فُتحت صناديق الاقتراع، الثلاثاء 23 مارس/آذار 2021، أمام المصوّتين، في الانتخابات البرلمانية الإسرائيلية، وهي الرابعة في غضون عامين، حيث يتوجه الإسرائيليون للإدلاء بأصواتهم، بعد الانتخابات التي جرت في شهر مارس/آذار 2020، دون أن تستبعد الأوساط الإسرائيلية إجراء انتخابات خامسة، في حال استمرار أزمة تشكيل الحكومة.
انتخابات رابعة في غضون عامين
لجنة الانتخابات المركزية الإسرائيلية قالت في تصريح إن 6 ملايين و578 ألفاً و84 إسرائيلياً هم أصحاب حق الاقتراع في هذه الانتخابات، وسيدلي الإسرائيليون بأصواتهم في 13685 صندوق اقتراع منتشرة في كل أنحاء إسرائيل، فيما يتنافس مرشحو 30 قائمة حزبية في الانتخابات، وستُغلَق صناديق الاقتراع في الساعة العاشرة من مساء الثلاثاء.
أما المصابون بفيروس كورونا، فسيسمح لهم بالتصويت في مراكز خاصة دون مغادرة سياراتهم.
واستناداً إلى لجنة الانتخابات المركزية، فإن 39 قائمة ستخوض الانتخابات، ستفوز منها 14 فقط، بحسب استطلاعات الرأي العام التي نشرت في الأسابيع الأخيرة.
وترجح الاستطلاعات تصدر حزب "الليكود" اليميني القوائم الفائزة بالانتخابات، ولكن زعيم الحزب بنيامين نتنياهو سيواجه صعوبات بتشكيل حكومة تحظى بثقة 61 صوتاً بالكنيست الإسرائيلي المكون من 120 مقعداً.
وفور إغلاق صناديق الاقتراع ستظهر نتائج العينات التلفزيونية، ولكن النتائج الرسمية الأولية ستبدأ بالظهور غداً الأربعاء.
وأعلنت الشرطة الإسرائيلية في تصريح أن 20 ألف شرطي سيتولون حماية مراكز الاقتراع.
فرصة نتنياهو الأخيرة
الإسرائيليون عادوا إلى صناديق الاقتراع في إسرائيل للمرة الرابعة في غضون عامين، بعد أن فشلت الانتخابات الثلاثة الماضية في ميلاد حكومة تحظى بالدعم الكافي للاستمرار في الحكم، وذلك بسبب تمسك رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالبقاء في منصبه، تفادياً لمصير مجهول، إذ يواجه اتهامات بالفساد والرشوة وخيانة الأمانة.
وسيكون التصويت في الانتخابات بمثابة الفرصة الأخيرة لنتنياهو، بحسب مراقبين، للفوز بأغلبية تجعله يتمكن من تشكيل الحكومة هذه المرة.
الإثنين 22 مارس/آذار -قبل الانتخابات بيوم واحد- أجرى نتنياهو لقاءً صحفياً مع موقع "بانيت" العربي، وقال فيه إنه يطرح قيام دولة فلسطينية منقوصة السيادة، وإن السلام مع الفلسطينيين سيتحقق من خلال اتفاقيات السلام مع الدول العربية، في إشارة للتطبيع الذي تم بالفعل مع الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، وجدد التأكيد على أنه ستكون هناك رحلات سفر مباشرة من تل أبيب إلى مكة لنقل الحجاج المسلمين.
وتأتي تصريحات نتنياهو في محاولة منه لاستمالة أصوات المواطنين العرب في إسرائيل، وفي هذا الصدد، وضع حزب الليكود لافتات في المناطق العربية، تُطلق على نتنياهو كُنية "أبو يائير"، في محاكاة للعادات الفلسطينية.
ورداً على سؤال حول السلام مع الفلسطينيين، قال نتنياهو في المقابلة مع الموقع العربي: "أعتقد أن هذا سيتحقق، ولكن بشكل عكسي، من خلال اتفاقيات السلام مع الدول العربية أولاً". وأضاف: "لا أعتقد أننا لن نقيم علاقات مع الفلسطينيين، نحن الآن نُقيم علاقة مع السلطة الفلسطينية بما يتعلق بالتطعيمات (لقاح كورونا)، لأننا نعيش في نفس المكان، وعلينا التعامل مع الأمر بصورة مسؤولة".
وفي هذا السياق، تتفق الأحزاب العربية في إسرائيل على أمر واحد وهو الوقوف ضد نتنياهو، وهذا ما عبر عنه الطيبي بقوله: "لن ندعم، بأي شكل من الاشكال، حكومة بنيامين نتنياهو الذي أدخل إليها أيضاً المرشح إيتمار بن غفير، العنصري والفاشي، ولا يمكن أن نؤيد نتنياهو وننقذه من المحكمة، كما يطالب هو نفسه، وكل من يتواصل معه يجد أن همه الأساسي هو الخروج من هذه المحكمة وإلغاؤها".
توقعات استطلاعات الرأي
يأتي هذا بينما أشارت أحدث استطلاعات الرأي التي نشرتها الصحافة الإسرائيلية إلى أن الليكود سيحظى بـ30 من بين 120 مقعداً في الكنيست، وتعطي في المقابل حزب لابيد نحو 20 مقعداً، و10 مقاعد لكلّ من حزبي بينيت وساعر.
ولا يزال نتنياهو يتصدر نتائج استطلاعات الرأي، وهو يرتكز على ورقة حملة التلقيح ضد كورونا، التي تلقى خلالها نحو نصف الإسرائيليين جرعتين من لقاح فايزر-بايونتيك، لكن من المحتمل ألّا يجد حلفاء لتشكيل حكومة.
ترجح آخر الاستطلاعات أيضاً أن ينال حزب نتنياهو "الليكود" نحو 50 مقعداً مع حلفائه من اليمين الديني، وهو عدد أدنى من العتبة الضرورية (61 مقعداً) لتشكيل حكومة، بالمثل، لا ترجح الاستطلاعات أن يحوز لابيد والأحزاب المعادية لنتنياهو أغلبيّة في البرلمان.
وكان جزء كبير من الحملة الانتخابية قد جرى في ظلّ القيود الصحيّة، ما حال دون تنظيم تجمعات حزبية واسعة، ورغم مضاعفة المرشحين حضورهم في الإذاعات وشبكات التواصل الاجتماعي، لم تنظم أي مناظرة متلفزة.
وفي محاولة لحسم المبارزة السياسية، دعا يائير لابيد، نتنياهو لإجراء مناظرة أمامه، وقال في تصريح إن "الرأي العام الإسرائيلي يستحق مناظرة، يستحق أجوبة (…)، الاستوديوهات جاهزة، والمشرفون جاهزون، ومنصاتنا تنتظرنا".