أظهر استطلاع للرأي أن غضب التيار اليساري من الرئيس ماكرون ساعد في وضع زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان على مسافة قريبة من تحقيق النصر في حال مواجهتهما في انتخابات العام المقبل، بحسب ما ذكرته صحيفة The Times البريطانية.
هذا الاستطلاع أشار إلى أن مارين قد تحقق 47% مقابل 53% لماكرون في جولة ثانية من المواجهة، ويرجع ذلك أساساً إلى أن الناخبين اليساريين سيتوقفون عن الالتفاف حول مرشح رئيسي لعرقلة زعيمة التجمع الوطني، وفقاً للاستطلاع الذي أجرته شركة Harris Interactive.
من شأن هذا الاستطلاع أن يدق ناقوس الخطر لدى اللاجئين بشكل عام في فرنسا، خاصة السوريين منهم، حيث يُعرف اليمين المتطرف في فرنسا بزعامة مارين لوبان بمعارضته الشديدة لاستقبال المهاجرين السوريين.
ولطالما كان موضوع اللاجئين في فرنسا محط خلاف بين الأحزاب، كما كان واضحاً خشية بعضها من استغلال حزب "الجبهة الوطنية" المتطرف لهذا الملف في أي منافسة انتخابية.
أثارت هذه النتائج قلقاً متنامياً في معسكر ماكرون، مع إشارات توحي بأن كثيرين من اليسار يشعرون بغضب شديد تجاه ما يرون أنه سياساته المتغطرسة المؤيدة للشركات لدرجة أنهم سوف يمتنعون عن التصويت إذا انتهى السباق بجولة إعادة بين ماكرون ولوبان.
كانت صحيفة Libération قد أفادت بعد استطلاع منفصل عن نوايا التصويت بأن "الجبهة الجمهورية" التي نجحت في إقصاء جان ماري لوبان، مؤسس الحزب اليميني المتطرف، ثم ابنته من بعده عن الرئاسة في الانتخابات المتتالية منذ عام 2002، ماتت فعلياً.
يُذكر أنه في عام 2017، احتشد معظم مصوتي الجولة الأولى لمرشحي حزب Unbowed France الاشتراكي اليساري المتطرف خلف ماكرون في الجولة الثانية، ما منحه نسبة 66% مقابل 34% للوبان. ووجد استطلاع هاريس أن حوالي نصف ناخبي مرشحي اليسار والمحافظين الذين يهزمون في الجولة الأولى ليسوا مستعدين لدعمه مرة أخرى.
فيما كانت آن هيدالغو، عمدة باريس الاشتراكية والمرشحة المحتملة لحزبها، قد حثت اليسار على الحفاظ على الجبهة المناهضة لمارين لوبان. وقالت آن، في حديثها في اليوم العالمي للمرأة، إنها لا تشعر بالتضامن الأخوي مع لوبان (52 عاماً). وقالت آن: "لن أقول إنها ليست سيدة لكنها من نوع آخر. إنها من اليمين المتطرف. وسأقف ضد اليمين المتطرف دوماً، مهما كانت طبيعته".
من جانبه، رفض جان لوك ميلينشون، زعيم حزب Unbowed France والمرشح الرئاسي للمرة الثانية، دعوة أنصاره دعم ماكرون في حال هزيمته. ووجد استطلاع هاريس أن 52% من ناخبيه سيمتنعون عن التصويت في الجولة الثانية. وقال: "أحد المرشحين ليبرالي جامح وسلطوي. والآخر يميني متطرف تقليدي".
ورغم أن كبرى الأحزاب الاشتراكية والجمهورية المحافظة ليس لديها مرشحون واضحون حتى الآن، تُظهر استطلاعات الرأي باستمرار تفوق لوبان على ماكرون (43 عاماً) في الجولة الأولى من التصويت المقرر إجراؤها في أبريل/نيسان عام 2022، أو تساويها معه.
كما يؤكد استطلاع هاريس الجديد استطلاعاً مُسرَّباً في يناير/كانون الثاني أظهر انقساماً بنسبة 48-52% في جولة الإعادة بين لوبان وماكرون.
إلا أن مساعدين في قصر الإليزيه قللوا من أهمية هذه النتائج، وقال وزراء إن الرئيس يبحث عن طرق لتعزيز موقفه مع الناخبين اليساريين.