قالت صحيفة Washington Post الأمريكية في تقرير نشرته يوم الجمعة 26 مارس/آذار 2021 إن أعداد المهاجرين وطالبي اللجوء الذين وصلوا أوروبا في عام 2020 هي الأقل خلال العقد الماضي وذلك وفق تقرير نشرته وكالة الهجرة التابعة للأمم المتحدة.
كذلك قالت الأمم المتحدة إنه رغم قلة الوافدين من اللاجئين لكن الوفيات وحالات الاختفاء في الطرق البحرية لا تزال مرتفعةً بدرجةٍ تُنذر بالخطر، مع استعادة القليل من تلك الجثث فقط وصعوبة التعرف على هوية الضحايا.
دخول أوروبا بشكل منتظم
إذ إنه من بين 93 ألف شخص دخلوا أوروبا بشكلٍ غير منتظم في عام 2020 فعل 92% منهم ذلك عبر غرب ووسط وشرق البحر المتوسط، إلى جانب المحيط الأطلسي قبالة شواطئ غرب إفريقيا عبر جزر الكناري الإسبانية على متن قوارب غير صالحة للإبحار.
كما زاد الواصلون إلى جزر الكناري، التي تُعتبر جزءاً من منطقة الشنغن، بنسبة 750% العام الماضي. وقد ارتفع الرقم بالفعل قبل تفشي الجائحة، في أعقاب فرض ضوابط حدودية أكثر صرامة وعمليات الاعتراض داخل المتوسط بواسطة دول شمال إفريقيا. لكن كوفيد-19 كان "بمثابة المُضاعِف للعوامل القائمة التي تُشجع الهجرة عبر هذا الطريق" وفقاً للتقرير.
أما الطرق البحرية شديدة الخطورة. فقد أكّد مشروع المهاجرين المفقودين التابع لمنظمة الهجرة الدولية وفاة أو اختفاء نحو 2,300 شخص العام الماضي. وهذا الرقم هو أكبر من مثيله عام 2019 حين جرى تسجيل نحو 2,095 ضحية، وأقل قليلاً من عام 2018 الذي شهد تسجيل 2,344 ضحية.
لاجئون قادمون من ليبيا
بينما شهدت منطقة وسط البحر الأبيض المتوسط شمال ليبيا وفاة 984 شخصاً عام 2020. وفي الوقت ذاته بالمحيط الأطلسي على طريق جزر الكناري، جرى تسجيل 849 ضحية، أي أكثر بأربع مرات من أعداد الضحايا المسجلة في السنوات الست السابقة بحسب التقرير.
كما قالت منظمة الهجرة الدولية إنّه تم توثيق وفاة 300 من طالبي اللجوء والمهاجرين إلى أوروبا في الممرين البحريين العام الجاري بالفعل.
في أحدث الوقائع بجزر الكناري، لقي ثلاثة أشخاص على الأقل مصرعهم أمس الجمعة بعد انقلاب قارب متكدس بالمهاجرين جنوب جزيرة تنريفي. ونجح المنقذون الإسبان في إخراج 41 شخصاً من المياه بمساعدة سفينة صيد قريبة، كما انتشلوا جثتي رجلٍ وامرأة وفقاً للمتحدث باسم خدمة الإنقاذ البحري الإسبانية.
بيانات غير كاملة
من جانبها أقرت منظمة الهجرة الدولية بأنّ بياناتها غير كاملة. وأضافت أنّ حالات "السفن الغارقة الخفية" المزعومة، حيث تختفي سفنٌ كاملة دون ناجين، هي أمرٌ مثيرٌ للقلق على نحوٍ خاص.
في حين لم يتضمن التقرير عن أعداد الوفيات في عام 2020 تسع حالات من "السفن الغارقة الخفية" التي جرى الإبلاغ عنها في البحر المتوسط والمحيط الأطلسي العام الماضي، وعلى متنها المئات من الضحايا المحتملين الإضافيين، وفقاً لبيانات المنظمة الدولية للهجرة التي حصلت عليها وكالة Associated Press الأمريكية في هذا الصدد.