وافق مجلس النواب الأمريكي، الخميس 18 مارس/آذار 2021، على تمرير مشروع قانون يمنح المهاجرين غير المقيدين الذين دخلوا البلاد كأطفال، بما في ذلك من يطلَق عليهم "الحالمين"، سبيلاً للحصول على المواطنة. فيما دعا الرئيس جو بايدن إلى سرعة إقراره واعتماده بشكل أخير.
حيث صوَّت مجلس النواب الذي يهيمن عليه الديموقراطيون، لصالح مشروع القانون، بواقع 228 صوتاً مؤيداً مقابل 197 معارضاً، من كلا الحزبين ليُأسسوا بذلك مساراً قانونياً يتيح للحالمين.
فقد انضم 9 من النواب الجمهوريين للديمقراطيين دعماً لمشروع القانون.
يشار إلى أن وصف "الحالمين" يُطلَق على الأشخاص الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة وهم قاصرون ولم يُوثَقوا وتلقوا حماية مؤقتة بموجب برنامج "القرار المُؤجَّل للطفولة الوافدة" والمعروف اختصاراً بـ (داكا).
فيما يتمتع "الحالمون" بالحماية بموجب قانون أقره الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما في العام 2012، حيث إن حوالي 2.5 مليون شخص وصلوا للولايات المتحدة.
اقرأ أيضاً
"الحلم الأمريكي والوعد"
مشروع القانون، المُسمَى بـ"الحلم الأمريكي والوعد" لعام 2021، من شأنه أيضاً منح بطاقات خضراء (إقامة دائمة) للكثير من المهاجرين الذين فروا من حروب أو كوارث طبيعية ويقيمون في الولايات المتحدة تحت وضع حماية مؤقت.
كما أنه من المقرر أن يحصل الكثير من المهاجرين غير المُسجَّلين الذين دخلوا إلى الولايات المتحدة أطفالاً على وضع مقيم قانوني لمدة 10 سنوات.
وفقاً لهذا القانون، سيتم تأهيل 4.4 مليون شخص للحصول على إقامة دائمة في الولايات المتحدة، وفقاً لمعهد سياسات الهجرة في واشنطن.
إلى ذلك، صوَّت 247 من أعضاء مجلس النواب الأمريكي بالموافقة على مشروع قانون آخر، يوم الخميس 18 مارس/آذار، مقابل 174 صوتاً معارضاً، الذي يمنح وضعاً قانونياً للمزارعين المهاجرين غير المُوثقِين.
اقرأ أيضاً
هل يواجه طريقاً مسدوداً؟
كان مشروعا القانونين قد مُررا في 2019، بدعم من بعض الجمهوريين أيضاً، لكنهما من المحتمل أن ينضما لقائمة طويلة من التشريعات التي تنتهي إلى طريق مسدود بسبب مجلس الشيوخ المنقسم، حيث تعهد الجمهوريون باستغلال أسلوب المماطلة السياسية لعرقلة أية مقترحات.
تأتي مشروعات القوانين هذه ضمن محاولات عديدة يبذلها الديمقراطيون لعكس سياسات الهجرة المتشددة التي تبناها ترامب. وهي تتزامن أيضاً مع مساعي الرئيس جو بايدن للتعامل مع أعداد المهاجرين الذين يصلون عبر الحدود الأمريكية-المكسيكية، فارين في أغلب الأحوال من الأوضاع الخطيرة في أمريكا الوسطى.
كان البيت الأبيض، برئاسة بايدن، قد أبدى سابقاً تأييده لمشروعي القانونين، داعياً المُشرِّعين إلى تبني الإصلاحات الأوسع نطاقاً التي يشملها مشروع قانون الهجرة الشامل الذي اقترحه بايدن في الشهر الماضي، قائلاً إنه سيُؤمِّن الحدود و"يعالج من الجذور أسباب عدم الاستقرار والأوضاع غير الآمنة التي تقف وراء موجة الهجرة من أمريكا الوسطى".
نتاج سنوات من الضغط
من جهتها، رحبت جماعات حقوق المهاجرين بهذه الأنباء. وغرَّدت مجموعة مناصرة المهاجرين Raices قائلة: "هذا نتاج سنوات من التنظيم والضغط من حركات حقوق المهاجرين، لكننا لن نحتفل إلا في النهاية".
بدورها، أشارت النائبة الديمقراطية براميلا جيابال إلى أنها هاجرت من الهند إلى الولايات المتحدة بمفردها حين كانت في سن السادسة عشرة، مضيفة: "فلنضع حداً لأكاذيب تجريم المهاجرين".
فيما كتب بايدن، الذي تعهد سابقاً بإصلاح شامل لنظام الهجرة، في تغريدة على "تويتر": "لا يسعنا الانتظار بعد. أحث الكونغرس على الاجتماع للوصول إلى حلول طويلة الأمد لنظام الهجرة بأكمله حتى يمكننا خلق نظام هجرة إنساني وآمن ومنظم، ومعالجة الأسباب من جذورها وتقنين أوضاع السكان غير الموثقين في الولايات المتحدة".
من شأن خطة بايدن واسعة النطاق توفير سبيل لحصول 11 مليون مهاجر غير قانوني في الدولة على المواطنة الأمريكية. بيد أنَّ السيناتور ديك ديربن، ثاني أرفع الديمقراطيين مقاماً في مجلس الشيوخ، صرح في الأسبوع الماضي بأنَّ هذا الهدف لا يحظى بدعم كافٍ من غرفتي الكونغرس، طبقاً لما أوردته صحيفة The Guardian البريطانية، الجمعة 19 مارس/آذار 2021.