أدان البرلمان التونسي، الخميس 18 مارس/آذار 2021، ما وصفه بتعمد رئيسة كتلة الحزب "الدستوري الحر" عبير موسى "تعطيل أعماله وضرب هيبة الدولة"، وذلك في بيان صدر عن مكتب البرلمان، وهو أعلى هيئة بمجلس النواب التونسي.
هذه الإدانة جاءت بالتزامن مع منع مكتب مجلس النواب التونسي عبير موسى من حضور اجتماعه الخميس، وذلك للمرة الأولى بإجماع كل الأعضاء.
اتهام عبير موسى بضرب المؤسسة الدستورية
عقب الاجتماع عقد مساعد رئيس البرلمان، ماهر مذيوب مؤتمراً صحفياً أكد فيه رفض رئيس البرلمان وأعضاء المكتب ما قامت به موسى، معتبرين أن ما شهده المجلس من أحداث ضرب لأهم مؤسسة دستورية.
كما ندد البيان "بما أقدمت عليه رئيسة كتلة الحزب الدستوري الحر (16 مقعداً من أصل 217) منذ بداية الدورة النيابية الحالية، والذي بلغ ذروته يومي 17 و18 مارس/آذار الجاري، من أعمال وممارسات مشينة وخارجة عن القانون".
إلى جانب ذلك أشار البيان إلى أن "ممارسات موسى تمثلت في تعمد تعطيل حسن السير العادي لعمل أهم مؤسسة دستورية في البلاد عبر إرباك سير الجلسات العامة وتعطيل أشغال لجنة الحقوق والحريات واجتماعات البرلمان".
بالإضافة إلى ذلك، أوضح بيان مجلس النواب التونسي إلى موسى، "عمدت إلى تعطيل عمل الإدارة البرلمانية والضغط على عموم موظفيها وتشويه صورهم والاستنقاص مما يقدمونه من أعمال لفائدة البرلمان".
كما عبر البرلمان، عن "التعاطف الشديد مع عمال المجلس وخاصة عاملة نظافة تعرضت إلى ادعاء باطل وخبيث وتشويه مرفوض ومدان قامت به موسى (لم يوضحه)"، متعهداً "باستقبال هذه السيدة (عاملة النظافة) والعمل على رد الاعتبار لها ولعائلتها الكريمة".
نقابة الصحفيين تطالب بالتحقيق مع عبير موسى
المجلس عبر أيضاً عن "تضامنه المطلق مع الصحفي سرحان الشيخاوي الذي يغطّي أعمال البرلمان طيلة عقد كامل وتميّز بمهنية عالية وأخلاق رفيعة، لتأتي موسى وترميه ببليّة خبيثة وشبهة دنيئة مسّت شرف الجسم الصحفي بهتاناً وظلماً".
من جانبها استنكرت نقابة الصحافيين "ما أقدمت عليه رئيسة الحزب الدستوري الحر ورئيسة كتلته البرلمانية عبير موسي، من إساءة يعاقب عليها القانون في حق الصحافي بجريدة "الشروق" سرحان الشيخاوي وعاملة النظافة بمجلس نواب الشعب"، مطالبة موسى بـ"تقديم اعتذار رسمي عما لحق بالصحافي وعاملة النظافة بالبرلمان من تشويه سمعة ومساس بالكرامة".
كما طالبت رئاسة البرلمان بـ"فتح تحقيق فيما قامت به موسى واتخاذ الإجراءات الضرورية في حقها"، داعية جميع الأطراف بالبرلمان إلى "عدم إقحام الصحافيين في الخلافات السياسية وعدم استغلال التضامن الصحافي لخدمة أجنداتهم السياسية".
وهذه ليست المرة الأولى التي تقوم فيها عبير موسي ونواب حزبها بتعطيل أعمال البرلمان، حيث رفضت في أول جلسة برلمانية أداء القسم، مشيرة إلى أن ذلك غير قانوني في ظل غياب بعض النواب، وهو ما أثار فوضى كبيرة داخل المجلس.
يذكر أن موسى طالما أعلنت في تصريحات سابقة، أنها تناهض ثورة 2011 التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، وتُجاهر بعدائها المستمر لحركة النهضة.