قالت صحيفة The Daily Mail البريطانية، الخميس 25 مارس/آذار 2021، إن دولة نيوزيلندا وافقت على منح إجازة مدفوعة الأجر للعاملات اللواتي يعانين بعد حالات الإجهاض أو وفاة المولود، وذلك في أول قانون يعفي النساء الثكالى من اللجوء للإجازات المرضية.
حيث سيُسمَح للأمهات العاملات وشركائهن في نيوزيلندا بأخذ إجازة مدفوعة الأجر، في حالة التعرض للإجهاض، أو الإملاص (ولادة الجنين ميتاً)، بعد تصويت المُشرِّعين بالإجماع، يوم الأربعاء 24 مارس/آذار الجاري، على ما يُعتقَد أنه أحد الأحكام الأولى من نوعها في العالم.
استحقاق الفقدان يمنح الموظفات في جميع أنحاء البلاد إجازة مدفوعة الأجر لمدة 3 أيام عندما ينتهي الحمل بالإملاص، بدلاً من إجبارهن على استخدام إجازتهن المرضية.
في انتظار الموافقة الملكية
يشار إلى أنه من المتوقّع أن يحصل مشروع القانون على الموافقة الملكية بعد اجتياز مرحلته النهائية في البرلمان.
يأتي هذا القرار بعد أكثر من عام من إلغاء تجريم الدولة للإجهاض، في موقف مغاير لموقف معظم دول العالم المتقدم.
من جهتها، قالت المُشرِّعة جيني أندرسن إنه يجب الاعتراف بميلاد جنين ميت من خلال إجازة مخصصة للفجيعة، لكن الوصمة التي تحيط بالقضية تعني أنَّ الكثير من الناس كانوا مترددين في مناقشتها، مضيفة: "الحزن الذي يأتي مع الإجهاض ليس مرضاً. إنها خسارة، وهذه الخسارة تستغرق وقتاً للتعافي جسدياً، ووقتاً للتعافي عقلياً".
استحقاق الإجازة
أندرسن أشارت إلى أن "استحقاق الإجازة يمتد إلى شريك المرأة إذا تعرضت للإجهاض، وكذلك للأشخاص الذين كانوا يحاولون إنجاب طفل من خلال تأجير الأرحام"، مشدّدة على أن "هذا القانون الجديد يمثل امتداداً لدور البرلمان النيوزيلندي في ريادة حقوق المرأة، ولاسيما حقوق التصويت والمساواة في الأجور".
المُشرِّعة النيوزيلندية أضافت: "لا يسعني إلا الأمل أنه في حين أننا قد نكون أحد الأوائل، لكننا لن نكون الأخيرين، وأن تبدأ الدول الأخرى أيضاً في سَن تشريعات لنظامِ إجازة عطوفٍ وعادلٍ، يعترف بالألم والحزن الناجمين عن الإجهاض وولادة جنين ميت".
كسر الصمت
بدورها، قالت النائبة عن حزب الخُضر، جان لوجي، إن "التغيير سيساعد على كسر الصمت الذي تمر به النساء بعد الإجهاض"، مشيرة إلى أن "هذا الصمت الذي تسبَّب في الكثير من الأذى بدأ ينكسر جزئياً بفضل هذا النقاش واهتمام البرلمان"، وقالت إنه "حدث طبيعي؛ إذ تتعرض نحو 20 ألف امرأة للإجهاض أو الإملاص كل عام".
فيما لفتت النائبة جان إلى أنها "تجربة طبيعية للغاية، لكن الطبيعي لا يعني السهولة، ولا خلوها من الألم. لكن منذ فترة طويلة أجبرنا النساء على التظاهر، كما لو أنَّ تلك التجربة (الإجهاض أو الإملاص) لم تحدث من خلال الصمت والوصم".
يذكر أن نيوزيلندا كانت قد أقرّت عدداً من القوانين خلال السنوات الأخيرة التي أشادت بها المنظمات الحقوقية الداعمة للمرأة.
جدير بالذكر أنه في أستراليا يحق للوالدين اللذين فقدا طفلاً نتيجة الإجهاض بعد 12 أسبوعاً من الحمل الحصول على إجازة غير مدفوعة الأجر.