قالت الحكومة الأمريكية، الأحد 7 مارس/آذار 2021، إن جميع الخيارات ما زالت مطروحة بالنسبة لقواتها المتبقية في أفغانستان، التي يبلغ عددها 2500 جندي، موضحة أنها لم تتخذ قرارات بشأن التزامها العسكري بعد الأول مايو/أيار.
جاءت تعليقات وزارة الخارجية الأمريكية بعد نشر تقارير قالت إن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن قام بحملة عاجلة جديدة لتعزيز جهود السلام التي تقودها الأمم المتحدة، تضمنت تحذيراً من أن الجيش الأمريكي يفكر في الخروج من أفغانستان بحلول الأول من مايو/أيار.
تصريحات غامضة بشأن أفغانستان
بلينكن قال في رسالة إلى الرئيس الأفغاني أشرف غني، نشرتها قناة طلوع التلفزيونية الأفغانية، وتم تأكيدها في تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز، إن الولايات المتحدة "تدرس سحب القوات بالكامل بحلول الأول من مايو/أيار مع بحثنا خيارات أخرى".
لكن متحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية امتنعت عن تأكيد صحة الرسالة، لكنها قالت يوم الأحد إن الولايات المتحدة "لم تتخذ أي قرارات بشأن وضع قواتنا في أفغانستان بعد الأول من مايو/أيار. كل الخيارات لا تزال مطروحة".
يُذكر أن رسالة بلينكن أكدت أيضاً أن الولايات المتحدة تبذل جهوداً دبلوماسية رفيعة المستوى "لتحريك الأمور بشكل أكثر واقعية وسرعة نحو التوصل لتسوية ووقف دائم وشامل لإطلاق النار".
كما أضافت الرسالة أن الولايات المتحدة ستطلب من الأمم المتحدة دعوة وزراء خارجية ومبعوثين من روسيا والصين وباكستان وإيران والهند والولايات المتحدة "لبحث وضع نهج موحد لدعم السلام في أفغانستان".
خطة إدارة بايدن لتحقيق السلام في أفغانستان
يأتي الحديث عن خطة بايدن لتحقيق السلام في أفغانستان بعد انتقادات وُجهت من دوائر أمريكية عدة، خاصة الليبرالية، لخطة انسحاب القوات الأمريكية من البلاد التي اتفقت عليها إدارة ترامب مع حركة طالبان، حيث يرون أنها ستترك حكومة كابول فريسة للحركة، إضافة إلى أنها قد تؤثر على حقوق الإنسان في أفغانستان خاصة النساء.
لكن إدارة بايدن يبدو أنها قد توصلت إلى طريقة تخرج بها من الصيغة التقليدية التي تحصرها بين خيارين محدودين: البقاء في أفغانستان، أو الخروج منها.
فقالت رسالة بلينكن إن الولايات المتحدة ستطلب من تركيا استضافة اجتماع رفيع المستوى "للجانبين في الأسابيع المقبلة لوضع اللمسات الأخيرة على اتفاق سلام".
كما قالت رسالة بلينكن إن اقتراح الحد من العنف لمدة 90 يوماً "يهدف إلى منع شن طالبان هجوماً في الربيع "، موضحة أنه في حالة انسحاب الجيش الأمريكي فإنه قلِق من أن "يزداد الوضع الأمني سوءاً، وأن تحقق طالبان مكاسب سريعة على الأرض".
ثم أشار الوزير الأمريكي في الخطوة الثانية إلى ضرورة مشاركة المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان، زلماي خليل زاد، مقترحات مكتوبة مع الرئيس الأفغاني وقادة طالبان، والتي تهدف إلى "تسريع المفاوضات التي تتعلق بالتسوية ووقف إطلاق النار"، مشيراً إلى أن "هذه المقترحات تعكس بعض الأفكار المطروحة في خارطة الطريق لعملية السلام".
وفي محاولة لدفع محادثات السلام مع طالبان إلى الأمام، صرح غني، يوم السبت، بأن حكومته مستعدة لمناقشة إجراء انتخابات جديدة . وأصر على ضرورة أن يتم تولي أي حكومة جديدة السلطة من خلال العملية الديمقراطية.
يُذكر أن غني كان قد اجتمع مع المبعوث الأمريكي الخاص إلى أفغانستان زلماي خليل زاد في كابول خلال الأسبوع الماضي لمناقشة سبل استئناف مفاوضات السلام المتوقفة مع ممثلي طالبان التي تعقد في قطر.
وتصاعدت أعمال العنف وعمليات القتل التي تستهدف أشخاصاً محددين منذ أن بدأت الحكومة الأفغانية مفاوضات مدعومة من الولايات المتحدة مع طالبان في سبتمبر/أيلول الماضي. ويقول مسؤولون أمنيون غربيون إن المتمردين، الذين يسيطرون بالفعل على مساحات شاسعة من المناطق الريفية، بدأوا في تحقيق مكاسب حول البلدات والمدن.