قال مسؤول كبير في إدارة الرئيس الأمريكي، جو بايدن، إن كوريا الشمالية لم ترد على محاولات تواصل دبلوماسي سرية من الإدارة الأمريكية، منذ منتصف فبراير/شباط الماضي، كان بعضها مع بعثة بيونغ يانغ في الأمم المتحدة.
ويثير الكشف عن المساعي الأمريكية التي لم تنجح بعد، ولم يكشف عنها من قبل، تساؤلات بشأن كيفية تعامل الرئيس بايدن مع التوتر المتزايد مع كوريا الشمالية، بشأن برامجها للأسلحة النووية والصواريخ الباليستية.
المسؤول الأمريكي الكبير تحدث لوكالة رويترز، السبت 13 مارس/آذار 2021، دون أن يتم الكشف عن اسمه، وكشف تفاصيل قليلة عن المسعى الدبلوماسي الأمريكي، لكنه أوضح أن الإدارة بذلت جهوداً للتواصل مع حكومة كوريا الشمالية "من خلال عدة قنوات بدءاً من منتصف فبراير"، وأضاف قائلاً: "حتى اليوم، لم نتلق أي رد من بيونغ يانغ".
يأتي ذلك، بينما تلتزم إدارة بايدن حتى الآن الحذر بشأن وصف طبيعة نهجها مع كوريا الشمالية علناً، وتقول إنها تجري مراجعة شاملة للسياسة الأمريكية تجاه البلد الآسيوي، في أعقاب الانخراط غير المسبوق بين الرئيس السابق دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
كانت محاولات ترامب قد فشلت في إقناع كوريا الشمالية بالتخلي عن أسلحتها النووية، وقال المسؤول الأمريكي إن البلدين لم ينخرطا على ما يبدو في حوار فعال خلال أكثر من عام شملت نهاية إدارة ترامب، وذلك "رغم محاولات عديدة من الولايات المتحدة خلال تلك الفترة".
ومن المتوقع أن تنتهي إدارة بايدن من مراجعة السياسة الأمريكية تجاه بيونغ يانغ خلال أسابيع، وكان بايدن قد وصف كيم خلال حملته الانتخابية بأنه "بلطجي"، وقال إنه لن يجتمع معه إلا بشرط "أن يوافق على تفكيك قدراته النووية".
كان ترامب قد تجاهل إلى حد كبير عشرات اختبارات الصواريخ التي أجرتها كوريا الشمالية عام 2019، وقد ساعدت تلك الاختبارات بيونغ يانع على تحسين دقة صواريخها وقدراتها، بحسب ما قال الجنرال روبرت أبرامز، قائد القوات الأمريكية في كوريا الجنوبية.
كما كشفت كوريا الشمالية عن صاروخ باليستي جديد عابر للقارات خلال احتفال أُقيم في أكتوبر 2020، وقال خبراء الأسلحة إن الصاروخ بدا نسخةً أكبر حجماً من "هواسونغ-15″، وهو صاروخ باليستي أوضحت كوريا الشمالية تمتعه بمدى يسمح له بضرب الولايات المتحدة.
كذلك كانت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية KCNA، قد نقلت في يناير/كانون الثاني الماضي عن كيم قوله: يجب تركيز أنشطتنا السياسية الخارجية وإعادة توجيهها نحو التصدي للولايات المتحدة، أكبر عدو لنا والعقبة الرئيسية أمام سبل تنميتنا المبتكرة".
أضاف كيم أنه "بغض النظر عمن هو في السلطة في الولايات المتحدة، فإن الطبيعة الجوهرية للولايات المتحدة وسياساتها الأساسية تجاه كوريا الشمالية لا تتغير أبداً"، ومن ثم، فإن "المفتاح لإقامة علاقات جديدة بين [كوريا الشمالية] والولايات المتحدة يعتمد على ما إذا كانت الولايات المتحدة ستتراجع عن سياساتها العدائية"، بحسب ما نقلته الوكالة الكورية.