لاتزال أزمة قناة السويس متواصلة بسبب سفينة الحاويات "إيفر غيفن" التي أدى جنوحها لتوقف حركة المرور لثلاث أيام متواصلة و استؤنفت، صباح الخميس 25 مارس/آذار 2021، جهود تعويمها مع ارتفاع المد بعد توقفها مساء الأربعاء، حيث عملت خمسة زوارق قَطر على جر السفينة إلى مياه أعمق، وفقاً لبيانات تتبع السفن.
آخر تطورات السفينة العالقة بقناة السويس
وكالة "بلومبرغ" الدولية نقلت عن مسؤولين في قناة السويس قولهم، الخميس، إن طواقم الإنقاذ علقت عمليات تعويم السفينة مساء الأربعاء، على أن تستأنف صباح اليوم، وأبلغ مسؤولون في الهيئة الوكالة بأن طواقم إنقاذ جديدة ستصل إلى موقع السفينة الجانحة خلال وقت لاحق الخميس، لتسريع عمليات التعويم.
وتشير بيانات متطابقة لكل من بلومبرغ، و"ريفينيتيف أيكون" المتتبعة لحركة الملاحة البحرية عالمياً، إلى أن قرابة 180 سفينة عالقة بين طرفي القناة على البحرين الأحمر والمتوسط.
وتظهر برمجيات تتبع السفن خمسة زوارق قطر تحيط بالسفينة وثلاثة أخرى تتجه نحوها. لكن نظام تحديد المواقع (جي.بي.إس) الخاص بالسفينة يظهر أنه لم يطرأ سوى تغيرات طفيفة على وضع إيفر غيفن في الساعات الأربع والعشرين الماضية.
فيما تتجمع عند طرفي القناة عشرات السفن، ومنها حاويات كبيرة أخرى وناقلات نفط وغاز وسفن نقل حبوب، مما خلق واحداً من أسوأ وقائع اختناق حركة الشحن في سنوات، لكن رئيس هيئة قناة السويس أسامة ربيع أبلغ وسائل الإعلام بأنه على الرغم من ذلك، فإن بعض السفن تمكنت من التحرك جنوباً، وأن جهود تعويم إيفر غيفن مستمرة.
أضاف ربيع: "بس إن شاء الله لما نخلص هنشتغل 24 ساعة، مش هنشتغل بقى قافلة واحدة من الجنوب وقافلة واحدة من الشمال، هنشتغل قافلتين أو تلاتة لحد ما نخلص المراكب".
فيما اعتذرت شركة "شوي كيسن" اليابانية التي تملك سفينة حاويات عالقة في قناة السويس اليوم الخميس، وقالت إنها تعمل على حل الموقف، وقالت في بيان إن جنوح السفينة لم يسفر عن إصابات أو تسرب نفطي.
أزمة في حركة الملاحة
وتعوق الآن حركة الملاحة في كلا الاتجاهين في واحد من أكثر ممرات شحن السلع والنفط والحبوب والمنتجات الأخرى ازدحاماً في العالم، والذي يربط بين آسيا وأوروبا.
فيما أصدرت شركة وكالة الخليج مصر المحدودة للملاحة (جي.إيه.سي) مذكرة لعملائها الليلة الماضية قالت فيها إن جهود تعويم السفينة باستخدام زوارق قطر مستمرة، لكن ظروف الرياح وحجم السفينة الكبير "يعرقلان العملية".
ويقول خبراء شحن إنه إذا لم يجر التغلب على ذلك التوقف في حركة الملاحة بالقناة خلال 24 إلى 48 ساعة، فقد تضطر بعض شركات الشحن إلى جعل سفنها تسلك طريق رأس الرجاء الصالح عبر حافة أفريقيا الجنوبية، وهو ما يطيل مدة الرحلة أسبوعاً تقريباً.
من جهتها، قالت هيئة قناة السويس، في بيان، إن السفينة إيفر غيفن جنحت صباح الثلاثاء، وهو ما "يعود بشكل أساسي إلى انعدام الرؤية الناتجة عن سوء الأحوال الجوية نظراً لمرور البلاد بعاصفة ترابية… مما أدى إلى فقدان القدرة على توجيه السفينة ومن ثم جنوحها".
وارتفعت حدة التخوفات، خاصة في أوروبا، من احتمالية تأخر إعادة السفينة لمسارها، ما يفتح الباب لفرضية نقل حركة الملاحة مؤقتاً إلى رأس الرجاء الصالح (جنوب إفريقيا)، وما لذلك من تبعات مالية وأخرى مرتبطة بتأخر الطلبيات.
سفينة إيفر غيفن العالقة بقناة السويس
وسفينة الحاويات التي تعرضت للجنوح، يبلغ طولها 400 متر وعرضها 59 متراً وحمولتها 224 ألف طن، وكانت في رحلة قادمة من الصين باتجاه روتردام الهولندية.
في حين أن جنوح السفن هو السبب الشائع لحوادث الشحن البحري في القناة، وقد شهدت الأعوام العشرة الأخيرة 25 حادثاً من ذلك النوع، وفقاً لـ"أليانز غلوبال كوربريت".
وقناة السويس التي تعتبر من أهم القنوات والمضائق حول العالم، هي أقصر طرق الشحن بين أوروبا وآسيا، وتعد من المصادر الرئيسية للعملة الصعبة لمصر، ويمر نحو 30% من حاويات الشحن في العالم يومياً عبر قناة السويس البالغ طولها 193 كيلومتراً، ونحو 12% من إجمالي التجارة العالمية لجميع السلع.