قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الإثنين 22 مارس/آذار 2021، إنه لم يسمح بإقامة دولة فلسطينية "كاملة السيادة"، مؤكداً أن "السلام" في المنطقة سوف يتحقق من خلال اتفاقيات التطبيع مع الدول العربية.
تصريحات نتنياهو عن إقامة دولة فلسطينية
نتنياهو قال أثناء حديثه لموقع "بانيت" الإخباري العربي: "أعتقد أن السلام سيتحقق ولكن بشكل عكسي، من خلال اتفاقيات السلام مع الدول العربية أولاً"، وأضاف قائلاً: "لا أعتقد أننا لن نقيم علاقات مع الفلسطينيين، نحن الآن نُقيم علاقة مع السلطة الفلسطينية بما يتعلق بالتطعيمات (لقاح كورونا)؛ لأننا نعيش في نفس المكان، وعلينا التعامل مع الأمر بصورة مسؤولة"، كما رفض نتنياهو قيام دولة فلسطينية كاملة السيادة.
ورداً على سؤال إذا ما كان يقبل قيام دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل، قال رئيس وزراء تل أبيب: "ليس وفقاً للمفهوم المتطرف الذي يتطرق له الناس (قيام دولة فلسطينية كامل السيادة)؛ لأن السيطرة الأمنية يجب أن تبقى في أيدينا، وإلا فسنحصل على (حركة) حماس". وأضاف: "هذا يعني أن القوة السيادية الأمنية يجب أن تبقى بيد إسرائيل في المنطقة الصغيرة بين نهر الأردن والبحر (الأبيض المتوسط)، بغير هذا سنحصل على حماس والقاعدة وإيران، هذا ما سيحدث، وهذا عملياً ما حدث في الأماكن التي لم يكن فيها أمن قوي".
كما أكد نتنياهو أنه يؤيد إقامة كيان للفلسطينيين، ولكن ليس بالمفهوم الكلاسيكي، مضيفاً: "ماذا سنطلق على ذلك؟ حكم ذاتي أو دولة منقوصة.. لا أريد الدخول في ذلك، القوة السيادية، الأمن، يجب أن تبقى في أيدينا".
وفي سياق متصل، قال نتنياهو إنه لا يتعمد تهميش "الموضوع الفلسطيني".
التطبيع مع إسرائيل
كما علق نتنياهو على اتفاقيات التطبيع الأخيرة التي وقعتها دول عربية مع تل أبيب قائلاً: "في نهاية المطاف، ما يحدث بيننا وبين الدول العربية، وما يحدث في دولة إسرائيل بين اليهود والعرب، والذي لا أعتقد أنني جزء منه وإنما أنا قبطانه، يُحدث تغييراً تاريخياً في العلاقات بين اليهود والعرب عامة، هذا واضح تماماً".
وأشار نتنياهو في حديثه إلى عدة اتفاقيات لتطبيع العلاقات وقعتها إسرائيل مع عدد من الدول العربية مؤخراً، بوساطة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.
وجدد نتنياهو القول إنه يعمل على أن تكون هناك رحلات مباشرة للحجاج العرب، من مطار بن غوريون، قرب تل أبيب، إلى مكة المكرمة قائلاً: "أعتقد أننا نجلب بشرى كبيرة، لعصر جديد من الازدهار والرفاهية والمساواة في الفرص والأمن، الذي أنا مصمم على توفيره".
أضاف: "وعدتُ بأربع اتفاقيات سلام وحققت هذا، ولم يكن أحد ليصدق ذلك قبل سنة، والآن أنا أعدك بأنني سأعمل على توفير رحلات مباشرة لمواطني إسرائيل المسلمين، من تل أبيب إلى مكة وسأحقق ذلك، سجلوا هذا، لأنني سأحققه كما جلبت التطعيمات (المضادة بفيروس كورونا) وكما جلبت اتفاقيات السلام".
ورداً على سؤال حول موعد ذلك قال: "سأقول ذلك بدبلوماسية في وقت أسرع مما تتصورون".
فيما رفض نتنياهو الرد على سؤال إذا ما كان تحدث بهذا الشأن مع العاهل السعودي الملك سلمان أو ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وقال: "أنا لا أكشف عن محادثات، وأنا لا أقول إنه كانت محادثات، ولكن أنا أقول إنني سأحقق هذا الأمر"، مضيفاً في لهجة دعائية انتخابية: "الأمر سيحدث أسرع مما نعتقد، وهذا سيتحقق فقط معي".
انتخابات عامة في إسرائيل
وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت يصر فيه الفلسطينيون على وجوب التزام إسرائيل بمبادرة السلام العربية لعام 2002، التي نصت على أن قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية على حدود 1967، وحلّ قضية اللاجئين الفلسطينيين يقود إلى تطبيع الدول العربية علاقاتها مع إسرائيل.
فيما يحاول نتنياهو استمالة أصوات المواطنين العرب في إسرائيل، قبيل الانتخابات الإسرائيلية التي تجري غداً الثلاثاء. وفي هذا الصدد، وضع حزب الليكود لافتات في المناطق العربية، تُطلق على نتنياهو كُنية "أبو يائير"، في محاكاة للعادات الفلسطينية.
وانتخابات إسرائيل العامة هي الرابعة في غضون عامين، ويقول الكثير من المراقبين الإسرائيليين إن نتائج هذه الجولة من الانتخابات "حاسمة" بالنسبة لمستقبل نتنياهو السياسي.