كشفت تقارير فيدرالية أمريكية عن اتصال بين عضو في مجموعة "براود بويز" Proud Boys اليمينية المتطرفة ومسؤول على صلة بالبيت الأبيض في عهد الرئيس السابق دونالد ترامب، في الأيام التي سبقت أعمال الشغب الشهيرة التي وقعت في مبنى الكونغرس (الكابيتول) في 6 يناير/كانون الثاني، وذلك حسب تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية، اليوم الأحد 7 مارس/آذار 2021.
إذ قال مسؤول إنفاذ قانون، ادعى أنه اطّلع على التحقيق الذي أجراه مكتب التحقيقات الفيدرالي، في تصريحات لصحيفة The New York Times الأمريكية يوم الجمعة 5 مارس/آذار الجاري، إن بيانات خاصة بأحد الهواتف المحمولة، شملت سجلات تحديد الموقع وبيانات المكالمات، ربطت أحد أعضاء مجموعة "براود بويز" بمسؤول في البيت الأبيض.
فيما ذكرت الصحيفة الأمريكية أن مكتب التحقيقات الفيدرالي لم يتعرف بعد إلى ما تم مناقشته خلال ذلك التواصل الذي جرى بين عضو في مجموعة "براود بويز" والمسؤول السابق بالبيت الأبيض.
لكن حسبما ورد، فإن الاتصال تم في الأيام التي سبقت أعمال الشغب، التي شهدت اقتحام حشد من مؤيدي ترامب لمبنى الكابيتول الأمريكي، ما دفع أعضاء مجلس النواب إلى التحصن داخل مكاتبهم أو في قاعات سرية خوفاً من تعرضهم للأذى.
منظمة يمينية متطرفة
يشار إلى أن مجموعة "براود بويز" هي منظمة يمينية متطرفة تقصر الانضمام إليها على الذكور، ومعروفة بانخراطها في الاشتباكات العنيفة التي تشهدها التجمعات السياسية، ويصنّفها "مركز قانون الحاجة الجنوبي" (SPLC)، المتخصص في حقوق المواطنين ودعاوى الرأي العام، على أنها جماعة متطرفة.
كانت شركتا فيسبوك وإنستغرام قد حظرت المحتوى الخاص بأعضاء المجموعة من الظهور على مواقعهما، وأرجعت الأولى قرارها إلى سياستها التي تقضي بحظر "المنظمات المحرّضة على الكراهية" من خدماتها.
كما أشار مسؤول إنفاذ القانون إنه على الرغم من أن البيانات لم تكشف عن أي دليل يشير إلى وجود تواصل بين مثيري الشغب وأعضاء في الكونغرس خلال الهجوم، فإن السجلات أظهرت اتصالاً بين مشرعين ومتطرفين يمينيين خلال الأيام التي سبقت أحداث الاقتحام في 6 يناير/كانون الثاني. ويجري الآن فحص بقية الاتصالات، لكن لم تُفتح تحقيقات بناء عليها بعد.
فقد اتهم المدعون الفيدراليون أكثر من 10 أعضاء في مجموعة "براود بويز" بالمشاركة في أعمال الشغب، وقالوا إن عديداً من أعضاء المجموعة رتبوا السفر إلى واشنطن، وفي نيتهم العمل على تعطيل تصديق الكونغرس على فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية.
اعتقال أول مسؤول في واقعة اقتحام الكونغرس
كان مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) قد أعلن، يوم الخميس 4 مارس/آذار 2021، عن اعتقال المساعد السابق في وزارة الخارجية الأميركية، فيدريكو كلاين، ووجهت إليه تهماً تشمل الدخول بطريقة غير قانونية، والسلوك العنيف وغير المنضبط، وعرقلة عمل الكونغرس ومقاومة سلطات إنفاذ القانون، والاعتداء على ضابط بسلاح خطر.
الموظف الذي يُدعى فيديريكو كلاين، ويبلغ من العمر 42 عاماً، يقطن في ولاية فرجينيا وسبق له العمل في حملة دونالد ترامب الرئاسية عام 2016، ثم عُيَّن بعدها في وزارة الخارجية بعد تولي ترامب.
يُعدّ هذا الاعتقال هو الأول من نوعه والمعروف عنه لشخص عينه ترامب، والذي بات في مواجهة محاكمة جنائية مرتبطة بالأحداث.
حسب وثائق المحكمة، التي حصلت عليها صحيفة The New York Times، قال مكتب التحقيقات الفيدرالي إن المعلومات الواردة من أحد الشهود ودليل آخر قد دفعتهم إلى استنباط أن كلاين كان لا يزال يعمل لدى وزارة الخارجية وكان لديه تصريح أمني بدرجة "سري للغاية" عندما وقعت أعمال الشغب.
بينما استقال كلاين من منصبه في 19 يناير/كانون الثاني، أي قبل يوم واحد من تولي بايدن منصبه.
تحقيقات الوكالة الأمريكية تزعم أن كلاين يظهر في لقطات فيديو وصور أخرى وهو يرتدي قبعة حمراء مكتوباً عليها "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى" وسط أعمال الشغب التي وقعت في الشرفة الغربية السفلية من مبنى الكابيتول.
من الجدير بالذكر أن السلطات ألقت بالفعل القبض على أكثر 300 شخص ووجَّهت إليهم فيما بعد اتهامات بالعصيان، ولا يزال مكتب التحقيقات الفيدرالي يطلب المساعدة من الجمهور لتحديد هوية المزيد من المشتبه بهم.
مخاوف من محاولات اقتحام جديدة
في السياق ذاته، أعلنت الشرطة الأمريكية الخميس الماضي وضع قواتها في حالة تأهب قصوى حول مبنى الكونغرس خوفاً من محاولة جديدة لاقتحامه، وذلك عقب كشف المخابرات الأمريكية عما وصفته بـ"مؤامرة محتملة" من قِبل جماعة مسلحة لاقتحام الكونغرس مُجدداً.
على إثر تلك التهديدات الأخيرة، تراجع وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" طلباً لتمديد بقاء قوات الحرس الوطني المعنية بحماية مبنى الكونغرس.
حيث صرّح مسؤول أمريكي، يوم الخميس 4 مارس/آذار 2021، بأن شرطة مبنى الكونجرس طلبت من وزارة الدفاع تمديد بقاء قوات الحرس الوطني لشهرين آخرين، لافتاً إلى أن هذا الطلب سيحظى بالموافقة على الأرجح.
يشار إلى أنه يوجد حالياً نحو 5200 فرد من قوات الحرس الوطني لحماية الكابيتول. ومن المقرر أن تنتهي المهمة رسمياً في 12 مارس/آذار الجاري.
كانت أحداث اقتحام الكونغرس الشهيرة قد أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص وإصابة آخرين. وعلى أثرها، كثّف مكتب التحقيقات الفيدرالي مؤخراً تحقيقاته في الصلات المحتملة بين المتطرفين اليمينيين وأعضاء الكونغرس ومسؤولي إدارة ترامب.