ما زال الجدل محتدماً حول الخروج الإعلامي المثير، لميغان ماركل، زوجة الأمير هاري، في حوار تلفزي لها مع أوبرا وينفري، آخر التطورات كشفت عنها مجلة Newsweek، التي قالت إن تصريحات ميغان بشأن حرمان آرتشي من لقب أمير قد ضربت خطط الأمير تشارلز المستقبلية -بشأن تقليص امتداد النظام الملكي- في مقتل، وذلك في تقرير للمجلة نشرته الأربعاء 10 مارس/آذار 2021.
في الحوار نفسه، الذي تابعه الملايين عبر العالم، وبُث مباشرة بأكثر من 60 دولة، قالت دوقة ساسكس للإعلامية وينفري والجمهور في أنحاء العالم، كيف انعكست المحادثات بشأن منح طفلها آرتشي لقب أمير على مسألة تأمينه، وأضافت ميغان أن تلك المحادثات قد جرت بالتزامن مع التعليقات التي تلقاها الأمير هاري بشأن بشرة ابنه الداكنة أكثر منه.
نسفت مخططات الأمير ويليام
إذ نقلت المجلة عن مصادر مطلعة، قولها إن التصريحات كانت جزءاً من المناقشات حول "تقليص امتداد الحكم الملكي"، في إطار رؤية الأمير تشارلز طويلة الأمد والهادفة إلى توفير الأموال التي تُنفق على هذا الصعيد.
لذا تشير تعليقات ميغان إلى أنها شهدت عنصرية في طريقة مناقشة العائلة مسألة مستقبلها بوصفها مؤسسة حاكمة، حسب رأيها.
صرحت ميغان في حديثها مع أوبرا: "خلال أشهر الحمل، دار حديث عن عدم منح الطفل التأمين الذي يحصل عليه أفراد العائلة الملكية، وعن عدم حصوله على لقب ملكي، فضلاً عن المخاوف والمحادثات بشأن لون بشرة الطفل الداكنة عند مولده".
وأضافت أن "الفكرة هي عدم منح أول فرد غير أبيض في العائلة الملكية اللقب الذي يناله أقرانه من الأحفاد… وهذا لا يحق لهم".
القواعد المثيرة للجدل
كانت التعليقات موضع شكٍّ على الشبكات الاجتماعية وفي الصحافة، حيث أشار المعلقون إلى أن القواعد التي تحكم منح الألقاب الملكية تعود إلى إعلان ملكي أصدره جورج الخامس في عام 1917.
فيما ذكرت ميغان هذا الإعلان في مقابلتها، وأفادت بأنه خضع لتغييرات في عام 2013، كي يسمح لجميع أبناء الأمير ويليام بالحصول على لقب أمراء وأميرات.
وقد ذاع صيت خطط أمير ويلز لتقليص امتداد النظام الملكي، ولكنها تسببت في ذعر عائلة ميغان وهاري.
فبينما كان هاري وميغان بكندا يفكران في مسألة البقاء ضمن أفراد العائلة الملكية، أظهر خطاب الملكة إليزابيث الثانية بمناسبة عيد الميلاد سلسلة من الصور على مكتبها، والتي ضمت أفراد العائلة الملكية واستثنت هاري وميغان.
شعرا بأنهما مُبعدان
في السياق نفسه، ذكرت صحيفة "بيبل"، أنه جاء في نص السيرة الذاتية Finding Freedom، التي تتناول حياة ميغان وهاري: "شعر هاري كما لو أنه وميغان مُبعدان منذ زمن بعيد، ولم يكونا جزءاً أساسياً من مستقبل الأسرة الملكية. لم يكن على المرء سوى النظر إلى الصور العائلية التي عُرضت خلال خطاب الملكة في يوم عيد الميلاد. ففي غرفة الرسم الخضراء بقصر باكنغهام، حيث ألقت الملكة خطابها، لمّح المشاهدون صوراً لدوق ودوقة كامبريدج وطفليهما، تشارلز وكاميلا، والأمير فيليب، وصورة بالأبيض والأسود للملك جورج السادس، ولوحظ غياب صورة هاري وميغان وطفلهما الوليد آرتشي.
كما أضافت: "أصررت ومصادر من القصر الملكي على أن الاختيار قد وقع على تلك الصور لتمثل خط الخلافة، أما عن هاري وميغان، فكانت هذه علامة أخرى على أنهما بحاجة إلى التفكير في مسارهما الخاص".
مع ذلك، فإن المفاجآت الكاشفة التي قدَّمتها ميغان ليلة الأحد 7 مارس/آذار، تُبيِّن لأول مرة، أن الأمير هاري وميغان قد رأيا أن المناقشات التي دارت بشأن إعادة صياغة النظام الملكي قد اصطبغت بصبغة العنصرية.
فيما كتب المؤرخ روبرت ليسي في كتابه Battle of Brothers عن الكيفية التي تعود بها أصول خطط الأمير تشارلز لتقليص سلسلة أولياء العهد إلى التسعينيات، عندما شعر بأن العدد الكبير لأفراد العائلة الملكية على شرفة قصر باكنغهام يبعث برسالة خاطئة.
على الرغم من كل ذلك، عادت المسألة إلى طاولة النقاش في السنوات الأخيرة، وقال مطلعون على الشأن في حديث مع المجلة، إن الأمير هاري وميغان علما خلال المناقشات، أن القواعد المتعلقة بمنح الألقاب الملكية ستتغير وستكون لذلك تداعيات على مسألة تأمين أفراد العائلة.