ما زالت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للإمارات العربية، اليوم الخميس 11 مارس/آذار 2021، محل كثير من التنبؤات والتوقعات، فبعد الإعلان المفاجئ عن هذه الخطوة، التي تأتي قبل 10 أيام من منافسة انتخابية محتدمة يحتمل أن يخسر فيها نتنياهو كرسيه المحتفظ به منذ 12 عاماً، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن لقاء محتملاً قد يجمع نتنياهو بولي العهد السعودي محمد بن سلمان بأبوظبي.
الإذاعة الرسمية الإسرائيلية أكدت، مساء الأربعاء، أن "اتصالات مكثفة تجرى لعقد اجتماع في الإمارات يجمع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان"، فيما اعتبرت المراسلة السياسية للتلفزيون الإسرائيلي غيل كوهين أن الاتصالات لعقد اجتماع بين نتنياهو وبن سلمان قد وصلت إلى مرحلة متقدمة.
من جانبه، نفى مسؤول سعودي وجود خطة لعقد لقاء بين ولي عهد المملكة، ونتنياهو في الإمارات.
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر سعودي مسؤول، أن الأمير محمد لن يزور الإمارات يوم الخميس ولن يجتمع بنتنياهو.
كانت وسائل إعلام إسرائيلية قد قالت، أمس الأربعاء، إن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو سيقوم بأول زيارة له للإمارات الخميس 11 مارس/آذار، وذلك قبل عشرة أيام من انتخابات تتقارب فيها بشدة فرص المتنافسين.
إذ من المقرر أن تتم الرحلة قبل أيام من انتخابات 23 مارس/آذار، على الرغم من التقارير التي تفيد بأن المسؤولين في الإمارات كانوا مترددين في استضافة نتنياهو في موعد قد يُنظر إليه على أنه سياسي، وفق ما ذكره موقع "جيروزاليم بوست" الإسرائيلي الأربعاء.
نتنياهو سيلتقي محمد بن زايد
في وقت لم يصدر بعد تأكيد رسمي من مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي أو من الإمارات بشأن الزيارة التي أرجأها نتنياهو الشهر الماضي بسبب جائحة فيروس كورونا المستجد.
قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية إن رئيس الوزراء سيلتقي مع الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي خلال الزيارة.
فيما لم يتضح بعد ما إذا كان سيتوجه إلى البحرين مثلما كان يعتزم خلال رحلته السابقة للخليج التي تأجلت في فبراير/شباط.
إذ كانت إسرائيل أقامت علاقات رسمية مع الإمارات والبحرين في سبتمبر/أيلول الماضي في إطار اتفاق تم التوصل إليه بوساطة أمريكية. ولدى الدول الثلاث مخاوف مشتركة تتعلق بإيران.
استياء عبر مواقع التواصل الاجتماعي
خبر زيارة نتنياهو للإمارات لاقى صدى من الانتقاد والاستنكار عبر مواقع التواصل الاجتماعي عربياً، وذلك لتزامنه مع ذكرى الإسراء والمعراج، وذلك في تحد لمشاعر المسلمين في استضافة من يحتل المسجد الأقصى في ذكرى إسراء النبي محمد عليه الصلاة والسلام إليه.
الصحفي الكويتي سعد السعيدي أشار إلى ذلك في تغريدة تحت وسم "الإمارات تستقبل نتنياهو"، حيث قال إن الإمارات اختارت اليوم الذي يحتفل فيه العالم الإسلامي بذكرى الإسراء إلى القدس، لاستقبال من يحتل ويدنس المسجد الأقصى؟
الزيارة أُجلت في 4 مناسبات سابقة
خلال شهر فبراير/شباط الماضي أُجلت زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى الإمارات والبحرين للمرة الرابعة، إذ سبق أن أعلن نتنياهو نيته زيارة أبوظبي والمنامة في أكثر من مناسبة، لكنها غالباً ما كانت تؤجل ويعود السبب بحسب تل أبيب لظروف جائحة كورونا.
فقد قال رئيس الوزراء الإسرائيلي يوم 4 فبراير/شباط الماضي إنه سيؤجل زيارته المزمعة لكل من الإمارات والبحرين، بسبب إجراءات العزل والإغلاق التي تفرضها إسرائيل لمكافحة كورونا.
جاء في بيان من مكتب نتنياهو: "رغم الأهمية التي تتحلى بها زيارته إلى أبوظبي والبحرين، قرر رئيس الوزراء نتنياهو تأجيلها في هذه المرحلة بسبب إغلاق السماء الإسرائيلية".
كما أضاف البيان: "رئيس الوزراء يثمّن كثيراً دعوتَي سمو ولي العهد الإماراتي الشيخ محمد بن زايد، وجلالة ملك البحرين حمد بن عيسى، لزيارة بلديهما والسلام التاريخي الذي أقيم بين دولنا".
قبل ذلك في أواخر شهر ديسمبر/كانون الأول 2020، نقلت وكالة رويترز عن مسؤولين في الإمارات العربية المتحدة وإسرائيل أن الزيارة التي كانت مقررة أوائل يناير/كانون الثاني، أُرجئت إلى موعد لاحق.
جرت وقتها اتصالات بين مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي وكبار مسؤولي الإمارات والبحرين لتنسيق موعد جديد بعد الموعد الذي تم تحديده في الأسبوع الأول من يناير/كانون الثاني القادم.
فيما كان نتنياهو أرجأ في الـ13 من ديسمبر/كانون الأول زيارة إلى البلدين الخليجيين بسبب "التطورات على الساحة السياسية في إسرائيل"، حسبما ذكر موقع "واينت" الإسرائيلي في حينه.
إذ كانت تلك هي المرة الثانية التي يقوم فيها نتنياهو بتأجيل زيارة كانت مقررة في 20 من شهر ديسمبر/كانون الأول.
دعوة ولي عهد أبوظبي لزيارة إسرائيل
قبل ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، في شهر أكتوبر/تشرين الأول 2020، إنه دعا ولي عهد أبوظبي الشيخ محمد بن زايد آل نهيان إلى زيارة إسرائيل، وتلقى دعوة أخرى لزيارة الإمارات لكنه لم يحدد تاريخاً.
نتنياهو أشار إلى أنه تحادث هاتفياً مع ولي عهد أبوظبي، وذلك في بيان رسمي تزامن مع تصويت مجلس الوزراء الإسرائيلي بالموافقة على الاتفاق الموقع مع الإمارات في 15 من سبتمبر/أيلول 2020 والذي يقضي بتطبيع العلاقات معها.
كما أوضح نتنياهو أيضاً أنه سيلتقي مع ولي عهد أبوظبي "قريباً"، بينما قال محمد بن زايد على حسابه في تويتر إنه "بحث مع نتنياهو تعزيز العلاقات الثنائية وآفاق السلام في المنطقة".
يُذكر أن البحرين والمغرب لحقتا بالإمارات واتفقت مع إسرائيل على تطبيع العلاقات بينهما، وقوبلت هذه الاتفاقات بتنديد فلسطيني واسع، حيث اعتبرته الفصائل والقيادة الفلسطينية "خيانة" وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني.