قال النظام السوري، الإثنين 8 مارس/آذار 2021، إن رئيسه بشار الأسد وزوجته أسماء قد أصيبا بفيروس كورونا، مشيراً إلى أن حالتيهما مستقرتان، وأنهما سيخضعان للحجر الصحي المنزلي.
جاء ذلك في بيان لرئاسة النظام السوري أكد فيه أن الفحوص أثبتت إصابتهما بفيروس كورونا، وذلك بعد شعورهما بأعراض خفيفة.
وفيما لم يُشر البيان إلى تفاصيل أخرى حول إصابتيهما، فقد وجّها التحية للكوادر الطبية العاملة على مواجهة الفيروس.
دمار النظام الصحي وانتشار كورونا
يشار إلى أن البلاد تشهد تدهوراً كبيراً وعجزاً لدى الحكومة التي لم تعد قادرة على تأمين كافٍ للمواد الأساسية للعيش لدى السوريين، كما أن كثيراً منهم يخشون الذهاب للمستشفيات خوفاً من الموت.
فتحت عنوان "عقد من الدمار: الهجمات على قطاع الرعاية الصحية في سوريا"، وثّقت "لجنة الإنقاذ الدولية" ما وصفته بالعواقب المدمرة للهجمات على المرافق الصحية بسوريا خلال 10 سنوات كـ"استراتيجية حرب"، على الرغم من أنها محمية من الهجوم، بموجب القانون الدولي ويجب أن تكون ملاذات آمنة في أوقات الحاجة الماسة.
حيث أكدت اللجنة الدولية في تقرير، أعدته بشراكة مع منظمات محلية سورية، أنه منذ اندلاع الثورة السورية في مارس/آذار 2011، يتحمل المدنيون وطأة العنف ومعاناة لا توصف. وقد تضررت منشآتهم الصحية بشدة بشكل خاص، مشيرة إلى أن الهجمات على المرافق الصحية بسوريا أدت إلى شلل كبير في قدرة البلاد على مواجهة جائحة "كورونا".
خلص التقرير، الذي نشرته صحيفة The Independent البريطانية، الأربعاء 3 مارس/آذار 2021، إلى أنه حتى مع انتشار جائحة كوفيد-19 في عام 2020، استمرت الهجمات، ودُمرت المستشفيات، وقُتل العاملون في المجال الطبي، ومُنع كثيرون من التماس وتلقي الرعاية الطبية المنقذة للحياة، وقد خاطر الممارسون الطبيون السوريون المتبقون بحياتهم لتوفير الرعاية الصحية وسط أعمال عنف مروعة، على الرغم من نقص المعدات والأدوية.
أرقام مفزعة
يأتي التقرير، المبني على استطلاع لآراء المدنيين وعمال الرعاية الصحية في شمال غربي البلاد الذي تسيطر عليه المعارضة، بالتزامن مع اقتراب البلاد من الذكرى العاشرة لاندلاع النزاع.
وجد استطلاع الرأي أن ثُلث المشاركين شهدوا بشكلٍ مباشر، هجوماً على أحد مرافق الرعاية الصحية، بينما قال نصفهم إنهم يخشون الذهاب لطلب الرعاية الطبية؛ خشية الهجمات.
أشار التقرير أيضاً إلى أن 64% من المستشفيات و52% من مراكز الرعاية الصحية الأولية فقط تعمل في جميع أنحاء سوريا، بينما هاجر ما يقدر بـ70% من القوى العاملة الصحية من البلاد، موضحاً أن 12 مليون سوري يحتاجون إلى المساعدة الصحية، ثلثهم تقريباً بحاجة إلى خدمات الصحة الإنجابية وصحة الأم وحديثي الولادة والأطفال، فضلاً عن تأثر 59% من المدنيين في شمال غربي سوريا بشكل مباشر بالهجوم على مرافق الرعاية الصحية.
كذلك، شكّلت الغارات الجوية 72% من الهجمات التي تعرضت لها المرافق الصحية، وأفاد 84% من العاملين الصحيين بأن الهجمات على الرعاية الصحية أثرت عليهم بشكل مباشر وعلى فريقهم أو مرضاهم، و81% يعرفون مرضى أو زملاء قُتلوا في الهجمات، ويخشى 56% من السوريين العيش بالقرب من منشأة صحية؛ خشية التعرض لخطر الهجوم.