قال ينس ستولتنبرغ، الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، الأربعاء 24 مارس/آذار 2021، إنه يتعيَّن على حلف الناتو أن يوحِّد قواه مع الدول الصديقة في جميع أنحاء العالم لمواجهة القوة المتنامية للصين، في الوقت الذي توحِّد فيه الدول الغربية صفوفها ضد بكين.
حسب تقرير صحيفة The Times البريطانية، الخميس 25 مارس/آذار، فإن هذا التحذير جاء في الوقت الذي التقى فيه ممثِّلو الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي لمناقشة سلوك بكين "العدواني والقسري"، بعد أيامٍ من تنسيق الغرب عقوباتٍ ضد مسؤولين متورِّطين في حملة اضطهاد الإيغور في مقاطعة شينجيانغ الشمالية الغربية.
الصين تمارس "الإكراه" ضد جيرانها
إذ قال الأمين العام لحلف الناتو إن الصين استخدمت الإكراه ضد جيرانها، و"ربما الأهم من ذلك أنها دولةٌ لا تشاركنا القيم نفسها".
كما أضاف ستولتنبرغ أن حلف الناتو كان يبحث بشكلٍ عاجلٍ عن طرقٍ "للعمل بشكلٍ أوثق مع الشركاء، سواء في جيراننا أو في منطقة آسيا والمحيط الهادئ، للتعامل مع صعود الصين". وأضاف أن الناتو لا يعتبر الصين خصماً كاملاً، لكن صعودها كانت له "عواقب مباشرة على أمننا".
بينما دعا وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الذي حضر اجتماع حلف الناتو في بروكسل، إلى وحدة الغرب. وقال: "ليس هناك شكٌّ في أن سلوك بكين يهدِّد أمننا الجماعي وازدهارنا"، وأن بكين "تعمل بحيويةٍ لتقويض قواعد النظام الدولي والقيم التي نتشاركها نحن وحلفاؤنا".
إذ كان بلينكن يزور مقر الاتحاد الأوروبي والناتو للمرة الأولى في منصبه الحالي، بينما كانت بروكسل تترنَّح من هجوم الصين المضاد. وبعد ساعاتٍ من إعلان الاتحاد الأوروبي عقوبات هذا الأسبوع ضد أربعة مسؤولين صينيين، بالتوازي مع إجراءاتٍ من الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا، فرضت بكين حظراً على السفر والتجارة على أعضاء البرلمان والأكاديميين والسفراء والمراكز الفكرية التي تنتقد سجلها في مجال حقوق الإنسان.
واشنطن تدعو إلى وحدة حلف الناتو في مواجهة بكين
صَدَمَ ردُّ الفعل القادة الأوروبيين، الذين تعهَّدوا على الفور بإلغاء صفقة استثمارٍ مع الصين إذا لم تُسحَب العقوبات المضادة. وفَتَحَ الخلاف الباب أمام اتجاه بلينكن لمزيدٍ من التنسيق الاقتصادي والعسكري والتكنولوجي بين الدول الغربية لمواجهة بكين.
قال بلينكن: "عندنا نتحرَّك معاً، نكون أقوى بكثير وأكثر فاعلية بكثير مِمَّا لو كان أيُّ فردٍ منَّا يتصرَّف بمفرده". وأشار إلى أن الولايات المتحدة تمثِّل حوالي 25% من الناتح المحلي الإجمالي العالمي، ولكن النسبة تصل إلى 60% إذا عملت الولايات المتحدة بالتنسيق مع حلفائها في أوروبا وآسيا. وقال: "من الصعب على بكين تجاهل الأمر".
في رسالةٍ إلى البرلمان الأوروبي الأسبوع الماضي، حثَّ ستولتنبرغ بروكسل على إصلاح تحالفها مع واشنطن، والوقوف في وجه "التنمُّر" الصيني.
بينما تبحث الصين أيضاً عن حلفاء، وقد قدَّمَ وزيرا خارجية روسيا والصين عرضاً للوحدة في مدينة غويلين الصينية، وانضمَّ سيرغي لافروف إلى وانغ يي للتنديد بـ"العقوبات الغربية أحادية الجانب"، مُدَّعياً أن بروكسل دفعت موسكو إلى تحالفٍ جديدٍ مع بكين.
عقوبات متبادلة بين الصين والغرب
فقد فرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وبريطانيا وكندا عقوبات على مسؤولين صينيين، الإثنين 22 مارس/آذار، بسبب انتهاكات حقوق الإنسان في شينجيانغ، وذلك في أول تحرك غربي منسق ضد بكين، في ظل إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
بينما ردت بكين فوراً بإجراءات عقابية ضد الاتحاد الأوروبي، بدت أوسع نطاقاً، فأدرجت على القائمة السوداء مشرعين ودبلوماسيين أوروبيين ومراكز أبحاث، بما في ذلك عائلات، ومنعت شركاتهم من التجارة مع الصين.
وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قال في بيان قبل اجتماعاته مع وزراء خارجية الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي (حلف الناتو) في بروكسل "وسط إدانة دولية متزايدة، تواصل (الصين) ارتكاب الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية في شينجيانغ".
كما قالت وزارة الخارجية الكندية "تشير أدلة متزايدة إلى انتهاكات منهجية لحقوق الإنسان من جانب السلطات، تقودها الدولة".
فيما يقول نشطاء وخبراء في مجال حقوق الإنسان بالأمم المتحدة إن مليون مسلم على الأقل معتقلون في مخيمات في شينجيانغ. ويتهم النشطاء وبعض السياسيين الغربيين الصين باستخدام التعذيب والسخرة وعمليات التعقيم. وتنفي الصين أي انتهاكات لحقوق الإنسان في شينجيانغ، وتقول إن مخيماتها تقدم تدريباً مهنياً، وإنها ضرورية لمكافحة التطرف.