قال مبعوث الرئيس السابق ترامب إلى الشرق الأوسط، جيسون غرينبلات، إن السعودية في حاجة إلى مزيد من الوقت للوصول إلى "السلام" مع إسرائيل، وأوضح أنها تسير على طريق الوصول لذلك، بينما انتقد سياسة الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن تجاه إيران.
صحيفة Israel Hayom الإسرائيلية أضافت في تقريرها، الإثنين 22 مارس/آذار 2021، أن غرينبلات علّق أيضاً على تجاربه في التفاوض نيابة عن جهود إدارة ترامب نحو تحقيق السلام بين إسرائيل وفلسطين، وفي مفاوضات الاتفاقيات الإبراهيمية، إضافة إلى رأيه في إعادة إدارة بايدن للاتفاق النووي مع إيران، ونهجها النقدي تجاه السعودية.
فقد عمل غرينبلات، الذي وُلد في نيويورك لأب مجري يهودي مهاجر، محامياً لدى منظمة ترامب قبل أن يصير المبعوث الخاص للرئيس دونالد ترامب للمفاوضات الدولية في يناير/كانون الثاني 2017، وكان واحداً من المسؤولين القليلين في إدارة ترامب المكلفين بملف الشرق الأوسط.
تهميش إدارة بايدن الدول العربية
عند سؤاله عن توبيخه للسياسة الخارجية لإدارة بايدن في مقال له نُشر في مجلة Newsweek، بسبب سعيها للتقارب مع إيران على حساب الدول الخليجية والعربية المعتدلة وعلى حساب إسرائيل، ومدى تأثير ذلك على السلام الذي ساعد في التوصل إليه بين إسرائيل والعرب، قال غرينبلات: "كان موقفي واضحاً فيما يتعلق بالأصوات المهمة فعلياً حول التهديد الإيراني. ركزت إدارة بايدن تركيزاً كبيراً للغاية على الأوروبيين، بوصفهم الأطراف ذات الصلة على الطاولة الإيرانية".
غرينبلات أضاف أن بعض هذه الدول الأوروبية ذات صلة بالموضوع من ناحية انخراطها في خطة العمل الشاملة المشتركة الكارثية، وبالتأكيد لديهم علاقات مع النظام الإيراني، وهو شيء مفيد، لكن النظرة المستقبلية الأوروبية لا تتماشى دائماً معنا أو مع حلفائنا في الشرق الأوسط: وهم إسرائيل والسعودية والإمارات والبحرين وقطر والأردن.
كما أوضح أن حلفاء واشنطن في الشرق الأوسط هم من يواجهون الخطر الأعظم من التهديد الإيراني، بما في ذلك التهديد النووي والصواريخ والطائرات المسيرة والوكلاء والإرهاب والأنشطة الخبيثة الأخرى.
بينما قال إن هذه البلاد يجب أن يكون لها مقعد في مقدمة الطاولة في جميع هذه الاجتماعات، لضمان أن تكون أصواتهم مسموعة وعالية وواضحة.
السلام بين السعودية وإسرائيل "قادم"
كما علق غرينبلات حول رأيه في الطريقة التي يجب على إسرائيل السعي بها لتحقيق السلام مع السعودية والبلاد العربية الأخرى، قائلاً: "هذه الاتفاقيات معقدة وتستغرق وقتاً طويلاً، ولكن [أُفَضِّل] أي طريقة يمكن أن تجلب الفرصة الملائمة لإعلان أي اتفاق وإكماله بسرعة مثلما شهدنا".
أوضح أنه يجب أن تواصل إسرائيل ما تفعله بأن تكون قوةً للخير في العالم [وقوةً] للأمن في المنطقة والمناطق الأخرى. يجب أن تفخر إسرائيل وتسير بثقة، ومع مرور الوقت سوف تدرك بلادٌ أكثر وأكثر أن التحالف مع إسرائيل ذو نفع كبير لأسباب عديدة.
بخصوص التطبيع بين السعودية وإسرائيل أوضح غرينبلات أن الرياض سوف تأتي إلى هذا المسار، ولكن علينا أن نصبر ونعطي السعودية المساحة التي تحتاجها.
إذ إن ممارسة الضغوط من أي طرف، بما في ذلك الولايات المتحدة، لن ينتج عنه اتفاق سلام ذو قيمة كبيرة أو مستمر لعهد طويل. سوف يأتي السلام عندما يكون الجميع مستعدين له، ومن أجل الأسباب الصحيحة. التشجيع مهم، لكن الضغط لا يستحق العناء.
السعودية تشترط إعلان الدولة الفلسطينية
من جهته، قال مستشار كبير سابق للحكومة السعودية في افتتاحية نُشرت الإثنين في صحيفة القدس الفلسطينية، إن المملكة لن تطبع العلاقات مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى اتفاق سلام يؤسس لدولة فلسطينية مستقلة.
بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" اعتبر المحللون افتتاحية نواف عبيد، التي نُشرت قبل يوم واحد من ذهاب الإسرائيليين إلى صناديق الاقتراع، رسالة مفتوحة إلى إسرائيل بعد أن أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ومسؤولون كبار آخرون مؤخراً إلى أن الرياض في طريقها إلى تطبيع العلاقات مع إسرائيل.
عبيد، الذي قال إن الآراء التي كان يعبر عنها هي تلك التي يتبناها ولي العهد الفعلي للمملكة الأمير محمد بن سلمان، أكد أن المملكة العربية السعودية ستعتبر التطبيع وسيلة للضغط على إسرائيل نيابة عن الفلسطينيين وأن السياسات الإسرائيلية الحالية أظهرت ذلك.
كما أشار عبيد إلى أن الرأي العام السعودي يحمل إلى حد كبير إعلان الملك فيصل بن عبدالعزيز آل سعود، أن المملكة العربية السعودية ستكون آخر دولة إسلامية تعترف بإسرائيل.
عبيد قال أيضاً إن السلطات السعودية كانت تدرك جيداً أيضاً أن العناصر "المتشددة" ستعتبر التطبيع مع إسرائيل تخلياً عن القيم الإسلامية، وبالتالي كانت "حذرة للغاية" بشأن أي قرار محتمل يمكن أن يخلق انقساماً بين شعبها. رغم أن "باب التطبيع مفتوح"، على حد قوله، فإن مثل هذا الاتفاق يكاد يكون مستحيلاً في المناخ الحالي للرأي العام السعودي.