فرضت محكمة روسيةٌ الإقامة الجبرية على عدد من أبرز الشخصيات المعارضة في البلاد، بتهمة انتهاك قواعد السلامة المتعلقة بفيروس كورونا، فيما بدت كأنها محاولة من الحكومة لاستغلال القيود المفروضة، لإسكات خصومها، وذلك وفق ما أكده تقرير لصحيفة New York Times الأمريكية، نُشر الجمعة 19 مارس/آذار 2021.
حسب المصدر نفسه، فإن هذا الإجراء القانوني، المعروف باسم "القضية الصحية"، استهدف 10 سياسيين معارضين ومنشقين، من ضمنهم القيادة العليا لمنظمة أليكسي نافالني وأعضاء مجموعة "Pussy Riot" الاحتجاجية، ووُجِّهَت إلى الجميع تهم تحريض الآخرين على انتهاك القواعد التي فُرضت في الربيع الماضي لكبح انتشار فيروس كورونا، وهو ما نفاه محاموهم.
حيلة السلطات الروسية
فمن جهة، يقول المدعون إن منشوراتهم على الشبكات الاجتماعية، التي دعت إلى الاحتجاج بموسكو في يناير/كانون الثاني، أدت إلى حضور 19 شخصاً كانوا مطالَبين قانوناً بالحجر المنزلي بسبب نتائج اختبارات كوفيد-19 الإيجابية؛ مما يعرّض غيرهم من الحاضرين للخطر.
بينما يؤكد محامو الدفاع أن السلطات تلوي بشكل ساخر، قواعد فيروس كورونا لعزل أشخاص لن ينشروا العدوى، لكنها ترى أن خطورتهم سياسية الطابع.
في السياق نفسه، قال دانيل بيرمان، محامي عضوة مجموعة "Pussy Riot" ماريا أليوخينا، التي كانت من بين المستهدفين: "القصد الأيديولوجي هو تصنيف رموز المعارضة على أنهم ينقلون العدوى إلى الجمهور ويُسمِّمون أفكاره".
كما أضاف بيرمان أنَّ عزل القادة الرئيسيين قبل الانتخابات البرلمانية المقرر إجراؤها هذا العام، يعيق المعارضة أيضاً.
تقييد الحريات
حسب صحيفة The guardian البريطانية، الجمعة، فإنه في الوقت الذي اشتكى فيه كثيرون حول العالم من انتهاك قيود فيروس كورونا لحرياتهم بوصفها نتيجة ثانوية لإجراءات السلامة، فإن أعضاء المعارضة الروسية يحتجون على أن الحكومة تستخدم القيود ضدهم بهدف محدد هو: تقييد حريتهم.
إذ يقول محامو الدفاع، إن المنشورات التي نُشِرَت على الإنترنت من شخصيات المعارضة تروج للاحتجاج، ولم تشجع المرضى على وجه التحديد، على الحضور كما تتهمهم الحكومة. وقد أُلغي الإغلاق في موسكو على أي حال قبل أشهر.
كذلك، يقول محامو الدفاع، إن القواعد تُطبَّق بشكل انتقائي؛ لتقييد نشاط المعارضة، مع السماح للفعاليات الموالية للحكومة بالمضي قدماً مع قليل من القيود، على الرغم من أن الفيروس سينتشر بسهولة في أي نوع من التجمعات.
وتعد "القضية الصحية" الإجراء الأشهر حتى الآن. ومن بين المتهمين فيها شقيق نافالني، والمتحدثة باسم حركته، وحليف سياسي ينوي الترشح للبرلمان هذا العام.
وفي يوم الخميس 18 مارس/آذار، مدَّدت محكمة بموسكو الإقامة الجبرية لأربعة من المتهمين حتى يونيو/حزيران. ويتوقع المحامون أحكاماً مماثلة لبقية المجموعة في جلسة استماع يوم الجمعة 19 مارس/آذار.