استعداد بلاده لتقديم المساعدة في جهود تعويم السفينة الجانحة، منوهاً إلى أن أنقرة تمتلك سفينة قادرة على تنفيذ عمليات كبيرة مثل إعادة التعويم.
فشل محاولات إعادة تعويم السفينة
كانت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (BSM) المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة التي تغلق قناة السويس، قد أعلنت، مساء الجمعة 26 مارس/آذار 2021، فشل محاولة جديدة لإعادة تعويم السفينة، وذلك رغم جهود فرق الإنقاذ التي تعمل على إزاحة السفينة.
الشركة أضافت في بيان، أنه من المتوقع جلب مزيد من المعدات؛ للمساعدة في جهود تعويم السفينة، حيث إن فريق إنقاذ هولندياً من شركة سميت سالفيدج أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان، الأحد 28 مارس/آذار الجاري؛ للمساعدة في تلك الجهود المستمرة، منوهة إلى أن "التركيز الآن على التجريف لإزالة الرمال والطين من حول الجانبين الأيمن والأيسر من مقدمة السفينة".
من جانبه، عبّر مارتين شوتيفير، المتحدث باسم شركة بوسكاليس التي تعمل الآن على إزاحة السفينة، عن أمله في إعادة تعويم الحاوية العملاقة بحلول ليلة السبت، لكن من غير المرجح أن تنجح الجهود الحالية، مضيفاً: "تقييمنا هو أنه يجب القيام بأكثر مما يحدث الآن للحصول على فرصة جيدة، ونحن الآن مشغولون جداً بالتعويضات المسبقة".
يشار إلى أن شركة SMIT Salvage، الشقيقة لشركة بوسكاليس، تعمل على تحرير السفينة الموجودة في قناة السويس.
تجريف 87% من الرمال المحيطة بالسفينة
كانت هيئة قناة السويس قد أعلنت، الجمعة، تجريف نحو 87% من الرمال المحيطة بمقدمة السفينة الجانحة منذ 4 أيام، مؤكدة في بيان، أن "تلك الأعمال تتم بمراعاة أقصى معايير الأمان الملاحي، للحفاظ على مسافة آمنة تقدر عند أقرب نقطة مسموح بها للاقتراب من السفينة بنحو 10 أمتار".
الهيئة الحكومية المصرية نوّهت إلى أنها تهدف إلى تجريف ما بين 15 و20 ألف متر مكعب من الرمال المحيطة بمقدمة السفينة، مُشيدة بعروض المساعدة الدولية في جهود التعويم، ومن ضمنها عرض من تركيا وآخر من الولايات المتحدة.
البحرية الأمريكية تعدل عملياتها
إلى ذلك، أعلن مسؤولون بوزارة الدفاع الأمريكية، في تصريحات لشبكة CNN، أن الناقلة العملاقة العالقة في قناة السويس قد تؤثر الآن على عمليات البحرية الأمريكية بالمنطقة، موضحين أن حاملة الطائرات الأمريكية "يو إس إس دوايت أيزنهاور" لن تدخل قناة السويس، حيث كان من المقرر مبدئياً عبور الممر المائي اليوم السبت 27 مارس/آذار 2021.
إذ أكد المسؤولون الأمريكيون أن خطة العبور في 27 مارس/آذار كانت مؤقتة قبل الوضع الحالي، مضيفين: "في الوقت الحالي على الأقل، من غير المرجح أن تخوض حاملة الطائرات رحلة أطول إلى الشرق الأوسط من خلال الإبحار حول إفريقيا".
تجدر الإشارة إلى أن البحرية الأمريكية بالشرق الأوسط تتوقع إرسال فريق تقييم من خبراء التجريف إلى قناة السويس، في أقرب وقت، اليوم السبت، لتقديم المشورة للسلطات على الأرض بشأن خيارات محاولة تعويم الناقلة.
يأتي نقل فريق التقييم الأمريكي إلى قناة السويس، بعد موافقة الحكومة المصرية على قبول عرض مساعدة تم نقله عن طريق السفارة الأمريكية بالقاهرة.
تفاقم مشكلات خطوط النقل البحري
يشار إلى أن السفينة (إيفرغيفن) تسد حركة المرور في كلا الاتجاهين عبر إحدى أكثر القنوات ازدحاماً في العالم لشحن النفط والحبوب وغيرها بين آسيا وأوروبا، وسط تخوفات من تأثر سلاسل الإمداد.
كانت وكالة رويترز قد نقلت، الخميس 25 مارس/آذار 2021، عن مصادر بقطاع الشحن، قولها إنَّ توقف حركة المرور بقناة السويس يؤدي إلى تفاقم مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطراباً وتأخيرات في توريد السلع للمستهلكين، بخلاف هبوط أسعار النفط ثلاثة دولارات للبرميل حتى الآن.
سبق أن أعلنت هيئة قناة السويس، ظهر الخميس، تعليق حركة الملاحة في الممر المائي إلى حين نجاح محاولات تعويم السفينة، الجانحة منذ صباح الثلاثاء.
يذكر أن السفينة تحمل على متنها 224 ألف طن من حاويات البضائع، قادمة من الصين باتجاه روتردام الهولندية؛ ويبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً.
جاء ذلك بعدما انحرفت السفينة صباح الثلاثاء عن مسارها، وجنحت على ضفتي الممر المائي في قناة السويس، بسبب انعدام الرؤية الأفقية، لسوء الأحوال الجوية التي تشهدها مصر منذ يوم الإثنين الماضي.
جدير بالذكر أنه عبرت القناة خلال العام الماضي، 18 ألفاً و928 سفينة بإجمالي حمولات صافية 1.17 مليار طن، "ثاني أعلى حمولة صافية في تاريخ القناة"، بحسب بيانات سابقة لهيئة قناة السويس.
ويمر عبر قناة السويس نحو 12% من إجمالي التجارة العالمية.