أعلن المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية محمد عبد السلام، الجمعة 12 مارس/آذار 2021، أن مقترح المبعوث الأمريكي إلى اليمن مرفوض، معتبرا إياه "مؤامرة" لوضع اليمن في مرحلة أخطر مما هي عليه الآن.
الرد الحوثي على الخطة الأمريكية يأتي بعد ساعات من تأكيد المبعوث الأميركي الخاص لليمن، تيموثي ليندركينغ، أن زيارته الأخيرة للمنطقة العربية "تحقق فيها بعض التقدم بشأن الأزمة اليمنية"، بينما تتواصل المعارك بين القوات الحكومية والحوثيين في مأرب.
مقترح أمريكي عبارة عن "شروط سعودية"
المتحدث باسم جماعة "أنصار الله" الحوثية قال: "ما أسماه المبعوث الأمريكي بالمقترح لا جديد فيه ويمثل الرؤية السعودية والأممية منذ عام.. في المقترح لا وقف للحصار ولا وقف لإطلاق النار بل التفافات شكلية تؤدي لعودة الحصار بشكل دبلوماسي".
كما أضاف أمه من الشروط المطروحة في المبادرة تحديد وجهات مطار صنعاء وإصدار التراخيص عبر تحالف العدوان، وأن تكون الجوازات غير صادرة من صنعاء، وقال: "لو كانوا جادين لوقف العدوان والحصار لأعلنوا وقف الحرب والحصار بشكل جاد، عندها سنرحب بهذه الخطوة".
المسؤول الحوثي تابع قائلا: "أن يأتي مبعوث أمريكي يقدم خطة أقل مما قدمها المبعوث الأممي فهذا غير مقبول.. ما لم يحصلوا عليه بالحرب والدمار لن يحصلوا عليه بالحوار.. فالعدوان والحصار لم يتوقفا ليوم واحد منذ 6 أعوام، فما هو المفهوم الأمريكي لإطلاق النار والحصار؟".
فيما أوضح المتحدث باسم الحوثيين، أن "الأمريكيين بتقديمهم الشروط السعودية كمقترح لوقف الحرب أثبتوا مجددا أنهم يقفون خلف العدوان والحصار بشكل صريح.. لا يوجد أي تغيير حقيقي نحو إنهاء الحرب ورفع الحصار، وهذه الأمور بيد الطرف الآخر".
هذا ما يطلبه الحوثيون
شدد عبد السلام على أنه "يريدون أن نستجيب بالحوار لما لم يحققوه بالحرب والحصار، وهذه الحقيقة يجب أن يدركها الجميع.. ما قاله المبعوث الأمريكي حول وصول المساعدات الإنسانية لليمن وعدم وصولها إلى مستحقيها سقطة كبيرة جدا، فالسفن النفطية يشتريها تجار يمنيون بأموالهم وتحصل على تصريح أممي ويأتي تحالف العدوان ليمنعها من الوصول تعسفيا".
فيما أشار إلى قبول الجماعة بكل الشروط التي اقترحتها الأطراف الأخرى لضمان وصول المساعدات الإنسانية، منوها إلى أنه "عندما لم يجدوا أي حجة للاستمرار في الحصار قالوا إنها لا تصل إلى مستحقيها".
ختم المتحدث باسم الحوثيين بالقول: "نحن من يطلب توحيد الإيرادات في اليمن وصرف المرتبات، وهم يرفضون هذا الأمر، بل يريدون وضع الإيرادات تحت تصرف حساب خاص ومقفل يتحكمون به هم".
تنديد غربي بهجمات الحوثيين
من جهة أخرى، أصدرت 5 دول غربية، الخميس 11 مارس/آذار، بيانا مشتركا للتنديد بالهجمات التي شنها الحوثيون على محافظة مأرب شرقي اليمن.
ذكر البيان الذي نشر على الموقع الرسمي للحكومة البريطانية: "نحن حكومات فرنسا وألمانيا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية ندين هجوم الحوثيين المتواصل على مدينة مأرب اليمنية، والتصعيد الكبير للهجمات التي شنها الحوثيين ضد السعودية".
كما حذر البيان من أن استهداف الجماعة اليمنية لمأرب "يزيد من الأزمة الإنسانية المتفاقمة بالفعل". وحثت الدول الخمس في بيانها الحوثيين على "اغتنام الفرصة لإرساء السلام وإنهاء التصعيد المستمر".
فيما شدد البيان على التزام الدول المشاركة به بحفظ أمن وسلامة الأراضي السعودية، وإعادة الاستقرار والهدوء على طول الحدود السعودية اليمنية.
أضاف: "نؤكد من جديد دعمنا للتوصل إلى حل سريع للصراع اليمني، والذي سيجلب الاستقرار الذي تحتاجه المنطقة بشدة، ويعود بشكل فوري بالفائدة على الشعب اليمني".
إذ يشهد اليمن منذ 7 سنوات حربا مستمرة بين القوات الموالية للحكومة ومسلحي "الحوثي"، المسيطرين على عدة محافظات بينها العاصمة صنعاء منذ عام 2014.
منذ مارس/ آذار 2015، يدعم تحالف عسكري عربي، بقيادة الجارة السعودية، القوات الموالية للحكومة اليمنية ضد الحوثيين، المدعومين من إيران.