قالت صحيفة New York Post الأمريكية، الجمعة 26 مارس/آذار 2021، إنه ربما تتحوّل أزمة السفينة الضخمة التي تسد ممر قناة السويس إلى مشكلة كارثية في المراحيض، حيث تُشير التقارير إلى أنّها قد تُسبّب نقصاً في ورق التواليت لم نشهده منذ الأيام الأولى لجائحة فيروس كورونا.
إذ اعتذر مالك السفينة العملاقة بوزنها الذي يبلغ 200 ألف طن، وجنحت بسبب الرياح العاتية الأسبوع الجاري، عن التأخيرات الكبيرة التي سببت أزمةً في التجارة العالمية.
أزمة ورق التواليت تلوح في الأفق
لكن الأمور يُمكن أن تسوء حقاً إذا حدثت أزمة ورق التواليت، في ظل وقوف أسطول من سفن الشحن عالقاً خلف السفينة الضخمة.
بينما قال والتر شالكا، الرئيس التنفيذي لشركة لباب الخشب (الورقي) البرازيلية Suzano SA، لوكالة Bloomberg الأمريكية، إنّ الشركة تُعاني، من أجل نقل المواد الخام اللازمة لصنع ورق التواليت، بسبب التأخيرات.
تأتي أزمة قناة السويس في خضم نقص حاويات الشحن القائم نتيجة زيادة الطلب في الصين وانخفاض الإمدادات، بحسب تقرير صحيفة Express البريطانية.
يشعر شالكا بالقلق من أنّ مشكلات الشحن سوف تزداد سوءاً، مما سيُؤدّي إلى تعطيلات كُبرى في تجارة اللباب الورقي، قد تُؤثّر على إمدادات ورق التواليت في حال عدم امتلاك المُنتجين للمخزون الكافي، وفقاً للوكالة الأمريكية.
تُمثّل الشركة البرازيلية، من مقرها في ساو باولو، نحو ثلث إمدادات العالم من لباب الخشب الصلب. وتمُر نحو 50 سفينة عادةً عبر قناة السويس كل يوم، لكنّها تعطلت منذ جنوح السفينة المسجلة في تايوان، ما يهدد بأزمة في ورق التواليت.
مليارات الدولارات خسائر أسبوعياً
من جهة أخرى، خلصت دراسة أجرتها شركة التأمين الألمانية "،أليانز"، الجمعة، إلى أن سفينة الحاويات التي توقف حركة المرور في قناة السويس قد تكلف التجارة العالمية ما بين ستة مليارات وعشرة مليارات دولار أسبوعياً.
خلصت الدراسة التي أجرتها أكبر شركة تأمين في أوروبا، أيضاً، إلى أن كل أسبوع يمر على هذه الحالة من التوقف يقتطع نحو 0.2% إلى 0.4% نقطة مئوية من النمو السنوي للتجارة.
كتب معدو الدراسة: "المشكلة تكمن في أن التكدس بقناة السويس هو القشة التي تقصم ظهر التجارة العالمية. من البداية، تطول مدد التسليم بالنسبة للموردين منذ بداية العام، وهي الآن أطول في أوروبا منها في وقت بلوغ جائحة كوفيد-19 ذروتها".
كما قالت الدراسة، إن الأثر السلبي على طول فترات التسليم يتضاعف في الولايات المتحدة، إذ تُستنزف المخزونات بفعل توقعات بأن حزمة الرئيس جو بايدن الضخمة للتحفيز ستدعم الطلب.
فشل محاولة جديدة لتعويم السفينة
كثفت قناة السويس، الجمعة، الجهود لتحرير سفينة الحاويات الضخمة العالقة وإنهاء توقف تسبب في قفزة بأسعار الشحن في ناقلات الوقود واضطراب بسلاسل الإمداد العالمية.
فيما أعلنت شركة برنارد شولت شيب مانجمنت (بي.إس.إم)، المشغلة لسفينة الحاويات الجانحة التي تغلق ممر قناة السويس، فشل محاولة لإعادة تعويم السفينة، الجمعة.
قالت الشركة، إن فريق إنقاذ هولندياً من شركة سميت سالفيدج، أكد أن قاطرتين إضافيتين ستصلان يوم 28 مارس/آذار؛ للمساعدة في جهود إعادة تعويم السفينة. وأضافت (بي.إس.إم) في بيان: "التركيز الآن على التجريف لإزالة الرمال من حول الجانبين الأيمن والأيسر من مقدمة السفينة".
كما أوضح البيان، أن كراكة يمكنها نقل ألفي متر مكعب من المواد في الساعة، وصلت أمس الخميس، وجارٍ اتخاذ الترتيبات لاستئناف الجهود اللازمة لإعادة تعويم السفينة.
فيما قالت (بي.إس.إم)، إن التحقيقات الأولية تشير إلى أن السفينة جنحت بسبب رياح قوية، وتستبعد أي عطل ميكانيكي أو في المحركات عندما كانت السفينة تعبر قناة السويس وعلى متنها اثنان من مرشدي هيئة قناة السويس. وقالت إن أفراد طاقم السفينة وعددهم 28 وجميعهم من الهند، ما زالوا على متنها وبصحة جيدة.