كورونا يسبب أزمة بالأردن.. المقابر تعاني ضغطاً بسبب عدد الوفيات، ومطالبات بتحويل المدارس لمستشفيات

عربي بوست
تم النشر: 2021/03/25 الساعة 08:39 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/03/25 الساعة 08:40 بتوقيت غرينتش
صورة من أحد المستشفيات بالأردن - رويترز

يجد موظفون إداريون في أكبر مقبرة بالأردن أنفسهم أمام ضغط كبير في الوقت الذي يصطف فيه أقارب ضحايا فيروس كورونا في طابور طويل لسداد رسوم قبور لدفن ذويهم المتوفين، في ظل ما تشهده البلاد من ارتفاع قياسي في عدد الوفيات الناجمة عن مرض "كوفيد-19". 

في يوم واحد شهدت المقبرة الواقعة في ضواحي العاصمة عمان دفن ما لا يقل عن 50 جثة، غداة إعلان وزارة الصحة وفاة 109 أشخاص جراء الإصابة بكورونا، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، في أكبر حصيلة يومية يسجلها الأردن.

من جانبه، قال أحمد جابر، وهو أحد الموظفين في مقبرة سحاب، بينما يكمل كتابة فاتورة بقيمة 50 ديناراً (70 دولاراً) مقابل قطعة أرض في مقابر بلدية عمان، "ما عنا (عندنا) وقت نحك روسنا (رؤوسنا) مش قادرين نقعد".

وسجل الأردن أعداداً أكبر، مقارنة بمعظم جيرانه، في الإصابات والوفيات جراء فيروس كورونا بعد زيادة كبيرة في الشهرين الماضيين بسبب انتشار سريع لسلالة فيروس كورونا التي اكتُشفت لأول مرة في بريطانيا، بعد شهور من النجاح في السيطرة على تفشي الفيروس.

وقالت الحكومة إن 3334 مصاباً يعالجون في مستشفيات تواجه أزمة نظراً لأن بعض عنابر العزل امتلأت عن آخرها، خاصة في العاصمة والمحافظات المحيطة حيث يقطن أكثر من 60% من سكان المملكة الذين يقدر عددهم بنحو 10 ملايين نسمة.

القطاع الصحي في خطر 

من جهته، قال فوزي الحموري، رئيس جمعية المستشفيات الخاصة: "نأمل ألا يستمر عدد الإصابات اليومي بهذا الشكل؛ لأنه إذا استمر سيكون هناك مشكلة حقيقية في توفير أسِرّة العزل والعناية المركزة".

وبلغت نسبة الإشغال في عنابر العزل في 27 مستشفى خاصاً 90% في حين كانت نسبة الإشغال في وحدات الرعاية الفائقة 78% في العاصمة وما حولها.

وتدرس المستشفيات الخاصة تعليق الجراحات والإجراءات الطبية غير العاجلة ووقف العمل في العيادات الخارجية، وهي خطوات اتخذتها المستشفيات الحكومية هذا الشهر لتوفير مزيد من الأماكن لمصابي فيروس كورونا بالأردن.

واقترح بعض المسؤولين أن تستخدم الحكومة الملاعب الرياضية وأن تجدد المستشفيات العتيقة أو تضع أسِرة في المدارس.

وقال وزير الداخلية والقائم بأعمال وزير الصحة مازن الفراية إن معدلات الإصابة تتجه صوب تسجيل مزيد من الارتفاع.

وتجنب رئيس الوزراء بشر الخصاونة حتى الآن فرض عزل عام لمدة أسبوعين وفقاً لتوصيات الأطقم الطبية تفادياً للضرر الذي قد يلحق بالاقتصاد.

ومددت الحكومة هذا الشهر حظر التجول الليلي وأمرت بفرض إغلاق عام طوال أيام الجمعة، وتشديد عقوبات انتهاك قواعد التباعد الاجتماعي.

عنابر الطوارئ مكدسة

فيما قال إسلام مسّاد، مدير مستشفى الجامعة الأردنية، إن عنبر عزل مرضى كوفيد-19، الذي يضم مئة سرير، امتلأ عن آخره على مدى الأسبوع الماضي، مضيفاً أن الأطقم الطبية تكافح لإبقاء هؤلاء المرضى بعيداً عن غيرهم من المصابين بأمراض خطيرة.

وقال أحمد السعافين، رئيس قسم الطوارئ: "أتمنى نقدر نسيطر على هذا الوباء وأتمنى الأعداد تخف؛ لأن الوضع الحالي صعب".

وكشفت البيانات الرسمية أن الوضع أفضل قليلاً خارج البلدات الكبيرة، حيث يتراوح إشغال وحدات الرعاية الفائقة بين 30 و50%.

لكن الثقة في خدمات الصحة العامة بلغت مستويات شديدة التدني بسبب الإهمال الجسيم الذي تسبب في وفاة تسعة معظمهم مرضى كوفيد-19 هذا الشهر نتيجة انقطاع الأوكسجين في أحد المستشفيات. ويقول سياسيون إن هذا الحادث يعني أن الخصاونة يواجه أصعب تحد منذ تعيينه في أكتوبر/تشرين الأول الماضي.

ودفع الغضب بسبب الأزمة، التي أدت لارتفاع البطالة إلى مستوى قياسي بلغ 24%، المئات للخروج إلى الشوارع في وقت سابق من الشهر الجاري، متحدين حظر التجول للمطالبة بعزل الخصاونة.

تحميل المزيد