رفضت محكمة بالرياض، الأربعاء 10 مارس/آذار 2021، الاستئناف الذي تقدمت به الناشطة السعودية لجين الهذلول، على الحكم الصادر ضدها والقاضي بمنعها من السفر إلى خارج البلاد، وذلك وفق ما أعلنت عنه شقيقتها لينا الهذلول، في تغريدة على حسابها الشخصي بموقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
واعتُقلت الهذلول، التي قادت حملة للدفاع عن حق المرأة في قيادة السيارات وإلغاء نظام ولاية الرجل، في مايو/أيار 2018، وحُكم عليها في ديسمبر/كانون الأول، بموجب قوانين الجرائم الإلكترونية ومكافحة الإرهاب، بالسجن نحو ست سنوات، في اتهامات وصفها خبراء الأمم المتحدة بأنها مختلقة، قبل أن يخلى سبيلها في العاشر من فبراير/شباط الماضي.
خطأ استراتيجي فادح
شقيقتا الهذلول، لينا وعلياء، اللتان تعيشان خارج السعودية، عبَّرا عن غضبهما العارم من هذا القرار، كما وجهتا انتقادات لاذعة للقضاء السعودي، فلينا الهذلول غردت على حسابها الشخصي قائلة: "قرار القضاء تأكيد الحكم الأول، يعني أن السعودية تعتبر المملكةَ المتحدة والاتحاد الأوروبي وهولندا (كيانات إرهابية) والاتصال بهما (عمل إرهابي)".
أما شقيقتها الأخرى علياء الهذلول، فقد وصفت القرار في تغريدة على حسابها بموقع تويتر، بأنه "خطأ استراتيجي فادح من القضاء (التابع)".
كما أضافت في المناسبة نفسها: "ستفقد المملكة مصداقيتها كحليف استراتيجي، فكل يوم تثبت للعالم أنه لا يمكن الوثوق بها. التخبط السياسي واضحٌ اليوم. كسب أصدقاء وحلفاء جدد يجب ألا يكون على حساب خسارة الحلفاء التاريخيين. ستخسر الصديق القديم والجديد بتهوُّرك، والشعب يدفع الثمن".
خابت آمال الهذلول
في وقت سابق من الأربعاء، قالت لجين الهذلول، إنها تأمل أن تعدل محكمة سعوديةٌ الحكم الصادر ضدها، فيما أظهر مقطع فيديو لحظة وصولها إلى المحكمة لتقديم النقض.
الهذلول، البالغة من العمر 31 عاماً، قالت للصحفيين خارج المحكمة الجنائية المتخصصة في الرياض: "لنأمل أن يكون الحكم قد تغيَّر أو تعدل قليلاً. سنرى كيف تسير الأمور؟".
وأظهر مقطع فيديو نُشر على شبكات التواصل الاجتماعي، الهذلول وهي في طريقها للمحكمة، قبل أن تتوقف قليلاً وتتحدث مع عدد من الأشخاص باللغة الإنجليزية وتشكرهم على دعمهم لها.
تفاعل دولي مع قضيتها
اشتهرت لجين الهذلول في 2013 عندما بدأت حملة علنية للدفاع عن حق المرأة السعودية بقيادة السيارات، واعتُقلت لأول مرة في عام 2014 أثناء محاولتها عبور الحدود بسيارتها قادمة من الإمارات -حيث تملك رخصة قيادة سارية- إلى السعودية.
كانت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، التي تتخذ موقفاً متشدداً تجاه ملف حقوق الإنسان بالسعودية، قد حثت الرياض على الإفراج عن السجناء السياسيين ومنهم المدافعات عن حقوق المرأة.
كذلك وعقب الإفراج عن الهذلول، رحب بايدن، مساء الأربعاء 10 فبراير/شباط 2021، بإطلاق السعودية سراح الناشطة، وقال في مؤتمر صحفي: "إن إطلاق السعودية سراح لجين الهذلول قرار صحيح وصائب".
من جانبها، رحبت الأمم المتحدة بإطلاق سراح الناشطة السعودية لجين الهذلول، مطالبةً الرياض بمزيد من الإفراجات.