أصبح الوضع الصحي في سوريا مهدَّداً بالانفجار، بعد أن امتلأت أسرَّة العناية المركزة المخصصة للمصابين بفيروس كورونا في مستشفيات دمشق، الخميس 18 مارس/آذار 2021، وفقاً لتصريحات توفيق حسابا، وهو مسؤول بوزارة الصحة بالنظام السوري، في أول إعلانٍ من نوعه إثر تفشّي الجائحة، وذلك في تصريح خص به وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام.
حسب تقرير لموقع Middle East Eye البريطاني، الجمعة 19 مارس/آذار 2021، فقد صرح "حسابا" بأن "نسبة إشغال أسرَّة العناية المركزة المخصصة للمصابين بفيروس كورونا في كل المستشفيات العامة بدمشق، وصلت إلى 100%. ونُقِلَ عددٌ محدد من مصابي كوفيد-19 الذين كانوا بحاجة لعناية مركزة إلى المحافظات الأخرى"، مشيراً إلى الزيادة الكبيرة في حالات العدوى المحلية.
بين المعطيات الرسمية والأرقام الحقيقية
فقد سجَّلت سوريا 16.776 حالة إصابة بكوفيد-19، و1.120 حالة وفاة في المناطق الخاضعة لسيطرة النظام.
لكن منظمة الصحة العالمية تعتقد أن عدد الحالات أكبر بكثير، في ظل محدودية اختبارات كوفيد-19 (مسحات فيروس كورونا).
كما أُصيب بشار الأسد وزوجته بحالات خفيفة من كوفيد-19 في وقتٍ مُبكّر من الشهر الجاري، لكن النظام أعلن يوم الأربعاء الـ17 من مارس/آذار، أنهما يتعافيان بشكلٍ جيد.
حصة لقاحات كوفاكس
إذ من المقرر أن تحصل المناطق الخاضعة لسيطرة النظام السوري على لقاحات فيروس كورونا من مبادرة كوفاكس العالمية، التي تهدف إلى ضمان حصول الدول منخفضة الدخل على اللقاحات، بحسب وكالة فرانس برس.
بينما قال تقرير منظمة الصحة العالمية، الخميس، إنه من المتوقع وصول أول حصة من اللقاحات بنهاية الربع الأول من عام 2021، أو خلال الربع المُقبل على الأقل.
في الشهر الماضي، نقلت التقارير أن إسرائيل وافقت على شراء عدد غير معروف من جرعات لقاح سبوتنيك-في الروسي لكوفيد-19، من أجل استخدامها في سوريا، وذلك مقابل الإفراج عن امرأةٍ إسرائيلية عبَرت الحدود إلى سوريا بشكلٍ غير قانوني.
وفقاً لتقرير صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، فإن إسرائيل تُموّل شراء جرعات سبوتنيك-في لدمشق ضمن صفقة تبادل السجناء مع النظام السوري.
كما قال موقع Ynet الإخباري، إن إسرائيل اشترت جرعات بأكثر من مليون دولار أمريكي من ذلك اللقاح.
إكراهات وعراقيل
فعديد من المنظمات غير الحكومية تشدد على أن سوريا تواجه عقبات إضافية بخلاف العمليات اللوجيستية المتعلقة بترتيب حملة التطعيم عبر خطوط المواجهة، إذ إنها خاضعة لعقوبات مالية دولية.
في هذا السياق، تقول أكجيمال ماجتيموفا، ممثلة منظمة الصحة العالمية بسوريا، إن الأخيرة تعمل " في بيئة حافلة بالتحديات والاضطرابات وفي كثير من العوامل الغامضة والتعامل مع الأمور المتغيرة".
شهدت سوريا عدداً كبيراً من الإصابات إثر تفشي الجائحة العام الماضي، خلال ذروتين في أغسطس/آب وديسمبر/كانون الأول، ويشير عاملون في قطاع الصحة إلى أن حالات الإصابة بالمرض عادت إلى الارتفاع الشهر الماضي.
وقالت ماجتيموفا: "تصل إلينا تقارير عن زيادة عدد الحالات.. لكن نحتاج معلوماتٍ أكثر تفصيلاً؛ للإلمام بالموقف الوبائي".