تعلّق الإمارات ذات المناخ الجاف آمالاً على استخدام طائرة بدون طيار، حيث تموّل بحثاً يقوم به باحثون بريطانيون، لدراسة طرق لتوليد المطر في مناخ الخليج عبر إطلاق شحنات كهربية في السحب.
هذه الدراسة التي تبلغ تكلفتها حوالي مليون دولار، تختبر كيف يمكن لشحنة كهربائية أن تحفز تساقط قطرات المطر الصغيرة، لتندمج في القطرات الأكبر التي تتساقط على شكل أمطار، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Time البريطانية، الثلاثاء 16 مارس/آذار 2021.
تعد هذه التجربة أحدث محاولات "استمطار السحب"، في بلد يزعم تمكُّنه من زيادة كمية أمطاره المحدودة بنسبة تصل إلى 30%، باستخدام طائرات تقذف مواد كيميائية في السحب.
يأتي هذا، بينما قلق الإمارات إزاء استيرادها 80% من إمداداتها الغذائية، ورغم أنها دولة غنية، فقد تضررت من انخفاض أسعار النفط وتحاول تنويع اقتصادها بالإنفاق السخي على التكنولوجيا.
تشير الصحيفة البريطانية إلى أن الدراسة الجديدة، التي تقودها جامعة ريدينغ، ستستعين بطائرات مسيرة بأجنحة مخصصة لنقل دفقات أيونات مشحونة إلى الغلاف الجوي، ودراسة تأثيراتها.
في هذا الصدد، يقول الباحثون إن السحب وجزيئات الغبار المحمولة جواً، تحمل شحنات كهربائية طبيعية موجبة وسالبة، وليس فقط أثناء العواصف الرعدية، ويُعتقد أن قذف شحنات كهربية محدودة القوة (تبلغ حوالي 5 ميكرو أمبير) في قطرات السحب أو الغبار نفسه قد يحفز تشكل قطرات المطر.
اختبار الطائرات المسيّرة
من جانبها، تقول علياء المزروعي، مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار، إن هذه الطائرات المسيرة التي يُتحكم فيها عن بعد وصُنعت في بريطانيا سيجري اختبارها الآن في مركز طيران في دبي.
أضافت أن "هذه الطائرات المزودة مجهزة بمجموعة أدوات، تطلق شحنات كهربية وأجهزة استشعار مخصصة، ستحلق في بادئ الأمر على ارتفاعات منخفضة لتطلق شحنة كهربائية في جزيئات الهواء يُفترض أن تؤدي إلى هطول الأمطار".
بدورها، قالت الدكتورة كيري نيكول، الأستاذة المساعدة في جامعة ريدينغ والمشاركة في المشروع، إن هذه الطائرات المسيرة ستحلق في البداية لاكتشاف كيف يمكنها تغيير شحنة الهواء المحمل بالغبار في الأجواء الإماراتية.
بعد ذلك، بإمكان الطائرة التي يبلغ وزنها 4 كغم التحليق مباشرة إلى طبقات السحب، على ارتفاعات تصل إلى 4 كيلومترات، على أمل تشكيل قطرات مطر باستخدام الكهرباء.
توضح نيكول أنه "إذا أطلقت الطائرة شحنة كهربية داخل سحابة، فسينتج عنها سريعاً قطرات مطر صغيرة. وقد أظهرت نظريتنا وأبحاثنا أن إطلاق شحنات كهربية في هذه القطرات الصغيرة قد يزيد من احتمالية اندماجها عن طريق قوى كهروستاتيكية، لتتحول في النهاية إلى أمطار".
وتكثف الإمارات، التي قد تتجاوز درجات الحرارة فيها خلال الصيف 40 درجة مئوية ويبلغ متوسط نصيبها من الأمطار 100 ملم فقط سنوياً، استثماراتها في التكنولوجيا على أمل زيادة إمداداتها من المياه العذبة وتقليل اعتمادها على المياه المعبأة والمحلاة.
تقول علياء إنه من السابق لأوانه التنبؤ بنتائج هذه الدراسة الجديدة، وهي واحدة من تسعة مشاريع "استمطار" مُنحت في الأصل تمويلاً بقيمة 15 مليون دولار من وزارة شؤون الرئاسة الإماراتية عام 2017، وأضافت أن هذه الأبحاث تأجلت بسبب الجائحة، لكن نتائجها الأولية قد تصبح متاحة في سبتمبر/أيلول.