ضحى شاب سوري بحياته في الجزائر، من أجل إنقاذ طفل رضيع اشتعلت النيران بالغرفة التي كان يعيش فيها، مثيراً بذلك إشادات واسعة على شبكات التواصل الاجتماعي، وتعاطفاً مع عائلته التي فقدت ابنها الوحيد.
الشاب السوري فادي مدروني، كان يبلغ من العمر 26 عاماً، ويعيش في ولاية وهران، ويسكن في غرفة متواضعة ضمن أحد الأحياء الشعبية.
في نهاية الأسبوع الفائت، كان فادي جالساً في غرفته، قبل أن يسمع صراخاً، ليخرج ويرى النيران تلتهم منزل الجيران بسبب اشتعال عبوة للغاز.
لم يتردد فادي في المخاطرة بنفسه، ودخل وأنقذ الطفل، لكن الشاب كان يعاني من مرض الربو المزمن، الذي يجعل التنفس لدى الإنسان أمراً صعباً، ليفارق الحياة، تاركاً وراءه ابتسامة الطفل الذي تم إنقاذه.
قناة "العربية الحدث" بثت، الأحد 21 مارس/آذار 2021، لقطات للغرفة التي كان يعيش فيها فادي، وللغرفة التي أنقذ فيها الشاب الطفل، ووصفت والدة الطفل ما جرى في منزلها بأنه كان مثل الكابوس أو فيلم رعب.
أشارت السيدة إلى أنه في يوم الحادثة، كان الشاب فادي قد عاد من عمله متعباً، وطلبت منه أن ينقذ ابنها المحاصر بالنيران، مضيفةً أنه توجه للغرفة وكان يقول "الله أكبر، أنقذوا الملائكة".
توقعت السيدة أن يخرج فادي وهو يحمل طفلها ميتاً، وبعد إنقاذ الطفل صعد فادي إلى السطح ليستنشق الهواء، موضحةً أنه بعدما وصل الإطفاء كان فادي قد توفي بسبب الربو الذي يعاني منه.
وصفت السيدة الشاب فادي بأنه محترم جداً، وقالت إنه قدم روحه فداءً لابنها الذي حظي بعمر جديد، وكانت تبكي بحرقة وهي توجه التعازي لعائلته التي تعيش في العاصمة السورية دمشق.
من جانبه، أشاد عم فادي الذي يعيش بالجزائر أيضاً بالعمل البطولي الذي قام به، فيما قالت زوجة عمه إن فادي كان الشاب الوحيد بين أخواته، إذ تتكون عائلته من والديه و4 فتيات، وأشار العم وزوجته إلى أنهما في حالة صدمة مما جرى لفادي.
وعلى شبكات التواصل الاجتماعي، حظي العمل الذي قام به فادي بإشادة كبيرة، وعلق جزائريون وعرب على الحادثة معربين عن أسفهم وحزنهم، وفي نفس الوقت تقديرهم لإنقاذ الشاب للطفل.